آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

بنس.. ترويج مشروع أمريكي

محمد أحمد التاروتي *

يسعى نائب الرئيس الامريكي مايك بنس، في جولته للشرق الأوسط، لامتصاص الغضب العربي، والفلسطيني، على خلفية الاعتراف القدس عاصمة لإسرائيل، الامر الذي ساهم في اندلاع انتفاضة ثالثة، في الاراضي الفلسطينية، فضلا ردود افعال عنيفة لدى السلطة الفلسطينية، وابرزها اعتبار واشنطن وسيط غير نزيه، وغير محايد لعملية السلام.

التصريحات التي أطلقها نائب الرئيس الامريكي بنس، بشأن مواصلة واشنطن الجهود للتوصل الى حل شامل، وانهاء الاحتلال الاسرئيلى، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.. تلك التصريحات تهدف لإعادة عقاب الساعة للوراء، خصوصا وان القرار الامريكي المتعلق بنقل السفارة الى القدس، شكل ضغطا شعبيا كبيرا على الحكومات العربية، وأدى للتشكيك في مصداقية البيت الابيض، في لعب دور الوسيط المحايد، لاسيما وان القراريتناقض مع كافة القرارات الدولية، بشأن المدينة المقدسة، بمعنى اخر، فان جولة بنس الحالية، تهدف الى ذَر الرماد في العيون، خصوصا وان نائب الرئيس الامريكي أطلق تصريحات دبلوماسية في عمان والقاهرة، فيما تحدث بلغة قريبة لليمين المتطرف في اسرائيل، عندما أعلن عن نقل السفارة الامريكية خلال العام القادم، بالاضافة لاعتبار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل جاء متأخرا.

فشل نائب الرئيس الامريكي في الاجتماع بشيخ الأزهر احمد الطيب، وبابا الكنيسة القطبية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني، على خلفية قرار الرئيس الامريكي ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي، ذلك الفشل أعطى الادارة الامريكية رسالة واضحة بخصوص الخطأ التاريخي للبيت الابيض، بالاضافة لذلك، فان رفض تلك المرجعيات الدينية، استقبال المسؤول الامريكي، رسالة سياسية ليست خافية على الجميع، فهي تكشف الاجماع الاسلامي والمسيحي الرافض للخطوات الامريكية المحابية للاحتلال الاسرائيلي، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.

محاولات نائب الرئيس الامريكي بنس، احياء محادثات السلام، اصطدمت بمواقف ثابتة للسلطة الفلسطينية، حيث اعتبرت الحديث عن المفاوضات، في ظل التطورات السياسية الجارية في المنطقة، ليست ذات جدوى، لاسيما وان واشنطن فقدت مصداقيتها في لعب دور الوسيط المحايد، خصوصا وان الادارة الحالية تحابي تل ابيب، وتتحرك لتحقيق المصالح الإسرائيلية، اذ لا يمكن تفسير قرار البيت الابيض، بتقليص مساعدتها للأونرا، الا كنوع من الضغط على السلطة الفلسطينية، وتلبية الرغبات الاسرائيلة، التي شنت حملت عنيفة عليها خلال الأيام، جراء استمرار في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.

يبدو ان جولة مايك بنس،، أخفقت في تحقيق اختراق حقيقي في مواقف الدول العربية الرافضة، لإعلان البيت الابيض القدس عاصمة لإسرائيل، لاسيما وان اصرار نائب الرئيس الامريكي، على محاباة اليمين المتطرف في اسرائيل، نسف جميع الامال المعقودة، على إمكانية ادارة ترامب مراجعة بعض مواقفها، تجاه القضية الفلسطينية، الامر الذي دفع، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للمطالبة بالوساطة الاممية لمفاوضات السلام، نظرا لفقدان الثقة في الدور الامريكي غير النزيه.

كاتب صحفي