آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

العقلية الإيجابية‎

ياسين آل خليل

لا أحد منا لا يطمح في أن تكون أفكاره بدرجة عالية من الجودة، قادرة على تحويل الطاقة الذاتية الى حقيقة من النتائج المنتهية بالصحة والسعادة. صدق أو لا تصدق، كل ذلك مُمكن إذا ما تبنينا بصدق ”العقلية الإيجابية“ كاستراتيجية حياتية.

العقل أداة قوية وفاعلة؛ ما أن تملأها بالأفكار الإيجابية، حتى تشهد تغييرًا كبيرًا في حياتك. والمواقف العقلية الإيجابية عادة ما تساعد صاحبها على التعامل بسهولة أكبر مع الشؤون الحياتية اليومية. والمواقف الإيجابية في حد ذاتها تلعب دورًا مركزيًا في تحفيز التفاؤل وتجنب المرء الكثير من المخاوف والتفاكير السلبية. درب عقلك على أن يرى الخير في كل موقف. تبنيك لأسلوب إيجابي، هو ما يجعلك قادرًا على التغلب على ظروفك الصعبة وإدارتها، لا أن تكون الظروف هي التي تديرك وتحركك كيف ومتى شاءت. الأشياء من حولك تتغير بتغيرك أنت وهذا التغيير من شأنه أن يحدد الكيفية التي ستحيا عليها حياتك من يوم لآخر.

عاداتنا اليومية هي التي ترسم الصورة الأقرب لأي يوم من أيام عمرنا المديد. إن تركيزنا على الحديث عن مشاكلنا الخاصة، بل وحتى مشاكل الآخرين، التي لا تعنينا، هي أسوأ إدمان نعاني منه اليوم كأفراد وجماعات. نعم، علينا التوقف عن هذه العادة ووضع حد لهذا الداء واستبداله بالحديث عن أفراحنا وكل ما يمكن أن يُرجع البسمة إلى شفاهنا. فبدون الإبتسامة لن يتمكن أحد منا أن يُصلح شيئًا من تلك العبثية التي نحياها وهي من صُنع أيدينا.

موقف إيجابي تتخذه اليوم، خير من ألف دواء يصفه طبيب لك في قادم الأيام. قد تعتصرك مصائب الدنيا ونوائبها، لكن كل ذلك لا يجب أن يقف حجر عثرة في طريق تقدمك نحو حياة تسودها عقلية إيجابية ويسكنها السلام وغير قابلة للهزيمة في أحلك الظروف وأشدها ظُلمة وقساوة.

وأنت تسلك طريقك نحو الإيجابية، لا تدع مجالًا لأي فكرة سلبية تخطر على بال، بأن خطأً ما قد يحدث ولهذا عليك التوقف خوفًا من المجهول. إجعل التفاؤل رفيق دربك وستكتشف من الخير ما لم يخطر على قلبك أو سبق وتحدثت فيه مع نفسك. كلما كان تفكيرك ومعتقدك وعملك في تناغم وانسجام كلما كانت النتائج كبيرة ومرضية. هذه معادلة حياتية مجرّبة وقلّ أن تأتي بنتائج عكسية، إذا ما كان التوفيق الإلهي حليفك.

إصحى كل صباح وأنت تحمل عقلية إيجابية وقلبًا ينبض بالفرح والحب للناس، كل الناس، وكن على ثقة بأن النتائج ستنتهي إلى خير. الخيار خيارك إذن، إن كنت تبحث عن مشكلة أو تريد التوصل إلى حل. أنت لا تحتاج إلى رسم خطة عمل لتبدأ مشوارك، كُلُّ ما تحتاجه هو مزيدٌ من الإيمان والثقة بذاتك وبأنك قادرٌ عل كسر حاجز الخوف لتكتشف مع مرور الوقت ما يمكن أن تفعله تلك القوة الخفية المتمثّلة في ”العقلية الإيجابية“ كاستراتيجية حياتية، في قلب الأمور نحو حياة سعيدة يملؤها التفاؤل وتتكاتف فيها الأيدي لبناء عالم وحياة طالما حلمنا أنا وأنت والآخرين بتحقيقها.