آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

أيام ميلادي الخمسة

جعفر الشايب * صحيفة اليوم

ولدت في منزل صغير بالبلدة القديمة «الديرة» بجزيرة تاروت شرق المملكة، وحيث إنه لم توجد حينها شهادات ميلاد أو غيرها، كان يعتمد على اضافة المواليد في دفاتر حفائظ «تابعية» آبائهم بتسجيل العام فقط «1378 هـ ». شغلني الفضول لاحقا للبحث عن تاريخ ميلادي كاملا، وكان أفضل مرجع هي الوالدة، يرحمها الله، التي سردت لي احداث ولادتي وربطتها بتواريخ ولادة أبناء وبنات الجيران والعائلة الكبيرة إلى ان توصلت إلى أن تاريخ ميلادي الكامل هو 13 جمادى الأولى 1378.

في المرحلة الثانوية أردت ان أتقدم خطوة، فاكتشفت مع بعض الزملاء في ملحق مجلد قاموس «المورد» لمنير البعلبكي طريقة لتحويل التاريخ الهجري لميلادي والعكس، وتم هذا الإنجاز ليكون التاريخ الميلادي هو 26 نوفمبر 1958م، ولكنه ظل غير مثبت رسميا. لكن الصدف تريد أن تضيف لي أيام فرح جديدة، فعندما ابتعثت للدراسة بأمريكا حيث كانت الأنظمة تتطلب توفر تاريخ ميلاد كامل، فاجتهد مسئولو الملحقية باختيار بداية رأس السنة الميلادية كتاريخ ميلاد لنا نحن ثمانية من الطلبة الذين وصلنا في نفس الوقت مع تغيير السنة فقط للبعض. كنّا في معهد اللغة «مجموعة المحظوظين الثمانية» المولودين جميعا في رأس السنة الميلادية، وتحير في ذلك جميع من تعامل معنا من معلمين وزملاء من مختلف دول العالم. بدأنا نعالج موضوع تواريخ الميلاد تدريجيا من خلال تعديل الوثائق الرسمية كرخص القيادة والسجلات الجامعية إلى ان استقر بِي الحال على تاريخ ميلادي الحقيقي. عدت إلى المملكة، حيث بدأ حينها تنظيم ادارات الأحوال المدنية ومن بينها ضبط تواريخ الميلاد، بحيث يعتمد الأول من الشهر السابع الهجري كتاريخ ميلاد لمن لم تكن لديهم شهادات ميلاد، فكان نصيبي الحصول على تاريخي ميلاد جديدين احدهما بالتقويم الهجري «1/‏7/‏1378 هـ » ويقابله بالميلادي «10/‏1/‏1959م». حاولت مع الموظف تعديل التاريخ فرد بان ذلك يتطلب موافقة جهات عليا وتحليل الدم وقضايا معقدة.

زوجتي تفضل الاحتفال بيوم ميلادي حسب التاريخ الهجري الأصلي، وأبنائي يفضلون الاحتفال بالتاريخ الميلادي الأصلي، أما زملاء البعثة فلا يفوتون الحفل الجماعي ليوم ميلادنا المشترك. بقي يومان احدهما هجري والآخر ميلادي استخدمهما وقت الحاجة للجمعة والفرح واللقاء مع الأحباب. اعتقد ان خمسة أيام ميلاد في السنة كافية كي تضفي على الانسان مزيدا من السرور والبهجة والسعادة، زادكم الله أيام ميلاد أكثر وجمعكم مع من تحبون دوما.