آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

باحث: علم التربية هو الأكثر تأثرا بالاختلافات الفلسفية وتطبيقاتها

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

اكد الشيخ والباحث رياض السليم ان علم التربية هو العلم الاكثر تاثرا بالاختلافات الفلسفيه وتطبيقاتها، وهو ما يظهر جليا في المشاريع التربوية العملاقة التي تتغاير وفقا لاسلوبها واهدافها وادواتها.

وذكر في الندوة التي قدمها بعنوان ”الفلسفة الغربية ومذاهبها الفكرية“ في مجلس الممتن بمدينة الدمام مساء الإثنين وادارها القاص زكريا العباد، ان الفلسفه علم قديم ولد عند البابلية وانتقل الى الفرعونية وكانت تدرس في المعابد واثبتت الشواهد التاريخية ان عددا من فلاسفة اليونان سافر الى مصر من اجل دراسة هذا العلم كافلاطون، وفيثاغورس، وسقراط، وارسطو.

واكد السليم ان علم الفلسفة لايمكن ان يفهم الا من خلال تتبع تاريخه، والتطور الفكري للعلوم، ونمو المفاهيم وتطورها وتفرعها والتي تزداد عمقا مع تطور العقل البشري.

وبين ان اهتمام الفلسفة في البداية قد انصب على الجانب الاخلاقي، فكل العلوم تقوم على العدل والانصاف، ففي اليونان القديمة اهتم سقراط بالفضيلة، واهتم افلاطون بالنزعه الصوفيه الاشراقيه وصولا للحس وطرح فلسفته في اطار ادبي، واعطاها ارسطو طابع نظري، حيث عُرف تلميذه الاسكندر المقدوني بالحكمة والقوة.

واوضح السليم ان الفلسفة في اليونان قد تاثرت بالاناجيل المسيحية التي كتبت بعد رحيل بعض الحواريون من الشام اليها وتمازجت بالفكر المسيحي، ثم تاثرت بالفلسفة الاسلامية والتي يقوم تقسيمها على علم الكلام واللغة، وكانت تقوم في اليونان على الحكمة النظرية والعلمية.

واستعرض عددا من المدارس في التاريخ اليوناني كالمدرسة المثاليه التجريدية لدى هيوم والنقدية المصححة لدى «كانط» والمتزنة لدى «هيغل» مرورا بالمدرسة التحليلية والتفكيكية على اعتاب القرن العشرين ثم العودة للمدرسة الهيغلية ومدرسة «كانط» وبزوغ المدرسة البرغماتية النفعية في امريكا.الشيخ والباحث رياض السليم

واوضح اثر تلك المدارس على الواقع السياسي والاقتصادي للدولة اليونانية القديمة والمعاصرة، في نشوء مدارسها وخدمة كل فلسفه في معالجة واقع تلك الدول، ففي بريطانيا ازدهرت الصناعة بمشاركة العلماء والفلاسفه في النظريات الاقتصادية، وفي فرنسا كان هناك اهتمام من الفلاسفه في الناحية المثالية واعادة احياء الامل، وفي المدرسة الالمانية انتشرت فلسفة هيغل المتزنة وساهمت الحكومة في نشرها، وانتشرت الافكار النفعية المادية في امريكا والتي ترى ان كل فكرة لانفع مادي منها غير حقيقية وتعد من الترف.

ودعا لفهم المدارس الفلسفية من خلال البحث في تطبيقاتها الاوضح في ”علم التربية“، منوها إلى ان ذلك العلم هو الميدان الخصب لتطبيق النظريات الفلسفية، وان كل نظرية صغيرة في الفلسفة، تتحول الى مشروع كبير في التربية.

يُذكر أن الباحث السليم قد أصدر كتابا جديدا منذ عدة اشهر حول الحكمة المتسامية بعنوان «مدخل فلسفي لكل العلوم وفق اسس المنطق التكاملي»، في محاولة لتأصيل منهجية فلسفية جديدة تعتمد على رؤية تكاملية بين مختلف المدارس المنطقية.