آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:29 ص

الاحتراف الحقيقي

محمد سعيد الخباز صحيفة اليوم

مثّل التواجد في عالم «الاحتراف المزيف» سببا حقيقا في التراجع الخطير الذي تعيشه كرة القدم السعودية في الوقت الحالي، عقب أن كانت تسيطر على القمة الآسيوية لسنوات.

ويعني «الاحتراف» في الكرة السعودية وجود عقد يضمن الحقوق المادية للاعب والنادي فقط، دون تطبيق أي من أساسيات الاحتراف الحقيقي، التي ساهمت في تطور لعبة كرة القدم على المستوى العالمي بشكل عام، والأوروبي على وجه التحديد.

كرة القدم السعودية كانت وعلى مدار سنوات بحاجة إلى خطوات مغايرة تساهم في عودتها إلى الطريق الصحيح، عقب أن حرم عدم اقرار الاحتراف الخارجي نجوم مونديال «94» م من التواجد في الدوريات الأوروبية، وساهم غياب الاحتراف الحقيقي المقرون بالتخمة المالية في غياب الطموح عن الكثير من لاعبي الجيل الحالي، الذين اكتفوا باستخدام الاحتراف الخارجي ك «جسر عبور» نحو الحصول على المزيد من الملايين.

ومع الحدث التاريخي المتمثل بانتقال عدد من اللاعبين السعوديين للعب في الدوريات الاسبانية، فإن «الاحتراف الحقيقي» لكرة القدم السعودية قد بدأ في التشكل، شرط استمرار تسويق اللاعبين السعوديين خلال المرحلة المقبلة، ونجاح الذاهبين لإسبانيا من نقل ثقافة الاحتراف الحقيقية إلى الملاعب السعودية عقب العودة.

أما الأهم في استمرارية هذه التجربة، فهو اعطاء اللاعبين الشبان المزيد من الفرص، كما حدث للاعب المنتخب السعودي للشباب عبدالله الحمدان، الذي سيعيش بكل تأكيد تجربة مميزة على المستويين الفني والشخصي حينما يلعب ضمن صفوف فريق سبورتينج خيخون الاسباني.

وتبقى الاستفادة من التجارب الاخرى ك «التجربة اليابانية» في تسويق لاعبيها على المستوى الخارجي، وتطبيق أعلى معايير الاحتراف داخليا رغم أنه لم يبدأ إلا في العام «93» م، مهم جدا، في سبيل الوصول لعنوان «الاحتراف الحقيقي» الذي يمكنه القفز بكرة القدم السعودية إلى مستويات عالية جدا، ويجعلها واجهة بارزة، تحرص الأندية العالمية على استقطاب نجومها.