آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 10:23 ص

معركة الموصل.. والتحركات الدولية

محمد أحمد التاروتي *

وصول القوات العراقية للحدود مع سوريا، للمرة الأولى منذ عام 2014، يعطي دلالة قوية على حجم الخسائر البشرية والعسكرية، التي تكبدها تنظيم داعش، منذ انطلاقة معركة الموصل قبل عدة أشهر، فقد استطاعت القوات العراقية كسر شوكة التنظيم، الذي فرض سيطرته على مساحات واسعة، منذ منتصف عام 2014، الامر الذي تمثل في عدم قدرته للوقوف، امام التقدم الكبير للقوات العراقية، في العديد من المناطق الواقعة، تحت سيطرته منذ عامين تقريبا.

بغداد تحاول من وراء التحرك، باتجاه الحدود المشتركة مع سوريا، توسيع حزام الأمان على الكثير من المدن العراقية، خصوصا وان بقاء الحدود مفتوحة، يسمح لداعش لإعادة ترتيب أوراقه، وبالتالي فان الخطوة العسكرية تهدف لقطع الطريق امام التنظيم الإرهابي، للاستمرار في ممارسة دوره في تهديد الامن العراقي، بالإضافة لذلك، فان الحكومة العراقية تحاول استثمار انتصاراتها العسكرية، بحيث يمهد الطريق لإنهاء ملف داعش عسكريا بشكل كامل، من خلال المشاركة الفاعلة في التحركات الدولية الساعية، لطرد داعش من سوريا بعد الانتهاء من المعارك، التي يخوضها حاليا في العديد من المدن العراقية.

الخسارة الحتمية لداعش في مدينة الموصل، تشكل نكسة عسكرية وسياسية ومعنوية في الوقت نفسه، خصوصا وان المدينة تحمل رمزية كبرى للتنظيم، باعتبارها المدينة التي أطل من خلالها أبو بكر البغدادي، ليعلن قيام دولة خلافة، وبالتالي فان الهزيمة العسكرية للتنظيم، تشكل ضربة قاصمة لحلم الدولة، وتبخر جميع المساعي لفرض التنظيم، على الواقع السياسي كقوة عسكرية في المنطقة.

عملية وصول القوات العراقية، للحدود المشتركة مع سوريا، ليست بعيدة عن التحركات العسكرية القائمة، لبدء معركة الرقة لطرد التنظيم، من اهم معاقله بعد تراجعه في مدينة الموصل، فالتنظيم الإرهابي يواجه معارك عسكرية، في اكثر من جبهة سواء بالعراق او سوريا، الامر الذي يزيد من استنزاف قدراته البشرية والعسكرية، مما يجعله غير قادر على القتال في اكثر من جبهة سواء داخل العراق او سوريا.

طرد تنظيم داعش من الشريط الحدوي العراقي - السوري، يتطلب تنسيقا مشتركا بين بغداد ودمشق، بالإضافة الى الاستفادة من التحركات العسكرية، التي تقودها الولايات المتحدة لإطلاق معركة الرقة، فالمؤشرات توحي بقرب اعلان ساعة الصفر في المعركة العسكرية المرتقبة، نظرا لتزايد الحشود العسكرية، من قبل قوات سوريا الديمقراطية الكردية، المدعومة من واشنطن.

تحاول بغداد استثمار المعارك، التي تخوضها قوات دمشق في البادية، من اجل تسجيل العديد من النقاط على حساب داعش، خصوصا وان قوات النظام تحقق المزيد من التقدم في المعارك، مع التنظيم الإرهابي، مما يفتح الطريق امام بغداد، لتوسيع حضورها في المناطق الحدودية، الامر الذي يسهم في تحقيق خططها العسكرية، لفرض سيادتها مجددا على حدودها المشتركة، مع سوريا بعد عامين من غيابها، جراء سيطرة داعش، على كامل الشريط الحدودي.

كاتب صحفي