آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

الزواج بالتقسيط المريح!!

عباس المعيوف *

يتوقع أخصائيون اجتماعيون أن في الأعوام القادمة سيصبح عدد العوانس بالسعودية أربع ملايين وهذا بطبيعة الحال مؤشر خطير ينبأ بشكل أو بأخر بأزمة أخلاقية، مقارنة بالأعوام السابقة حيث كان العدد السابق 1,5 مليون فتاة في عام 2010، وتستحوذ مكة المكرمة النسبة الكبرى بوجود 396 ألفاً، تليها الرياض مع 327 ألفاً، والمنطقة الشرقية مع 228 ألف عانس. والسبب الرئيسي باختصار يتركز في ارتفاع النسبة إلى غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة. وما يتبعها من تكاليف أخرى ظهرت كمناسبات فرح مصغرة هنا وهناك.

أحد الحلول للتخفيف والحد من المهور الغالية هي فكرة عبير عيسى من المدينة المنورة وفتح مكتب خاص للزواج بالتقسيط المريح والغاية الجمع بين رأسين قربة إلى الله تعالى وتقسيم المهر على دفعات حتى ينقضي واستطاعة عبير عيسى من تزويج 13 حالة زواج ويعفى من الدفع في شهر رمضان وذي الحجة، مشيرة إلى أن أحد شروط الزواج هو ألا يتعدى عدد المدعوين 300 شخص. وكم أتمنى أن يتبنى مشروع تيسير الزواج هذه الفكرة وتعميمها على جميع المراكز لها.

أسباب كثيرة تسببت في هذه القضية من أهمها تنامي الوعي الاجتماعي لشريك المستقبل والحياة؛ فالنظرة لم تعد كما كانت في السابق، حيث كان الزواج يتم عن طريق الأسرة وما تحمله من تبعات إيجابية وسلبية، وأصبح الآن بمقدور الفرد السعودي أن يختار هو بنفسه شريكة حياته. ارتفاع المهور التي تعتبر العقبة الكبرى وحرص الفتاة على إكمال دراستها والتوظيف والتشدد في طلبات وشروط المتقدم للخطبة ارتفاع معدل البطالة عند الشباب كل هذه متغيرات يجب على الأسر أن تفهم هذا الوضع الاجتماعي وما يحمله من فساد وانحلال أخلاقي جراء عزوف الشباب عن الزواج وبالتالي من المهم وضع شروط ميسرة جداً للزواج من تقليل المهور والتركيز على القيمة الثقافية والأخلاقية لدى الفرد، كما يتطلب منا جلسة مصارحة حول أسباب هذه الظاهرة مع الأسرة فالمرأة تحتاج للرجل والعكس صحيح وهي فطرة خلقها الله في النفوس. وتنتشر ظاهرة العنوسة غالباً في حياة المدن وتقل في المجتمع الريفي، كما أن الثقافة في المجتمعات المتحضرة تعلب دوراً مهماً في قبول الفرد من عدمه، نعم من خلال عدم تفهم الحالة الاجتماعية من بطالة ومهور مرتفعة وعزوف الشباب.

أن الشريعة الإسلامية حثت على الزواج لما فيه من حفظ النسل وتكوين الأسرة والحد من الانحرافات الأخلاقية واستقامة الحال، وهدوء البال، وراحة الضمير، لهذا النبي الكريم شجع على الزواج في أكثر من موضع، منها قوله: «لخير نساء أمتي أقلهن مهرا».

وقال كذلك ﷺ: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، ونفهم من ذلك أن الأصل في الزواج اليسر لا العسر، لكن سطوة وهيمنة العادات والتقاليد حالت دون ذلك المنهج السماوي.

