آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:16 م

إسرائيل.. التسويق الكاذب

محمد أحمد التاروتي *

انتشر خلال اليومين السابقين، مقطع فيديو قصيرة، لا تتجاوز مدته دقائق معدودة، يتضمن تهاني يسوقها جنود إسرائيليون، للعالم الإسلامي، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، فالجنود المدججون بالسلاح يتمنون الخير للعرب والمسلمين، وان يعم السلام العالم العربي، والإسلامي، حيث يتحدث الإسرائيليون بلغة عربية فصيحة، لا تحمل لكنة أعجمية، مما يعطي انطباعا، ان الجنود من أصول عربية، اومستعربون يتقنون مخارج الحروف العربية.

يطلق الجنود الإسرائيليون رسالة السلام، فيما يقبع على بعد أمتار قليلة آلاف السجناء، يعانون شتى أنواع العذاب، والاذلال من قبل الجيش الإسرائيلي، الامر الذي يعري تلك الرسائل الكاذبة، التي يحاول الإسرائيليون تسويقها للعالم العربي، والإسلامي، فالكلام عن الرغبة في السلام، تتناقض مع الممارسات على الأرض، اذ يمارس الجيش الإسرائيلي مختلف الجرائم الإرهابية، بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

الادعاءات الكاذبة، بالرغبة في العيش بسلام، بعيدا عن أصوات الرصاص، وعمليات القتل، تلك الادعاءات لا تجد لها مصداقا على ارض الواقع، فالجهود المبذولة لاقرار السلام، تصطدم برفض تام من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، اذ لم تسفر المفاوضات على مدى العقود الثلاثة الماضية، عن نتائج ملموسة، باستثناء التوسع في الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الامر الذي كشف زيف الادعاءات الإسرائيلية، بالرغبة في إقرار السلام.

إسرائيل منذ احتلالها للأراضي العربية، وتشريد الشعب الفلسطيني في عام 1948، وهي تمارس الإرهاب بشتى أصنافه، سواء تجاه الشعب الفلسطيني، او الشعوب العربية الأخرى، فالحروب التي خاضتها ضد البلدان العربية، ساهمت في إلحاق الدمار وأرقة انهر من الماء، كما انها ما تزال تواصل احتلالها للأراضي العربية، سواء في الجولان او جنوب لبنان، مما يعطي دلالة واضحة على حجم النفاق، الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي، في تسويق نفسه كحمامة سلام.

تتبارى غالبية الحكومات الإسرائيلية، في إظهار اقسى انواع الاجرام، تجاه الشعوب العربية، اذ لا يوجد فرق بين حكومات اليسار ”العمل“، واليمين ”الليكود“، في إظهار العداء للسلام، الامر الذي يفسر الحروب، التي تقودها تلك الحكومات، تجاه بعض البلدان العربية، حيث سجل العقدين الماضيين حروبا جديدة، قادتها حكومات اليسار، واليمين على حد سواء، اذ عمدت إسرائيل لشن حروب لمدة 31 يوما، على جنوب لبنان، وساهمت في تدمير البنى التحتية، وهدم المنازل في عموم المدن اللبنانية، عام 2006، كما قامت بحرب شاملة في قطاع غزة في عام 2008، وكذلك الامر في عام، 2012 وثالثة في عام 2014، اذ ساهمت تلك الحروب الظالمة، في تشريد عشرات الآلاف، من العوائل الفلسطينية، بخلاف الدمار الشامل، الذي زال ماثلا، حتى الوقت الراهن.

ان ذاكرة الشعب العربي، ليست ضعيفة، بحيث تصدق رسائل كاذبة، لا تتجاوز دقائق معدودة، عبر مقطع فيديو، من اج لتجاوز تاريخ حافل، بمختلف أصناف الاجرام الإسرائيلي، خلال العقود السبعة الماضية، من الاحتلال الكامل لارض فلسطين.

كاتب صحفي