آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 7:35 م

كن نفسك

عبدالله الحجي *

كل شخص يمتلك قدرات ومهارات ومواهب وهوايات وله ميوله وتوجهاته التي تختلف عن الآخرين. البعض يقنع بما قسمه الله له ويسعى للتطوير والابداع، والبعض الآخر همه مراقبة الناس ونفسه تواقة للحصول على ماعندهم وأن يكون نسخة من كل شخص..

من يملك مهارة أو هواية عليه أن يستثمرها الاستثمار الأمثل وينميها ويصقلها منذ الصغر، كما أن عليه أن لايستهين بها ويستنقص من نفسه وقدره وما أنعم الله به عليه. شريحة من الناس قد تكون في غفلة عن امكاناتها وقدراتها وماتملكه من طاقات كامنة مدفونة فتعيش حالة من الوأد والانتحار الفكري والنفسي التدريجي لكل ماحباها الله به من نعم..

عليك أن تكون نفسك وليس غيرك وأن تتقبلها بمزاياها وعيوبها، ولاتقتل هويتك، واستمتع بما أنعم الله به عليك بكل ثقة واحترام لذاتك، وتألق وتميز وأبدع كما يحلو لك لتحقق طموحاتك وتستثمر ماتملك وتنطلق إلى عنان السماء. لامانع من أن يكون لك قدوة في حياتك ولكن إياك أن تتصنع وتجلد نفسك وتنشغل بالمقارنة لتكون نسخة من كل البشر بتقمص شخصياتهم ومحاكاتهم وتقليدهم في كل شئ رغبة في التميز في شتى المجالات والميادين وفي مختلف الهوايات والمواهب والمهارات. فقد تكون رساما ماهرا مبدعا ولكنك ليس شرطا بأن تكون متعدد المواهب خطاطا وشاعرا وقاصا وكاتبا ومصورا ولاعبا وقائدا وخطيبا وغيره.

من ينحى هذا المنحى ليكون نسخة من غيره في مختلف المجالات يعيش حالة من التوتر والقلق والمرض النفسي بمراقبته المستمرة للآخرين واعتلاله بمرض الغيرة والحقد والحسد كلما تألق الآخرون في مجالاتهم. وقد لايهنأ له عيش إلا عندما تزول النعمة عن غيره والعياذ بالله.

ومن كان يبحث عن الحياة السعيدة فعليه التسليم والرضا والقناعة والشكر والثناء على العطايا الإلهية والدعاء لغيره بالتوفيق وأن يركز على نفسه ومايملك من طاقات وقدرات ومواهب وهوايات ويستثمرها جيدا. ولايغفل الجانب التنموي والممارسة وحضور الدورات التدريبية والاستفادة من التطوير الذاتي مستعينا بالبرامج التعليمية والمواقع الالكترونية. البعض قد تكون نظرته لنفسه سلبية ويجلد نفسه بأنه لايملك من الامكانات مايجعله مبدعا ومتميزا وذلك غير صحيح وفيه نظرة إجحاف وتجني على النفس. فكل مايحتاجه هو النظرة الايجابية المتفائلة والجلوس مع نفسه جلسة صادقة ليغور في أعماق ذاته ويفتش ويكتشف موهبة أو هواية يستطيع أن يرعاها ويعتني بها ولايستخف بها مهما تكن مادام فيها عزة وكرامة ليكون أفضل نسخة من نفسه غير مكترث بكثرة أو قلة المعجبين والمزمرين والمطبلين أو المحبطين.

وكم هو جميل بأن يكون ذلك من أولويات الوالدين في كل منزل ويهتما بهذا الجانب لاكتشاف مواهب وامكانات أبنائهم منذ الصغر وتنميتها وتطويرها. ولايكتفى بأن يكون داخل المنزل فقط بل التوسع على نطاق مجالس العائلة والمدرسة والمجتمع للتشجيع والتحفيز لتنشئة جيل مبدع متميز له بصماته في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والمهنية وغيرها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
صادق
[ القطيف ]: 15 / 10 / 2017م - 3:59 ص
جميل أحسنت وأجدت. مجتمعنا للأسف يعاني من هذه المشكلة فتجد البعض يريدون أن يكونوا كل شيء في نفس الوقت. بل حتى في العمل الخيري يريد أن يكون له تواجد وظهور في جميع المجالات والحقيقة أنه بعثر قواه هنا وهناك بحيث أنه حرم نفسه من التمركز والإبداع في مجال واحد وقد كان بإمكانه أن يصبح نجما ساطعا فيه ورائدا من رواده العظماء.