آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

معركة القائم.. الصفحة الاخيرة

محمد أحمد التاروتي *

انطلاق معركة تحرير قضاء القائم العراقي، المحاذي للحدود السورية، يمثل الرصاصة الاخيرة، لتنظيم داعش في المناطق، التي سيطر عليها منذ 2014، فالقوة العسكرية التي يمتلكها التنظيم الارهابي، بدأت تفقد زخمها على وقع الخسائر، التي مني بها في الكثير من المعارك، التي خاضها ضد القوات العراقية.

بات نتائج معركة القائم محسومة سلفا، خصوصا وان داعش يواجه مشاكل عديدة، منها تراجع المخزون البشري، نتيجة ارتفاع القتلى، في صفوف التنظيم الارهابي، نظرا للمعارك الحربية التي خاضها في العديد المناطق، سواء في المناطق العراقية، او المدن السورية، بالاضافة لذلك، فان الماكنة الإعلامية لداعش، بدأت تتراجع كثيرا خلال الأشهر الماضية، الامر الذي انعكس سلبيا على قدرته، في استقطاب المزيد من العناصر، من شتى أنحاء العالم، فضلا عن اتجاه عناصر داعش للهجرة العكسية، على خلفية فقدانه للمناطق، التي سيطر عليها قبل 4 سنوات تقريبا سواء في العراق، او سوريا.

فقدان داعش لابرز معاقله الرئيسيّة، منها الموصل والرقة والميادين وغيرها، من المساحات الجغرافية، التي بسط نفوذه عليها في السنوات الاخيرة، يجعل من معركة تحرير القائم مسألة وقت، نظرا لاختلاف ميزان القوى بين القوات العراقية، التي تدخل المعركة بمعنويات مرتفعة، وسجل حافل بالانتصارات، وبين تنظيم داعش الذي يواجه مشاكل، كبرى جراء فقدان ابرز قياداته العسكرية، وكذلك الهزائم المتلاحقة التي تكبدها، اذ لم يستطع الاحتفاظ بالمناطق، التي سيطر عليها في مختلف المعارك العسكرية، خلال الأعوام الثلاث الماضية.

معركة القائم تكتسب أهمية بالغة، باعتبارها الصفحة الاخيرة في الصراع العسكري، مع تنظيم داعشفي العراق، الامر الذي يفسر حصر بغداد على محاولة حسم المعركة، في اقصر وقت، خصوصا وان استعادة هذه المدينة، يسهم في الوصول للحدود العراقية، منذ عام 2014، مما يعيد الحكومة لبسط نفوذها على أراضيها، بعد خروجها عن السيطرة، جراء اقدام داعش على بسط نفوذها.

التقدم السريع للقوات العراقية، خلال معركة القائم، منذ انطلاقتها يعطي مؤشرات إيجابية، خصوصا وان الأسطورة التي حاول داعش فرضها في الاعلام، بدأت تفقد بريقها، فالماكنة الإعلامية للتنظيم ساهمت في فتح الطريق، امام سهولة دخوله لمختلف المناطق، اذ عمد للتركيز على احداث الخوف في النفوس، جراء مقاطع الفيديو، التي يبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما احدث حالة من الهلع والخوف في الطرف المقابل، حيث ساعدت مقاطع الذبح والحرق وغيرها، في تحقيق المزيد من السيطرة على المناطق، خلال السنوات الماضية.

إنهاء تواجد داعش في العراق عامل أساسي، في إغلاق ملف التنظيم الارهابي، خصوصا وان التقهقر الذي يواجه عناصر داعش، لا يقتصر على الجانب العراقي وإنما يشمل كذلك وجود التنظيم في سوريا، اذ خسر داعش اكثر من 90% من المناطق، التي سيطر عليها منذ 4 سنوات في سوريا، وبالتالي فان التنظيم يلفظ انفاسه الاخيرة في البلدين، مما يعني انتهاء الصورة الأسطورية، التي صاحبت داعش منذ بروزه على الساحة السياسية، منذ سيطرته على الرقة، والتوسع السريع، لتكتمل الصورة مع سيطرة على الموصل، ومساحات واسعة العراق في عام 2014.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
هلال الوحيد
[ القطيف ]: 29 / 10 / 2017م - 9:47 ص
تنتهي واحدة وتبدأ أخرى. معارك الشرق الأوسط لا تبدو لها نهاية في الأفق المنظور. أعان الله وحفظ الأبرياء من الصراع العبثي.
كاتب صحفي