آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

سنوات الفرص الضائعة

فاضل العماني * صحيفة الرياض

لكل أولئك الخائفين والمرجفين والمترددين، ولكل سدنة التابوهات والمحرمات والممنوعات، ولكل عشاق الماضي والظلام والتزمت، لكل هؤلاء وغيرهم من ”طابور الجمود“، نقول لهم بكل وضوح وثقة وحزم: نحن - ونحن هنا كبيرة بحجم كل تلك العقود الطويلة التي سُلبت منا - الآن نعيش مرحلة جديدة، نُسابق فيها الزمن، لنعوض كل ما فاتنا من فرص وطموحات وأحلام، لتبدأ صفحة جديدة من عمر وطننا العزيز، تُخلّدها الإرادة والعزيمة والإصرار، صفحة مجد زاهٍ، يستحقها وطن آن له أن يحتل الصفحة الأولى في ”مسند الفخر“.

وطننا، بما يملك من ثقل ديني كبير، وبما يحمل من بعد تاريخي عميق، وبما ينعم بثروة اقتصادية متنوعة، وقبل كل ذلك، بما يزخر بطاقات بشرية لا مثيل لها، يستحق أن يكون في مصاف الأمم المتقدمة والمتطورة والقوية.

قد تكون مقدمة حماسية، قد تكون كذلك، ولكنها تستمد واقعيتها من التجربة الطويلة التي مرّ بها وطننا خلال العقود الطويلة الماضية، لاسيما العقود الأربعة الأخيرة التي شكّلت خارطة طريق - بل خارطة طرق متعددة ومتباينة - لم يأخذنا بعيداً إلى حيث نُريد ونطمح ونتطلع.

خلال العقود الأربعة الماضية التي صاغت أعظم التحولات والتداعيات والتطورات، على الصعيدين العربي والعالمي، لم نستفد كثيراً من وفرة المال والثروات والإمكانيات، وفوتنا الكثير من الفرص والمكاسب والاستحقاقات، وذلك لأسباب وحجج

- في أغلبها - واهية وغير منطقية.

نعم، يجب أن نعترف - والاعتراف بالمشكلة بداية النجاح - بأننا عشنا مرحلة مثيرة يُمكن أن نُطلق عليها: ”سنوات الفرص الضائعة“، والتي استغلها بكل ذكاء ومهارة وتركيز الآخرون الذين أدركوا مبكراً قيمة الوقت واستثمار الفرص وترويض الهواجس.

مسلسل دراماتيكي طويل، لا يجمع حلقاته المختلفة سوى عنوانه الكبير: ”سنوات الفرص الضائعة“، رُسمت خطوطه الرئيسية وكُتبت سيناريوهاته المثيرة على تابوهات وممنوعات ومحرمات، أثبت الزمن - ولكن بعد فوات الآوان - زيفها وكذبها وهشاشتها.

تابوهات كثيرة وكبيرة، في طريقها الآن لأن تُصبح مجرد ذكريات أليمة ومحطات بائسة، لا تستحق أن نتذكرها أو نقف عندها. تعليم المرأة، استخدام الأجهزة والآلات والتقنيات الحديثة، الاختلاط، عمل المرأة، وسائل الترفيه، الفن، سياقة المرأة، الحفلات الموسيقية والغنائية، سياقة المرأة، السينما، والكثير الكثير من التابوهات التي لفظت أنفاسها الأخيرة، ومازال بعضها في ”طابور الانتظار“.

محمد بن سلمان، عرّاب التحول الوطني الكبير الذي يُبشّر برؤيتنا الطموحة ”سعودية 2030“، وبدعم لا محدود من قائد المسيرة الوطنية الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيُحقق الكثير من الطموحات والآمال والأحلام التي يستحقها وطن مكانه الطبيعي في صدارة المشهد الكوني.