آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

الأندية الرياضية و«السمبوسة»

جمال الناصر

إن الاتكاء على جمع الأموال، هي «خيشة» مشقوقة الجوانب. يظن البعض أن المشكلة، التي تعاني منها الأندية الرياضية، تكمن في الجوانب المادية جملة وتفصيلاً، وهذا خطأ فادح - بكل تواضع -، وإن كانت المشكلة المادية، تمثل جزءًا لا يتجزأ من ذاتية المشكلة، التي تعاني منها أكثر الأندية إن لم تكن كلها - لا أعلم -. إن تفعيل الاستثمارات، لأمر مهم - هذا بالضرورة بمكان -، ولكن تظل المشكلة لها زوايا أخرى - إن تم إمعان النظر بدقة -.

إن شحذ البوصلة باتجاه، تحقيق الإنجازات الآنية، تعد مشكلة - عويصة -، كمشكلة البحث عن «عجينة السمبوسة»، في وقت لا يتسع الحصول عليها، خصوصًا لدى عشاقها، بتواجدها على مائدة شهر رمضان المبارك، لتبدأ العمليات البحثية، مع الاضطراب والقلق. ثمة خيارات أخرى، يتقنها رواد «الطبخ». إن بعض الأسر، كانت تعاني فعليًا من الحالة المادية، في حين أنها تمتلك الأنامل الإبداعية في دهاليز «مطبخها»، لهذا أدارت بوصلة «أدمغتها»، ناحية الاستفادة استثماريًا، لتأتي في اتجاه ما يسمى الأسر المنتجة. لذا تراها سعت جاهدة في إيجاد خيارات لها، في حل مشكلتها المادية من جهة، ومن جهة أخرى، الاستفادة من إمكانياتها في إعداد الوجبات.

إن الأسر المنتجة، جاءت بمثابة مثال، حيث أن الحياة بمجملها، تحتضن الكثير من الأمثلة، لكنها تحتاج إلى عقلية، تبصر لتتعلم، تمعن تفكيرًا لتستفيد، تأخذ من أفكار الآخرين، زادًا يقيها حرارة الشمس ولظاها، لتنعم بالارتواء. إن الاستثمار، لا يقتصر فقط على الجوانب المادية، فإن الاستثمار المادي، له أهله، الذين يتقنون فنونه و«غمازاته»، ما نريده، هو استثمار الأفكار - العقول -. لذا - على سبيل المثال لا الحصر -، حين تكون لنادي رياضي مشكلة مادية، أليس هناك فسحة من مجال، أن تهب إدارته، لزيارة بعض إدارات الأندية، وعرض مشكلتها عليها، لتستفيد من تجاربها، أو على أقل تقدير الاستفادة من الأفكار، التي ستدلي بها هذه الأندية، لربما تكون ذو فائدة. إن الأفكار، كنز ثمين، لكل العاملين في المضمار الرياضي وسواه.

وعطفًا، كذلك ينبغي الانتباه فعليًا، لما تحتويه هذه الأندية الرياضية من إمكانيات، قد تكون غائبة عن رؤاها، تجاهلاً أو قصورًا ذهنيًا. تنحى بعض الأندية في المواسم، كموسم شهر رمضان المبارك أو الإجازة الصيفية إلى إقامت دورات، لبعض ألعابها برسوم مادية معينة، لتستفيد من جهتين، الجهة الأولى، تكمن في الجانب المادي، كاستثمار مادي، ومن جهة أخرى، فإنها تستفيد ميدانيًا في اختيار الأفراد المميزين في الدورات، سعيًا في ضمها إلى النادي. هنا ومما لا يدع مجالاً من الشك في ما سبق ذكره، أن هناك خيارات كثيرة، تمكن الأندية الرياضية من حل ما تعانيه، وإن لم يكن حلاً جذريًا لها، فإن سيقلل من نسبية السلبية في المشكلة، بدلاً أن تكون بنسبة عالية، حقًا ستنخفض.

إن تمحور الذهنية، في تحقق نتائج مرضية أو إنجازات نوعية، دون الاهتمام بالبنية التحتية، وتهيئة ما تحتاجه الألعاب من أدوات، وما يتعلق بها، موجهة جل اهتمامها في تعاقدات مع لاعبين أكفاء أو مدربين، بعيدًا عن الاهتمام بالبيئة الحاضنة، لن يستدعي سوى ترفًا رياضيًا، وإن جاءت اللحظات إنجازًا، فإنه سيكون مؤقتًا، وهذا لا يقلل من أهمية التعاقدات مع لاعبين أو مدربين - كي لا يساء الفهم جدلاً -. إن التخطيط الإداري الحقيقي لا يكون في إحراز النتائج المؤقته، بقدر أن يكون التخطيط في خلق بيئة حاضنة، التي تجعل من الإنتاج - الإنجازات -، معادلة منطقية ك 1 + 1 = 2، ينتظرها التوفيق. أديروا البوصلة. ناحية خيارات منطقية، لحل مشكلات الأندية، تباعًا بتهيئة الأرضية الصالحة، لتنجزوا حقًا.