الفرق بين زواج الماضي والحاضر، يتمحور في كثرة الطلبات التي يراها والتضيق على العريس من الناحية المادية وتكبده الديون والقروض والتي تساهم بعد ذلك في تعكير حياته الزوجية، سابقا كنا نسمع بمناسبة واحدة قبل الزواج الآن عشرات المناسبات مثل حفلة حناء، وحفلة صديقات العروسة، وحفلة توديع العروسة، وحفلة للهدية، وحفلة للخطوبة، وحفلة للسباحة، وهذه الأمور تنفر الشباب وتساهم في ازدياد العنوسة، ووجود هذه المعوقات هي أحد أسباب الرئيسية لابتعاد الشباب عن الزواج. والذي يعتبر تبذيرا بمعنى الكلمة، وبعيدا عن التعميم نجد الأغلب انساق نحو هذه المظاهر التي استجابة لها شريحة كبيرة في المجتمع، لذا لا بد أن نقف من خلال حملة توعية تبدأ من الأسرة أولا مرورا بالمسجد والمجالس الثقافية والمنتديات الإعلامية، وإلا سنتحمل انحرافات شباب مجتمعنا جميعا، وبعد ذلك نبحث عن الإصلاح والتوجيه.

طرحنا عبر صفحتنا بالفيسبوك السؤال التالي:

هل حان الوقت لتخفيض مهور الزواج؟ وطرحنا ثلاث خيارات وكانت النسبة هي:

نعم «85%»

لا «15%»

ربما «0%»

من خلال هذا الاستبيان نصل إلى نتيجة وهي امتعاض الكثير من الأسر والعوائل لما آلت إليه البيوتات من تكدس الفتيات وتجاوز أعمارهن 35 سنة وهذا يعني باختصار نهاية حلم الزواج من رجل بكر.

من ضمن المشاركات والتعليقات حول هذا الموضوع أخترنا عينات وهم:

الأستاذ أحمد السلمان:

من واقع تجربة عملية قريبة لأحد ابنائي تبين لي ان تكلفة مهر الزوجة لا يتجاوز 10 ٪‏ من تكاليف الزواج مجتمعة وهذه النتيجة مقاربة لإحصائية نشرت صورة منها على أحد المواقع.. للأسف أن زيادة تكاليف الزواج هو بسبب ما تعارف عليه المجتمع وليس بسبب مهر الزوجة بل أزعم بأن المهور التي تعارف عليها مجتمعنا لا تكاد تفي لجهاز العروس مما يضطر كثير من الآباء برصد مبالغ إضافية لتجهيز ابنته خصوصاً مع ارتفاع أسعار الذهب ومتعلقات العروس.

الأستاذ: محمد الحدب

لابد من اعادة هيكلة مراسيم الزواج وترك الامور الزائدة منها بما يناسب منخفض او متوسط الدخل المادي للشباب.

الأستاذة: فاطمة الرمضان

إذا أ ردنا الحديث عن المهور بالأحساء فأجدها ثابته ومناسبة، المفروض نطالب بالزيادة لغلاء المعيشة، ولكن الستر والسعادة أولى. لسنا بكفء بالمقارنة بآل البيت بالمهور ومن يأتي بقصص من قبلت بريال واحد أو فضلت صداقها حفظ القرآن كاملاً إن تنازلت عن حقها من المال، فكيف ستعيش مع الانسان! هل الأب والأخ سيبقى مسؤول عن النفقة! جاهدوا لبناء بيت محفوف بالسعادة وإلا تعففوا ولكم الأجر.

الأستاذة: دلال عادل

أنا مع تسجيل المؤخر وبقيمة مرتفعة دون قبض اي مبلغ مسبقا.. وذلك ضمان للمرأة بشكل عام حتى لا يستسهل الشباب موضوع الزواج فتفلت الامور ويصبح الزواج والطلاق لعبة يتسلى بها البعض. فيتزوجون ويطلقون بدون رادع قانوني.

