آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

كيف ستكون مدارسُنا في 2020، وطلابُنا في 2030؟

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الإلكترونية

لا أعرف، وأبحث عن إجابة. ولعل من المقبول القول أنه لابد من اقتراح حلول جديدة للتحديات الشاخصة. وهذه المقولة تصبح أكثر صحةً وواقعيةً وإنطباقاً مع تنفيذ الروية السعودية 2030 وبرامجها. لماذا علينا أن نلتزم التزاماً حرفياً بطرق التعليم المتوارثة؟ ولماذا علينا التعامل مع التعليم الالكتروني والتعليم عن بُعد وكأنه أقل قيمةً ومنزلةً وتأثيراً؟ ولماذا علينا المكوث عقوداً دون أن نحل بعض المشاكل التعليمية التي بدأنا نحسبها جزءاً من قَدَرٍ لا سبيل لتعديله أو تجاوزه. خذ مثلاً المدارس المستأجرة، ومثال آخر التباطؤ في إحلال مباني مدرسية تربوية نموذجية محل المباني القديمة.

يبدو أن الاصرار على حل المشاكل القائمة بادوات تقليدية أمر يستحق التمعن والمراجعة والتعديل، ليس لمزيد معرفةٍ فقط، بل من أجل التوصل لخياراتٍ جديدة لحل المشاكل المتربصة بوتيرة أسرع وقعاً وأعلى فاعليةً.

ما الصيغ المطروحة للبناء المدرسي؟ وما مدى انسجامها مع تحقيق الرؤية 2030؟ ومع انتهاء الرؤية هل سنكون قد نجحنا في تحويل المباني المدرسية التابعة للتعليم العام إلى مباني تربوية؟ وهل يوجد ضمن خطط وزارة التعليم خطة لدفع المدارس الخاصة لبناء مباني تربوية، إذ أن بعضها يستخدم فلل سكنية؟ وإذ نظرنا إلى اتجاهات التغيير، من وجهة نظر وزارة التعليم، نجد أن أحدها ”رفع كفاءة الأداء، وتفعيل التقنيات الحديثة المساندة في منظومة العمل التعليمي“، كما أن الوزارة تُدرج البيئة التعليمية المحفزة على الابداع والابتكار كأحد التحديات التي تواجه التعليم، وقد وضعت التصدي له كأحد الأهداف العام للتعليم 2020.

السؤال: كيف سنسطيع النهوض لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المتصلة بالتعليم خلال السنوات القليلة القادمة؟ كيف سنرتقي بأساليب التعليم وبجودتهِ وأساليبه؟ وما الذي حدث لمقترح المدارس المستقلة، وما ستجلبه معها من منافع، وتحويل 2000 مدرسة حكومية لتشغيلها من قبل مؤسسات صغيرة بحلول 2020؟

وبالقطع لدى وزارة التعليم إجابات على الأسئلة أعلاه، لكني أعود للعنوان، لأقول أن تحقيق الأهداف الاستراتيجية لن يكون بالاستمرار بالأساليب التقليدية، ولابد من احلال التقنية التعليمية في أعماق العملية التعليمية، بما يجعلنا نعيد هيكلتها لتكون أعلى كفاءة من حيث انها أقل تكلفة وأعلى تأثيراً، لاسيما أننا نتحدث عن رجال المستقبل، فمن هو في الأول ابتدائي اليوم «2018» سينهي الثانوية العامة «2030». إذاً نحن نتحدث عن جيل الرؤية.

ليس واضحاً بالنسبة لي لأي مدى ستتداخل تقنية التعليم في العملية التعليمية، وكيف تستخدم لتعليم التلميذ وتعزيز قدراته ومهاراته مع حلول العام 2030، وما هي خارطة الطريق، وما هي محطاتها الوسيطة المؤدية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. لكني تابعت مشروع ”بوابة المستقبل“ الذي أطلقته وزارة التلعيم قبل نحو ثلاثة أشهر، بهدف تطبيق وتفعيل البرنامج في مدة وجيزة لا تتجاوز ثلاث سنوات على عدة مراحل خاضعة للتقييم وقياس مخرجات نجاحها حتى يتم تطبيقه في كافة المدارس.

تبدأ المرحلة الأولى باختيار 150 مدرسة في ثلاث مناطق تعليمية لمدة فصل دراسي كامل «الفصل الدراسي الأول لعام 2017 - 2018» تليها المرحلة الثانية وتشمل 1500 مدرسة خلال الفصل الدراسي الثاني انتهاءً بالمرحلة الثالثة في العام الذي يليه «2018 - 2019» والتي تشمل المتبقي من المدارس لتحقيق هدف البرنامج وهو التحول إلى بيئة تعليمية إلكترونية والتخلص من أعباء البيئة الورقية التقليدية. ما الذي سيحدث بعد ذلك حتى العام 2030؟

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى