آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

باحث أكاديمي: تقنية النانو ستبلغ ذروتها بالاستخدامات الطبية في 2030

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

أكد الدكتور والباحث الاكاديمي سعيد الجارودي على اهمية تقنية النانو في التطبيقات الطبية، والتي ستبلغ ذروتها من الاستغلال عام2030، على الرغم من بعض أضرارها الصحية والتي قد تتسبب في الموت للانسان.

وقال في الندوة العلمية التي اقامها مركز العلم بسيهات بعنوان ”مفهوم النانو وتطبيقاته الطبية“ وأدارها محمد الماجد اول امس، ان تقنية النانو تعد فتحا علميا جديد تنتظره البشرية بالاستثمار في المجالات العلمية والاقتصادية المهمة.

وأشار إلى ان الأصل من كلمة النانو واشتقاقها جاء من كلمة ”نانوس الاغريقية“ وتعني الجزء الواحد من المليار، ويعني علم النانو بدراسة خواص الجزيئات والمركبات والتي لاتتجاوز مقاييسها 100 نانو متر، وتعد تقنية النانو تطبيق لهذه العلوم وهندستها.

وارجع الاستخدام لتقنية النانو الى الحضارة الاغريقية والصينية في صناعة الزجاج في ”الاناء الاغريقي الشهير ليكوروجز“، كما استخدمها العرب في السيف الدمشقي المعروف بصلابته ومرونته، اما الانطلاقة الحقيقية فقد كانت في عام 1981.

وعدّد الجارودي الخصائص المميزة لجسيمات النانو وتتضح في كل من: الصلابة، حيث تتفوق على نفس المادة غير النانوية بمئات المرات مابين صلابة الياقوت والماس، التوصيل الكهربائي حيث تتحول بعض المواد العازلة إلى موصل كهربائي اذا تواجدت بحجم النانو، والخواص البصرية القدرة على تغيير اللون وذلك اذا تغير الحجم والشكل، ويظهر بوضوح في عنصري الذهب والفضة.

وتابع في سرد الخصائص كالشفافية والخواص المغناطيسية التي تعتمد قوتها على مقاييس أبعاد حبيبيات المادة، ونقطة الانصهار التي تتأثر بتصغير أبعاد مقاييس الحبيبات، ”درجة انصهار الذهب 1064 درجة مئوية، واذا أنقصنا قطر الحبيبات تنقص درجة الانصهار الى500 درجة مئوية، والخواص الكيميائية يزداد تفاعلها إذا كانت بنفس الحجم وتجانست“.

وذكر أن الأشكال النانوية تتمثل في: ثلاثي الأبعاد ”النقاط الكمية“ ويتراوح بين 2 - 10 نانو متر، وثنائي الابعاد ويتمثل في انابيب كربونية دقيقة جدا مصنوعة من ذرات كربون ولا يتعدى قطرها 2 نانو متر، وتعد اقوى الف مرة من الفولاذ واخف منه بست مرات، بالاضافة إلى الاحادي الابعاد، و”روبوتات النانو“ وهي عبارة عن جزيئات حيوية وقطع من الحمض النووي الصبغي.

وارجع التطبيقات الاشهر للنانو إلى المجالات الطبية لارتباطها بحياة الانسان وبالتشخيص الدقيق، والعلاج العالي الكفاءة: كعلاج العمى، والكشف عن الامراض وعلاجها قبل الاصابة بها وهذا ما يسعى لتطبيقه مع رواد الفضاء ناسا، صناعة كريات دم تساعد على ازالة الانسدادات في الشرايين والاورام، استخدام الياف ”بوليمر“ لاجراء الجراحات الترقيعية للاوعية الدموية، وزراعة اجهزة ترقيعية مصنوعه من الياف البروتين في الجهاز العصبي المركزي، بالاضافة الى استخدامها في علاج الجروح والحروق.

صناعة أنف إلكتروني يستعمل أنابيب كربون نانوية لتشخيص أمراض ”كالسرطان“ وذلك بتحليل الهواء الخارج من الزفير، والسعي لإصلاح الخلايا المصابة، بالاضافة إلى تغيير مقاطع من الحمض النووي بواسطة روبوتات لتفادي الأمراض.

وأوضح الجارودي أن السنوات القادمة ستشهد مزيدا من التقدم في زراعة شرائح واجهزة إلكترونية لتعويض الأجزاء التالفة كشبكية العين، واليدين، والجلد وغيرها، وانتاج تراكيب نانوية ذكية ضد الميكروبات تستخدم لزراعة الاسنان، وحشوات من ألياف فوسفات الكالسيوم النانوية.

وذكر إنه من الممكن صناعة أجهزة نانوية ذات خصائص ميكانيكية كهربية تحل بديل عن خلايا الدم الحمراء واقوى200 مرة، بحيث يكفي ان يحقن جسم الانسان منها 10٪‏ ليعدو لمدة 15 دقيقة وبدون تنفس، وكذلك تحسين الادوات الجراحية كمشرط الجراح والذي يصنع من مادة الالماس النانوية ويقطع بدقة متناهية خلال كرة العين، زراعة أجهزة تصحح التلف في الاجهزة السمعية والبصرية والحسية، كزراعة غشاء نانوي في شبكية الاعمى لتحسين النظر، وفي مجال العلاج لمرض السرطان، الوصول الى الخلية السرطانية ورشها بالادوية من خلال روبوت.

واشار إلى جانب الريادة للمملكة العربية السعودية في هذا المجال ويتضح في توفير المعاهد الخاصة للدراسة والبحوث، واستقطاب الكوادر العلمية المتميزة في هذا المجال، والاتفاقيات المشتركة مع المعاهد العالمية المتخصصة في هذه التقنية.

وتطرق لمضار تلك التقنية من خلال: القدرة على التسلل الى ما وراء جهاز المناعة، والانسلال من خلال غشاء الجلد والرئة، وتخطي حاجز الدماغ.

واستعرض نتائج بعض تلك الدراسات، ومنها: الاضرار بالجلد من خلال مادة ”نانو جزيئات ثاني اكسيد التيتانيوم“ في المراهم المضادة للشمس، الخطر في ”انابيب الكربون النانوية“ حيث تؤدي الى مرض السيلوكوسيس وهو مرض مميت، المضاعفات الخطيرة في الدماغ والرئتين عند تنفس فئران التجارب لجزيئات النانو، العواقب في جوارب بجزيئات نانو الفضة للقضاء على الروائح الكريهة في قتل البكتيريا النافعه، التي تحطم المواد العضوية في النفايات، ومحطات المعالجة او المزارع.

وذكر الجارودي ان انابيب الكربون النانومترية تعد بثورة تكنولوجية غير مسبوقة قد تكون ضارة وقاتلة للكائنات الحية بما فيها الانسان، لافتا الى عدد الدراسات التي اوضحت تسببها في ظهور اورام خبيثة لمن يتعامل معها مباشرة، منوها إلى انه لايوجد حتى الآن علاج طبي يمكّن من التخلص من هذه المواد اذا دخلت الجسم.

وقال: ”ان قطار عصر التكنولوجيا لن يتوقف عن اجراء مزيد من البحوث في هذا الجانب بعد تحوله للسرعة القصوى، وان هذه التكنولوجيا ستبلغ ذروتها من الاستغلال في حدود عام2030“.