في اعتقادي أن المهر لا يعبر عن قيمة المرأة بقدر ما هو واجب شرعي فالمرأة الحقيقية هي المهر الذي يبحث عنه كل رجل يريد الاستقرار والحياة السعيدة. ولن تنجح الحياة الزوجية إلا بالتضحية والحب ويأتي بعد لك المال كعامل مساعد.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 7
1
ابو خالد
[ القطيف القلعة ]: 6 / 9 / 2017م - 4:51 م
للأسف الاباء والامهات طماعين وجشعين وتفكيرهم في المادة فقط حينما يتم تزويج ابنتهم طلباتهم المادية تعجيزية الشي الثاني والاهم والذي يجعل الزواج معقد هو ان الفتيات أكثرهن يريدون مواصلة الدراسة بالخارج وحينما يتقدم الشاب لطلب ابنة أحدهم يقول لة الاب قبل الفتاة ابنتي تريد أن تواصل دراستها وش رايك تترك وظيفتك وتنطلق معها للخارج " في اغلب الاحيان الأهالي يريدون الاستفادة على حساب الآخرين دون مراعاة أي جانب أخلاقي ' سؤالي من متى وان كانت البعثة والدراسة سبب في تخلف الفتيات عن الزواج ( ولتعلم الفتيات والآباء والامهات ان الزواج إكمال لنصف الدين وان الزواج يحفظ ويصون الفتاة والشاب من الانحراف ) ولكم جزيل الشكر والتقدير
2
مصطفى
6 / 9 / 2017م - 5:21 م
الفتيات كثيرات وموجودات في البيوت وكل بيت كأنة معرض سيارات من كثر البنات ولكن حين يتقدم الشاب لطلب يد إبنتهم حينها تظهر الوجوة الحقيقية
وعلى سبيل المثال يأتي الشاب ويدخل على أهل البنت فتقول لة العائلة !! اسمع ترى حنا كذا وكذا واحنا معروفين ومانبي احراجات ونبي حفلة خطوبة ونبي حفلة مابعد الخطوبة وحفلة ماقبل وبعد الزواج وبتنا لازم تسفرها باريس اي ترى بتنا متعودة على الأجواء الأوربية واسمع زين البنت أهم شي دراستها وخلك رجال ترانا محترمين ومتدينين وملتزمين ومانعرف إلا الألتزام الديني وأهم حاجة تخلي نفسك جاهز لطلباتنا أي وقت
3
كاظم
[ Qaif ]: 7 / 9 / 2017م - 2:51 ص
مافي اصعب من الزواج في هذا البلد الواحد يعجز لين يحصل زوجه. لا سيما إذا حامل سكلسل بعد فأفضل شي الواحد يتزوج اجنبيه شقرا و يفتك
4
سلمان الحجي
[ العوامية ]: 7 / 9 / 2017م - 10:10 ص
طلبات العروس وأهل العروس تعجيزية والحل للشباب الزواج من العراق انا اخواني زوجاتهم عراقيات وانا قريب رايح للعراق واجيب لي احلى عروس . الزواج رخيص مرة بلا مصاريف بلا حفلات بلا زفات وعوار راس والاجمل لما تزوج عراقية أنها ماتقول لك بكمل دراستي . خب انت تأخذها تسنع لك البيت مو تزوجها وتهرب هي لحالها امريكا تواصل ماستر dgree
5
ام علي
[ سيهات ]: 8 / 9 / 2017م - 7:21 ص
مقال جميل وهذا واقعنا ولازم نعترف
6
نرجس
[ القطيف ]: 8 / 9 / 2017م - 7:23 ص
الكلام سهل ولكن التطبيق صعب والله مشكلة ويبي لها حل من جميع الاطراف
7
Zahed
[ الشرقية ]: 8 / 9 / 2017م - 4:45 م
@العوانس كثيرات والآباء والامهات في سبات عميق @
عمرها ٢٦ .٣٠ . ٣٢ .٣٣. ٣٥ . ٣٨ الاب والام يشوفوها عمرها ١٧ #
××××