آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

حياتك كمسرح

زهراء الأبيض

أنظر الى حياتك كمسرح كبير فيها العابر والجالس والمحبط والمتفائل والصادق والكاذب والصالح والطالح ونحن تكون لنا حصيلة السوء الأكبر والعذاب الأقسى

فقط لأننا نمتلك عين المسرح الخاصة بنا عين الحياة التي يجب لكل منا أن يعلم متى يضع كل شيء في زوايته ويفتح بصيرة قلبه ويسلك طريق الهدى سيكون كل نوع فيما ذكرت أعلاه له وجهة نظره الخاصة فيما يفعل وكيفما يتصرف يعلم جيدا.

أقصد بذلك من لديهم الخداع والشر لغيرهم أنه ليس بكل هذا السوء لكي يكون كذلك ولكن ظلام الروح وبيئة المكان ومواقف الزمان جعلته يقبل بأن يصبح هامشا أو تاريخاً يدونه الأخرون عنه دون أن يفصح عن نفسه من هو ويصلح ما أرتكبه من أخطاء.

يبقى عالقاً في الأرض الى حيث الهاوية لا يعالج الثقب الذي انكسر في داخله بدل من أن يشع النور من داخل الثقب هذا ويكون من الباقيات الصالحات يصبح وليد الشر أخ لأهواء الدنيا ويتقبل دائما أن يكون دور الضحية، لذا دور الضحية أخطر موقف في المسرح ربما مثل بطريقة جيدة جيداً ولكن سيبقى في كل ثانية يتأوه ألماً زائفاً ليس له دليل وأي معنى. الضحية من يقع في الفخ مرة واحدة إن سقط وانتهى فسلام عليه وإن سقط وحصلت له النجاة فهذه فرصة عليه أن يغتنمها.

نعم يصرخ بوجه من أقام عليه بالظلم أو سرق من عمره شيئا ثمينا لا يمكن أن يعود ولكن حينما يتحدث له وينظر في عينيه يكون ثابتاً شامخاً ذو إيمان وتقى ويترجم بكل فعل أنا لست ضحية للمرة العاشرة أهتف بها. إياك أن تقف في مسرح حياتك كالمتفرج لا تملك من أمرك شيئاً تقبل بمن يحركك على يديه كأنك عقارب ساعته أو مخطط ربحه المالي أو دفتر ملاحظاته أو هدفه الذي يصبو له في شباك مرماه.

لمّ لأنه علم بأنك تجرعت من الآلام ما تجرعت وعزفت قيثارة من الوجع يتلوه انتصار من بعد جرح طويل عشت معه كرفيق فأنقذك رغم مرارته وصلت. مسرح حياتك لا تجعله كقهوة مهجورة أو كدمية مرمية في منتصف الطريق أو كهاتف يرن ولا مجيب أو كعجوز هارمة لها من العمر تسعون وما فوق.

كخليط من الفواكه الطازجة تذوق الحامض والحلو وتجنب الحار وابتعد عن البارد واحذر أن يكون طبقك المفضل يحرقك ويسبب لك القولون.

هؤلاء أصناف البشر في مسرحك فلا تقترب منهم كشاشة تلفاز فتؤذي عينيك ولا تبتعد فتكون خالي الوفاض كن في الصورة ولا تقبل بأن تكون ضحية أحدهم بطيبتك أو بصمتك فقط أرهم أن مسرح الحياة ملون مزخرف يقبل الكثير من التحديات ويقابل الصعاب بروح مؤمنة.

مسرح الحياة ثانية والخاتمة تعرف بطريق الآخرة.