آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 6:41 م

الفلكي آل رمضان يدعو لتضمين «علم الفلك» في المناهج الدراسية كمادة مستقلة

جهات الإخبارية حوار: مريم آل عبدالعال - القطيف

  الشغف بالفلك بدأ من الصغر وتحديدا حين كانت البلدة صغيرة مظلمة

  رحلة البحث عن مصادر غير تقليدية بدأت حيث لا نت ولا كتاب عندي في هذا المجال

  موجة أمطار لم تتحدث عنها الجهات المختصة.. قدمتني للعامة

 تقديمي للدورات التدريبية هو من صقل الموهبة والهواية

منتدى جمعية الفلك بالقطيف الإلكتروني هو الأول عربياً وكان الأكبر

 أتمنى أن يكون علم الفلك ضمن المناهج الدراسية كمادة مستقلة

حاز اهتمام هاوي الفلك الباحث سلمان أل رمضان متابعة شعبية واسعة على المستوى المحلي من خلال منشوراته ومقالاته في مجال الفلك في نقل الأحداث والظواهر الفلكية لسنوات، واستطاع نيل ثقة متابعيه بعد أن صار يبث الأحوال الطقسية لأهالي محافظته القطيف، مواكباً بذلك الأخبار الطقسية في الدقة وتحري المستجدات من خلال خبرته المرتبطة بالموسم الفلكي، إلى أن صار مرجعهم الأكيد..

أخذ خبرته من مسيرته العملية والعلمية بين البحث والتعليم والإدارة عبر 30 عاماً في المجال الفلكي، لذا قامت «جهينة الإخبارية» بحوار خاص معه لنقل مقتطفات من جوانب اهتماماته البارزة في حياته الفلكية، ونقل آراءه وتطلعاته..

كل من يعرفك، يعرف أن مسيرتك فيها من بحر الفلك ما فيها، أخبرنا نبذة عنك..

سلمان آل رمضان، رئيس سابق لجمعية الفلك بالقطيف، وهاوي ومحب للفلك والسماء، مشرف سابق لموقع ومنتدى جمعية القطيف الإلكترونيين، ومشرف مجلة الفلك التي أصدرتها الجمعية، مشارك في عدد من المؤتمرات والملتقيات الفلكية، قدمت عدد من الدورات الفلكية والمحاضرات والندوات في مجال الفلك، كاتب متقطع في بعض المواقع والدوريات في المواضيع الفلكية، ولدي مشاركات إعلامية في الإذاعة والتلفزيون والصحف بأنواعها.

متى تكون شغفك بعالم الفلك..

الشغف بالفلك بدأ من الصغر وتحديدا حين كانت البلدة صغيرة مظلمة وكانت السماء واضحة بتلك النجوم، كنت حين أسير من مكان لمكان بعيد نسبيا في قرية يلفتني مسير القمر وكان خسوف القمر شيء مثير بالنسبة لي، كما أتذكر الصف الرابع الإبتدائي ودرس الجهات الأصلية والفرعية واستعمال البوصلة والدب القطبي وما كان بيني وبين المدرس الذي لا أنسى أنه من الجش.

كيف بدأت رحلتك في هذا المجال، وبماذا دعمت نفسك لتصل لهذه المرحلة من المعرفة الفلكية..

رحلة البحث عن مصادر غير تقليدية بدأت حيث لا نت ولا كتاب في هذا المجال، حتى عثرت صدفة على تقويم العجيري ومنه تعرفت على شخصيته ومؤلفاته وبحثت عنها حتى اقتنيت معظمها، كما كان للراحل جبر الدوسري ومقالاته في الصحف دور كبير وكنت اتصل به تلفونيا «وقد ألقيت كلمة في تأبينه الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام».

أما الكتاب الذي اعتبره شكل نقلة لي هو بروج السماء للدكتور علي الموسى وعثرت عليه صدفة حين كنت أتمشى بين محلات في منطقة جديدة في الدمام ووحدت مكتبة فدخلتها. وكانت أكثر الكتب المتوفرة قريبة من الأنواء والفلك التقليدي.

وكانت النقلة حين وجدت رسالة إلكترونية عن جمعية الفلك بالقطيف حيث بحثت عنها وتعرفت على بداياتها وحضرت دورة الأساسيات واصلت النشاط كعضو إداري ثم حضور دورة المستوى الثاني والسفر للمؤتمرات والملتقيات.

