آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 10:30 ص

غرس الحاضر، بستان المستقبل

أحمد محمد القصيمي

تخبئ كلمات هذا العنوان معنًا كبيرا سوف يتضح في أسطر وكلمات هذا المقال.

طالما يتراود لأذهان بعض الأفراد أنه يدرس طوال هذه السنين بل البعض يتعب في تحقيق أعلى الدرجات في دراسته، ولكنه للأسف قد يكون ليس لديه هدف من هذه الدراسة ”طموح“ ليحققه في المستقبل القريب، فتكون نظرته مقتصرة على ما هو فيه من مرحلة، بعيدًا عن التفكير في تكوين مستقبله الواعد.

فبهذا أقول أن غرس الحاضر أي أن بناء الطموح وغرسه في عقولنا كشباب/ شابات أو حتى كأطفال هو بداية المشوار في تحقيق ذلك الطموح.

سؤال: «ماذا إذا كان الشاب/ة ضائع في دوامة كبيرة، ولا يعرف ما هي غايته من جده واجتهاده، أو أيضًا لا يعرف لماذا هو كسول، ولماذا هو لا يهتم بدراسته؟».

فبمجرد مساعدة هذا الشاب/ة بغرس الطموح لديه سواءً بمساعدة العائلة له، أو من هم مسؤولين في تكوين الجيل الواعد ”المدرسين“ سوف يكون هناك دور كبير في رقي المجتمع قلبًا وقالبًا، عندما يكون لُب المجتمع مهتم بتكوين هؤلاء الشباب، ليكونوا مهتمين بالعلم أولًا وبغاية العلم ثانيًا ألا وهي الطموح.

سؤال آخر: «هل غرس الطموح فقط يمثل المفتاح لتموين المستقبل الواعد؟!»

لا، بل السعي لتحقيق هذا الطموح هو الأهم وذلك عبر التحدي والمثابرة والاجتهاد.

فعلى سبيل المثال: أن شخصًا يقول أن غايتي من هذه الدنيا هي إرضاء ربي والدخول إلى الجنة، وهو عاقٌ بوالديه ولا يصلي ولا يصوم وليس له صلةٌ بالعبادة وأعمال الخير، فكيف سوف يدخل الجنة؟!

كذلك من لديه طموح يجب عليه بذل المستحيل لتحقيقه والوصول إلى غايته.

فإنجاز بلا عمل من المستحيل أن يتحقق، فلا بُد من السعي والعمل الحثيث والجد والاجتهاد وتحديد الهدف للوصول إليه.

وبهذا انتهى الشق الأول من عنوان المقال ”غرس الحاضر“

واندراجًا لإكمال مبتغى المقال فبالسعي الحثيث للوصول للهدف ”الطموح“ وبالجد والاجتهاد لا شك أن هذا الاجتهاد سوف ينتهي بالوصول إلى الغاية وتحقيق الطموح.

وتحقيق الطموح لا شك بأنه ثمرة ذلك المجهود الذي بُذل للوصول إلى الطموح وتحقيقه.

إن تحقيق طموحاتنا لن تجني منه ثمرة واحدة فقط بل ثمار عدة منها: كسب احترام الآخرين بأن هذا الشخص مثابر، وسبب في رقي المجتمع، إلى آخره...

فلا بُد على الشاب أن يكون إنسانًا هادفًا، ويعلم لماذا هو يدرس اليوم، وألا يكون غرضه فقط أن يدرس وبمجرد انتهائه من المرحلة الثانوية سيجعل القدر هو من يحدد مصيره ومستقبله، بل لا بُد أن يكون هناك وعي لدى أفراد المجتمع بأن الشاب هو مشروع المستقبل، ولا بًُد من غرس روح الجد والاجتهاد فيه، ولا بُد أن نحث على غرس الطموح في هذا الشاب ليكون هدف دراسته ليس مجرد انتظار لما سوف يجريه القدر عليه، فإما أن يكون عاملًا لا يتقاضى ما يؤمن لقمة عيشه، أو معلمًا، أو طبيبًا، أو مهندسًا.

بل لا بُد أن يكون للطالب وبمجرد دخوله للمدرسة وإن كان في المرحلة الابتدائية وحتى ما قبلها فللأسرة دورًا كبيرًا في تكوين مستقبل ناجح لطفلهم بغرس روح الجد والاجتهاد أولًا والطموح ثانيًا.

وبهذا يكون غرس الحاضر هو الطموح، وبستان المستقبل هي تلك الثمار التي يجنيها الشخص الناجح إذا حقق طموحه.