آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

مظاهر السفور

قال تعالى: ﴿و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى «الأحزاب الآية 33».

ما كان يجري بين الناس من تعاملات وسلوكيات منافية للفطرة والقيم عبرت عنها الآية الكريمة بالجاهلية الأولى، وهي عنوان للفساد والظلم والانحلال الأخلاقي السائد بينهم، فاخترقوا جدارية الآداب والأعراف والعادات الحسنة المبنية على قرارية العقل الواعي، واتجهوا بكل قواهم نحو الاستجابة للمثيرات والشهوات محطمين كل ما يواجههم من موانع تحجبهم وتصدهم عن الحياة البهيمية، فدماؤهم كانت لغة باهتة وجدارا هبيطا يجتازونه لأتفه الأسباب، فيسفكون الدماء وتثور الحروب وتدمر القبيلة ويشرد الأطفال لمجرد قرار متهور يتخذه المتعطشون للدماء والتخريب والدمار.

وعنوان الفساد والمجون والعلاقات المحرمة انطبق على المرأة التي تخلت عن صونها وخدرها وحجابها، فألقت الخمار عنها وأبرزت مفاتنها وتصدرت مجالس النزوات، غير آبهة بما يستتبع ذلك من آثار مدمرة على نظام الأسرة وسور القيم المجتمعية، فالحجاب ليس بقطعة قماش تلف بها المرأة بدنها ساترة له عن عيون الذئاب الطامحة للمفاتن، بل هو نفس شريفة تحتجب عن حضور الإثارة الفتنوية في النفوس المريضة من خلال إلفات النظر لها بأي أشكال الزينة، فتلك الملابس الضيقة المبرزة لتقاطيع وتفاصيل بدنها تستدعي الشهوة المتفلتة، وتجعلها ضحية شرف كانت هي من مدت حبل الشهوة نحوه، واستصغار إظهار بعض خصلات الشعر بنحو مثير بزعم أنها تناسب الموضة، هو وقوع في فتنة الشيطان فذاك الشاب الماجن الواقع في أسر أهوائه، يحذوه تعطشه الجنسي نحو الاقتراب من دائرة الخطر وجعل ذلك بداية نقطة انطلاق نحو علاقة محرمة، فالنفوس المريضة تلتقط أي إشارة بسيطة لتنطلق في ممارساتها المحرمة المبتدأة بنظرة محرمة ولا تنهتي إلا بما لا يحمد عقباه، ولن يكون عذرا ولا مبررا توقع وتخمين أن التنازل عن شيء من الحجاب لن يكون بمثابة طعم سنارة، فهناك نفوس تواقة للفجور وتفلت الشهوات يحكم ويسيطر على سلوكهم.

ولذا فإن حجاب المرأة عنوان عريض لعفتها وشرف نفسها، ويتعلق بكل صور صونها عن الدخول في دائرة الاختلاط أو الأحاديث الخاصة مع الرجال الأجانب، فهذه مفاتيح استباحة العفاف، ولا يحفظ كرامتها كالحياء وتجنب أبواب الفساد والانحلال.

والجاهلية الجديدة هو محاولة إيقاع المرأة في السفور من خلال عناوين متجددة، وبدعوى الانطلاق بالمرأة في آفاق التحضر والحضور الاجتماعي والإبداعي، ولا يكون ذاك إلا ببيعها الوهم الهلامي بالدعوة لالتزام الموضات ومظاهر الميوعة المتنوعة.

وتحريم التبرج ومظاهر المجون وتخلي المرأة عن عفافها، ينطلق من عنوان عقلي هو صيانة الفرد والمجتمع من الوقوع في حالة هتك الأعراض؛ ولذا فإن طريق العفة يبتديء من التحذير من الأسباب السالبة للصون الاجتماعي، فينبذ كل مظاهر الخلاعة والإغراء ومظاهر التحلل والفساد الذي يكون كالوباء المنتشر الذي يصيب النفوس النزقة بالافتتان.

نار الشهوة المضرمة في النفوس الطائشة تستخرج كوامنها الجنسية أي مظهر من مظاهر التحلل والتخلي عن الحجاب في نظرة أو حركة مائعة أو كلمة

متفلتة، فالغواية تشعل فتيل العلاقة المحرمة.

ومغافل نفسه من يدعي نفي الضرر والتأثير لتخلي المرأة عن تاج العفة، فقليل من المساحيق وضيق لملابسها وقصرها لن يوقع حرب الشهوات، وكأنه أعمى البصر لا يرى نيران الشهوة التي توقد في النفوس المريضة بأبسط الأسباب، وهل النظرة المحرمة إلا التفات لأحد مفاتنها والتعلق به للانطلاق منه نحو ما هو أعظم من ذلك، فالعلاقات المحرمة تنقدح بشرر التولع والاستجابة للمثيرات الجنسية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أعقل المجانين
[ الأحساء ]: 13 / 12 / 2017م - 7:23 م
رحم الله والديك سيدنا.
المشكلة أن بعض النساء لا يهتمن لا بتحريم الشرع و ما يهمهن هو الظهور بمظهر المرأة الغير تقليدية و تعتبر نفسها تنتحر إذا كانت ربة بيت مثلاً. فآخر اهتماماتها هو الزوج و الأطفال و الأعمال المنزلية.
أختي الكريمة فقط تذكري حجاب الزهراء عليها السلام و قارني حجابك بحجابها و ذلك للاقتداء به لا لذكره كقضية تراثية و فكري هل أن حجابك الحالي يجرح قلب الإمام الحجة عليه السلام أم يفرحه.