ورشحت نفسي لمجلس إدارتها في أول انتخابات وأصبحت المنسق العلمي لها ومن ثم نائب الرئيس في الانتخابات الثانية ولم أكن أطمع أن أكون إلا كالشخص الرابع فيها إلا أنني كنت الرئيس في ثالث انتخابات.

وبعد خروجي من إدارتها بدأت فورة مواقع التواصل الاجتماعي وصادف موجة أمطار لم تتحدث عنها الجهات المختصة فكانت الفرصة التي قدمتني للعامة.

لكني أعتبر تقديمي للدورات التدريبية لاحقا هو من صقل الموهبة والهواية حتى قيل عني هاوي فلك محترف خاصة مع توفر المصادر من كتاب ومواقع انترنت وتواصل مع المتخصصين والمواقع المعروفة.

ما عمر خبرتك بين البحث والتعليم والإدارة الفلكية؟ وماذا تفضل أن نطلق عليك؟

لو أردت حساب الأمر بالسنين من بداية الخروج للاستهلال فهي تزيد على ثلاثين سنة، وأنا أفضل أن أكون سلمان رمضان بدون هاوي أو خبير، وإذا ثمة لقب لازم، فهو محب الفلك.

عرفناك بداية كباحث فلكي، وتنقل الأحداث الفلكية والظواهر ومن هذا القبيل، ثم اتجهت لنقل الأحوال الطقسية، لتتنوع منشوراتك بينهما، ما هو السبب؟

هواة الطقس كهواة الفلك ينتشرون في كل مكان من العالم، وتشجعهم حتى منظمة الأرصاد العالمية، وتستضيفهم الجهات العالمية، وأنا في الأصل مهتم بالتراث الفلكي ومن ضمنه الأنواء والتي تعني الأرصاد وحالة الطقس طبقا للموسم من السنة، وبالتالي أصف الحالة الجوية لتلك الفترة. مع العلم أن هيئة الأرصاد سبق ونظمت ملتقى لهواة الأرصاد ووعدت بتنظيم لقاء آخر.

يوجد لبس وسوء فهم عند العامة من المجتمع في الخلط بين الفلك والطقس، هل بالإمكان توضيح ذلك.

أما عن اللبس بين الفلك والطقس، فقديما، لا فرق بينهما، فكل منهما يتعلق بالسماء، ولكن حديثا، تم فصل الفلك حتى عن بعض العلوم المتعلقة به كالفيزياء الفلكية، وعلم الكون.

والطقس هو علم مستقل مجاله بالغلاف الجوي بينما الفلك خارج الغلاف الجوي، ولكن هذا لا يعني عدم ارتباطهما مطلقا، فالفلكي بحاجة لمعرفة الطقس للرصد وحتى لتقرير إمكانية رؤية الهلال، ولست أنا بدعا فهناك كثير من الفكيين اشتهروا بتحليل الطقس كالراحل جبر الدوسري ود. العجيري في الكويت، وهناك د. علي الموسى من سورية والذي له مؤلفات في الطقس والأرصاد بجانب مؤلفاته الفلكية، بل إن العالم الشهير في الفلك والكونيات هابل كان أيضا عالما بالأرصاد.

أيضاً هنالك اعتراض واتهامات لك، بتدخلك في مجال الأحوال الطقسية ومجالك الأساس والمتعارف عليه هو الفلك، بينما أنت تتنقل بينهما، أين تجد نفسك فيهما أكثر؟

أنا كأي شخص في المجتمع الفلكي كان الهلال هو من ضمن الاهتمامات ولذلك أنسحب على منازل القمر والأنواء والتراث الفلكي وبالتالي الطقس والأرصاد ومن القمر والهلال للتقاويم.

ومن منازل القمر للنجوم تشكيلاتها وبالتالي للبروج والكوكبات ومنها للمجموعة الشمسية وهكذا كل فرع يجرك لآخر حتى تصل للتطفل على الكونيات.

هل تعتمد على المصادر الطقسية بشكل كامل عند نشر معلوماتك، أم لخبرتك دور في تمحيصها وتأكيدها؟

أعتمد خبرتي التي ترتبط بالموسم الفلكي، ولكن لايعني عدم اعتمادي على مواقع الأرصاد الموثقة وهي مفتوحة المصادر للعامة.

قلت أنك رئيس سابق لجمعية الفلك بالقطيف، حدثنا عن تجربتك الرئاسية فيها..

لا يستطيع المرء أن يقيّم فترة إدارته لمشروع ما، لكن حاولنا إيصال رسالة الجمعية لجميع فئات المجتمع بدون النظر لجنسهم وتوجههم وفكرهم، حيث كان منتدى الجمعية الإلكتروني هو الأول والأكبر عربيا، كما كانت المهرجانات في لجان التنمية المحلية والمدارس فرصة للتواصل مع المجتمع وفتح باب الزيارات للمرصد وإصدار الجمعية لمجلة الفلك وتقديم المحاضرات والمشاركة في الندوات والملتقيات والمؤتمرات، كل ذلك جاء بوجود فريق متكامل من الجنسين ومتناسق مع بعضه تشرفت أن كنت أحد أفراده.

ما رأيك برصد الأهلة، والذي يدخل في كثير من الصدامات والمعارضات بشكل شهري، فلكياً وشرعياً.. وما هو المفهوم الصحيح المفترض..؟

مشكلة الأهلة مشكلة مزمنة منذ الصدر الأول للإسلام، وللعلم فبعض مشاكلها هو اختلاف بين المدارس الفقهية في المباني. لكن ما يثير الفلكيين هو مخالفة تلك المدارس لمبانيهم، فمن يؤمن بالرؤية البصرية فعلية الإلمام بظروف الرؤية وما يتعلق بها، كما على من يتصدى لإثبات الهلال تطوير آلية استنطاق الشهود خاصة مع تطور وسائل التقنية، وخاصة أن الشهادة يجب أن تنفك عما يكذبها وليس المطلوب مجرد الاطمئنان بل منشأ الاطمئنان.

كما أن للفلكيين موقف من بعض المباني الفقهية كالاشتراك في جزء من الليل فهذا يناقض العلم وحركة القمر الطبيعية لكنهم في المجمل يحترمون اجتهادات الفقهاء ويطالبون من يتصدى لإثبات الهلال بالتروي وإعطاء نتيجة منطقية ولا يكونوا ملكيين أكثر من الفقهاء والذي يتبين أنهم أكثر تروي من وكلائهم.

قد يعرف قليلون عنك أنك تدير مجموعة ”الفلكيون العرب“ والتي تجمع فيها اختصاصيون وهواة فلكيون، حدثنا عنها..

مجموعة الفلكيون العرب بدأت مع بداية مجموعات التطبيق المشهور whatsapp وأنشأها صديقنا م. محمد عودة وهو من أشهر هواة الفلك العرب خاصة في المشروع الإسلامي لرصد الأهلة وحاليا مركز الفلك الدولي، وهي حاليا تضم أعضاء من غالب الدول العرب بين متخصصين وهواة في جميع المجالات كالتصوير الفلكي والتراث ورصد الأهلة والتطبيقات الشرعية في الفلك والفيزياء الفلكية والكونيات وكل فروع الفلك والكون.

وتضم أعضاء من الجنسين بعضهم يعرف الآخر من خلال المشاركات الميدانية والدراسة والأشتراك في جمعيات ومؤسسات في دولهم وسبق أن تجمع بعض الأعضاء في رصد شهب البرشاويات وهذه فكرت خرجت من العالم الافتراضي للواقع كأشخاص يمارسون علم حقيقي وواقعي وليس أراء شخصية لا علاقة لها بالواقع.

أخيراً، ماهي رسالتك كباحث فلكي، للعرب وللقطيف؟

أتمنى أن يكون علم الفلك ضمن المناهج الدراسية كمادة مستقلة وأن تبنى المراصد في جميع البلاد العربية، كما أتمنى وجود مرصد في القطيف يكون تعليميا وترفيهيا وسبق اقترحت ذلك على عضو في المجلس المحلي بالقطيف.

كما أتمنى أن يكون للفلك دور بين أبناء المجتمع ويهتمون به ويحضرون دوراته التي تتميز بها القطيف عربياً فهو أفضل من بعض العلوم الوهمية التي تقدم بمبالغ خيالية مقابل مبالغ رمزية في الفلك.