آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

مهارات حياتية

ياسين آل خليل

من مِنّا لا يتمنى أن يأخذه الزمن إلى الوراء ليُخبر ذاته الشّابة، كل الأشياء التي يَعرفها الآن. كلّما مدّ الله لك في العُمْر، كلّما تعلّمت أكثر. التعلم عادة ما يأتي بعد تجربة أو تجارب، بعدها تَكُون الفرصة قد ذهبت وبقي الدرس. هناك مهارات حياتية علينا معرفتها حتى لا يفوتنا الوقت ونعيش بعدها الحسرة والندم على ما أضعناه في لحظات عمرنا الفائت.

حديث الذات أمْرٌ في غاية الأهمية لما له من انعكاس على صحتنا العامة. عقلك هو أكبر حليف لك على الإطلاق، فلا تجعل من ذلك الحليف عَدُوًّا أو أن تُفكر في مُحارَبته. إذا كنت تستيقظ كل صباح مُحمّلًا بالأفكار السلبية ومُعتقدًا بأن شيئًا أو حدثًا سيئًا سيحصل لك في ذلك اليوم، فأنت لم تترك فُسْحَةً للسعادة أن تزورك أو تطرق لك بابًا بأي حال من الأحوال.

عليك أن تعرف الفرق بين ماهو أحلام يقظة وأفكار واقعية. التفكير في كيفية ما ينبغي أن يكون عليه العالم، وما تراه واقعًا مُعاشًا، يجعلك تعيش في زمن غير زمانك. فأنت بحرصك وقلقك هذا على مستقبل قد يَحدث أو لا يَحدث، تضع نفسك في إجهاد عَقلي ونفسي لا لزوم له. لذلك عليك التخلي عن أحلام اليقظة والرضا بما هو لديك وكفى.

أحد أكبر تحديات الحياة وأكثرها أهمية، إكتشافك لذاتك. يأتي بعدها رضاك بالنتيجة، حلوة كانت أو مُرَّة، وكيفية ومقدار استقادتك من هذا الإكتشاف. الوقت لا ينتظر، فلا تضيعه بأن تعيش حياة الآخرين. لا تترك فرصة لكل ذلك الضجيج، من آراء ونقد والصادر من الناس من حولك، أن يتسلل إلى عقلك ويُخْرس صوتك الداخلي.

إذا كانت تراودك فكرة بأن تبدأ مشروعًا ما، فلا تُخبر نفسك بأنك لا تمتلك الوقت. دائمًا هُناك مُتّسع من الوقت لعمل أي شيئ بغض النظر عن حجمة، إلا أنه يحتاج إلى بعض التنظيم والتخطيط. ما تريد أن تفعله بوقتك هو خيارك أنت وقناعتك في ترتيب أولوياتك. وإذا كان هناك من مُحاسبة لنتائج ذلك القرار، فلا يوجد من يستحق المحاسبة غيرك. فالطبخ الذي بين يديك هو من صُنعك، وأنت من سيقوم بأكله وتذوقه في المقام الأول. فأحسن عَمَلك يُباركُ الله لك في كل خطوة تخطوها.

عدم القدرة على العثور على الدافع والمحرك الذي يكسر حاجز الجمود، هو أحد أهم الأسباب التي تُساهم في فشل الكثير من الناس في أن يُحققوا أهدافهم وأن يخلقوا عادات من شأنها تغيير حياتهم إلى الأفضل والبدء في مشاريعهم المستقبلية.

الخطأ الإستراتيجي الذي يقع فيه الكثير من الأفراد، هو قناعتهم باتّباع نَمَطٍ حياتي، عاشوا واعتادوا عليه لسنين، وخوفهم من الإنتقال إلى المجهول والذي يعتقدون أنه سيخرجهم من موطن الراحة الذي نشأت عليه أنفسهم طوال تلك المدة. إتخاذك أول خطوة إلى الأمام والتغلب على مخاوفك، هو ما سيجعلك أكثر ثقة بذاتك وأقرب إلى النجاح من أي وقت مضى.

لا تجعل من إخفاقات الماضي سببًا في عرقلة مسيرتك الآنية. عليك أن تخطو إلى الأمام بثقة وصبر وجَلَدْ وعقيدة لا يُخالجها شك، لتصل إلى مبتغاك. الإستسلام المبكر ليس من عادات من يحلمون الوصول إلى القمة. الكثير يخشون الفشل، ويبقى أولئك الذين لا يعتريهم خوف ولا تُثنيهم عقبات ولا يتأثرون بمثبطات، وما أكثرها هذه الأيام. وخير الختام وأروع الكلام لسيد البلغاء الإمام علي حيث يقول ”إِذَا هِِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ“.