آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

ساعة في ضيافة ”أبن الشيخ“

عبد الله شهاب *

السواد الأعظم من موظفي وعمال بلدية القطيف يعرفونه ب ”أبن الشيخ“ والبعض الآخر وهم أقل يعرفونه بأسمه المركب ”محمد حسن“ ويكنى بأبوعبدالله.

والشيخ المعني هنا في شهرة الرجل هو والده عالم زمانه آية الله الشيخ عبدالله المعتوق أحد اعلام تاروت والقطيف عامة رحمة الله عليه المتوفى عام 1362 هجرية.

زاملت ”أبن الشيخ“ عدة سنوات في بلدية منطقة القطيف مطلع عام 1404 هجري عندما كانت للبلدية طنة ورنة كما يقال.

آنذاك كان مسماها الرسمي المعتمد هو بلدية منطقة القطيف وترتبط بالوزير مباشرة بعد أن الحقت بها إداريا وماليا باقي بلديات مدن القطيف الخمس وهي بلديات: سيهات. صفوى. تاروت. القديح. عنك.

هذا الرجل الوقور الهادئ اللذي ترتسم عليه إمارات العلم والفضل وسمات الإيمان ناهز السبعون عاما يتمتع بذاكرة صافيةو قوية لم تصارعها تكنلوجيا العصر وألواحه الذكية أذ لا زال الرجل يتذكر أدق التفاصيل ”أطال الله في عمره“.

عاصر ”أبن الشيخ“ عددا من رؤساء بلدية القطيف أبرزهم رئيس البلدية الأسبق المرحوم حسن صالح الجشي الذي يكن له كل الود والتقدير والإحترام وعبارات الثناء والإشادة مستذكرا إنجازاته وقوة شخصيته وحسن إدارته.

تقلد ”أبن الشيخ“ خلال فترة خدمته العديد من المناصب الإدارية الهامة في البلدية منها مدير شؤن الموظفين ومدير المتابعة ومدير الشؤن الإدارية كان خلالها مثالا للنزاهة والإلتزام بالتعليمات والأنظمة.

بعد أن طلب الإحالة على التقاعد مبكرا إنقطع التواصل معه إلا ما نذر.

سارت السنين تجري تلو السنين إلى أن نمى إلى مسامعنا أن ”أبن الشيخ“ مريض إثر تعرضه إلى حادث عرضي في البيت.

زرناه في مجلسه الأسبوعي في دارته العامرة الواقعة في خاصرة قلعة تاروت ذائعة الصيت بصحبة زملاء سابقين له وأخوة أعزاء على قلبه زاملوه وعملو معه وقتا اطول وهما العزيزان الحاج عبدالغني سعيد المدن والمهندس القدير حسين محمد القطيفي.

ورغم أن صحة أبن الشيخ لا تساعده على القيام إلا أنه أصر أن يفز من مكانه فأخذنا بالقبلات والأحضان ناثرا علينا اجمل عبارات الترحيب.

قضينا مع ”ابن الشيخ“ ساعة من الزمن وعليها بضع دقائق كانت مفعمة بالود واللطف مليئة بأحلى الحكايات وأجمل الذكريات التي طوتها السنين يوم كان الناس غير الناس... والزمن غير الزمن.

سرقنا الوقت وطال بنا الحديث مع ”ابن الشيخ“ لاكنا تذكرنا العبارة الشهيرة ”رحم الله من زار وخفف“ فودعناه رغم تمنيه علينا بالمكوث وقتا اطول... وكما أخذنا بالأحضان والقبلات في البداية أخذنا الرجل بمثلها في النهاية على أمل أن تتكرر الزيارة.

رجل أعمال