آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

كربلاء.. الطفولة

محمد أحمد التاروتي *

انتهاك الطفولة البريئة، احدى الجرائم العديدة؛ التي ارتكبها الجيش الأموي، في يوم عاشوراء، اذ لم يقتصر الامر على منع الماء، عن أهل بيت النبوة منذ الْيَوْمَ السابع، كما تنقل بعض كتب السيرة، بل تعدى ذلك لإراقة دماء الأطفال، سواء عبر القتل المباشر، في المعركة العسكرية، او ازهاق الروح تحت سنابك الخيل، فور استشهاد سيدالشهداء، وإطلاق العنان لجيش عمر بن سعد لحرق الخيام، والقيام بعمليات السلب، وغيرها من الجرائم الفظائع، التي سجلها التاريخ.

اقدام الجيش الأموي على إراقة دماءالطفولة، يتجاوز أعراف الحروب على مر التاريخ، فضلا عن قواعد المواجهات العسكرية، التي وضعها الإسلام، ومنها عدم التعرض للنساء، والأطفال، والامتناع عن قطع الأشجار، او حرق البيوت، فهذه الممارسات غير الإنسانية، ضرب بها الأمويون عرض الحائط، اذ لم يتورع شيعة ال ابي سيفان، عن تدنيس التاريخ بجرائم فظيعة، حيث استطاع سيد الشهداء تعرية الأهداف، التي نادى بها الجيش الأموي للخروج لقتاله، خصوصا وان الشعار المرفوع لدى جيش عمر بن سعد، نصرة الخليفة يزيد بن معاوية على الامام الحسين ، جراء امتناعه عن البيعة، بيد ان عمر بن سعد تجاوز ذلك لارتكاب جرائم كبرى.

ذبح عبد الله الرضيع، في حجر سيد الشهداء ، بوسطة سهام حرمله، يمثل انموذجا واحدا، من عشرات الشهداء من الأطفال، الذين سقطوا نهار يوم عاشوراء، فهناك الطفل الذي خرج لقتل الجيش الأموي، بعد استشهاد والده في الحملة الأولى، بالإضافة لقتل القاسم بن الحسن البالغ من العمر «13» سنة، وكذلك العديد من الأطفال، ومنهم احد أبناء الامام الحسن ، الذي ذبحه سنان بن أنس، اثناء محاولته منعه ضرب الامام الحسين ، بعد سقوطه بسبب السهم المثلث، الذي أصابه قبل استشهاده بفترة قليلة.

قتل الطفولة، احد ملامح الإبادة الجماعية، التي انتهجها الجيش الأموي، نهار العاشر من محرم، الامر الذي يعطي دلالة على وجود مخطط مبرمج، لدى الدولة الأموية بانهاء البيت الهاشمي عن بكرة ابيهم، بحيث تجلى ذلك في محاولة الجيش الأموي، الاجهاز على الامام السجاد ، بعد مقتل سيد الشهداء، لولا عناية الله، وتدخل أم المصائب ، كما تكرر الموقف نفسه، في مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة، حينما امر بقطع رقبة الامام زين العابدين ، بعد المجادلة الكلامية التي جرت بينهما، مما جعل بن زياد يقول ”لك الجرأة على رد كلامي“، الا ان السيدة زينب حالت دون ذلك، من خلال تقديم نفسها، فداء لحماية البقية الباقية، من ال محمد .

الإبادة الجماعية شعارا، اتخذه عبيد الله بن زياد، في خطابه الموقع لعمر بن سعد، لإمارة الجيش الجرار، المعسكر في ارض الطفوف، حيث امتثل الجيش الأموي للأوامر بحذافيرها، حينما منع أصحاب الامام الحسين ، من الوصول الى نهر الفرات، عبر عمرو بن الحجاج، بقيادة عدة آلاف لضييق الخناق، على معسكر سبط المصطفى ، لإجباره على مبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة.

كاتب صحفي