آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

بيئات النجاح والإبداع

جعفر الشايب * صحيفة اليوم

يحقق أبناؤنا الطلبة والباحثون المبتعثون للخارج للدراسة أو العمل أو البحث كثيرا من الانجازات العلمية والمراكز المتقدمة في الأبحاث والدراسات التي يشاركون فيها، وبصورة مستمرة نجد أسماء طلبة وطالبات سعوديين في صفوف متقدمة محققين نجاحات متميزة. وحتى على الصعيد الاقليمي نجد أيضا انجازات مهمة لشبابنا في مختلف المجالات، وهو أمر يعد مكسبا حقيقيا للوطن في هذا الزمن الذي يتزايد فيه التنافس على المنجزات والابتكارات العلمية والإبداعية في مختلف المجالات.

السؤال هو، لماذا لا نجد أو نسمع عن انجازات علمية لمثل هؤلاء الطلبة والباحثين في الجامعات ومراكز الدراسات والأبحاث المحلية، ولماذا تقتصر هذه الانجازات على شبابنا الدارسين في الخارج فقط؟ لا ينقص طلبتنا وباحثينا الموجودون داخل الوطن أي شيء ذاتي يمنعهم من تحقيق منجزات علمية كما هم زملاؤهم في الخارج.

لعل السبب يكمن في انعدام أو ضعف البيئة المحفزة للنجاح والإبداع، من معلمين ووسائل بحثية ومختبرات علمية وامكانيات شبيهة. تجربة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» جديرة بالتكرار في بقية الجامعات، في إعطاء مجالات البحث العلمي أولوية وتركيزا أكثر من مجرد الدراسة وخاصة في التخصصات المهمة والدراسات العليا.

ويشمل ذلك أيضا التركيز والاهتمام بالمجلات والدوريات البحثية والعلمية المتخصصة التي تفسح للباحثين نشر دراساتهم وأبحاثهم، وكذلك المؤتمرات العلمية التي تتيح المجال أمام الباحثين لعرض نتائج دراساتهم وأبحاثهم الجديدة. كما أن من المهم أيضا تشجيع وتنمية الاهتمام بالأبحاث من خلال المسابقات العلمية الدقيقة التي تحفز الباحثين لتقديم جديدهم.

من بين أوجه النقص الموجودة لدينا في هذا المجال هو التعاون والتبادل الفعال بين الجامعات المحلية ومراكز الدراسات والأبحاث في الأعمال البحثية التي تتيح المجال أمام الباحثين المحليين للاستفادة من خبرات وتجارب هذه المراكز العلمية.

لا شك أننا نفخر جميعا بأي إنجاز علمي أو تحقيق عمل إبداعي لأي باحث أو عالم سعودي في الخارج، ولكن ما يسعدنا أكثر هو أن نرى ما يوازي هذه الانجازات العلمية صادرة من جامعاتنا ومراكزنا المحلية لتكون في مصاف الجامعات ومراكز الدراسات والأبحاث العالمية، وأن يحقق شبابنا الجامعيون والباحثون تطلعاتهم وانجازاتهم العلمية في بيئة محلية محفزة للنجاح والإبداع.