آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 7:29 م

مجموعة آراء قد تغير فكرتك عن القراءة

تفضيلات القراءة.. متى وكيف تقرأ

سهام طاهر البوشاجع *

لا شك بأن الحديث عن القراءة من الأحاديث التي استهلكت كثيرا وباتت الحديث فيها مكررة

إلا أن صيغة الحديث قد تتغير وتسلك طريق المتعة والفائدة حين نتحدث عن كيف تقرأ ومتى؟ بدل الحديث عن هل تقرأ أم لا؟

ومن هذا المنطلق قمنا بسؤال البعض ومن مختلف الأعمار عن الوقت المناسب للقراءة لهم فكانت إجاباتهم تتهادى جمال بتعبيرات عكست عن شغف القراءة لدى فئات المجتمع واعمارهم المختلفة

فالأستاذ نذير الدهان واحد من القراء المشتركين في مجموعة «تحدي القراءة 15 دقيقة في اليوم» حينما سألته عن أفضل الأوقات للقراءة جاءت إجابته بأن ساعات الصباح الأولى ومع النسيم البارد؛ هي أفضل الأوقات وأردف يقول إن «كل فرصة انتظار أو وقت أسرقه من أجل احتضان الكتاب» وأيده من نفس المجموعة الأستاذ القارئ هادي آل سيف وأضاف عليه «أواخر الليل» كساعات مثلى للقراءة أما الأستاذ عبد المحسن العبد الله فكانت أفضل أوقاته هي وقت صفاء النفس وارتياحها وخلوها من الالتزامات والمشاغل.

بينما عبرت كلا من الأستاذة هدى الحجري ”معلمة“ ومها البن صالح صاحبة مندى ”كوب من كتاب“ بأن أوقات القراءة مفتوحة لديهم فلا وقت معين لها وهذا عكس ما أدلى به سماحة الشيخ ”حبيب الأحمد“ بأن يجب أن تخصص أوقات للقراءة كوقت يكون فيه المزاج مرتاح وخصوصا في ساعات الصباح الأولى، حيث يكون الجو هادئ بعيد عن الضجيج أو ساعة العصر الأخيرة كما نوهت عنها الأخت نجمة أحد أفراد «مجموعة تحدي القراءة في 15 دقيقة في اليوم» أو عندما تخلو ساعات القراءة من المقاطعة من أحد ما كما عبر عن ذلك الأخ جواد علي.

وعن سؤالهم بأهمية وجود الدافعية للقراءة الصحيحة كوجود الصديق أو المجموعات أو غيرها من محفزات فأتت اجاباتهم جميعا بأن هذا الحافز له أثره الإيجابي بالتأكيد في دفع النفس الى المزيد من القراءة وحثها على المواصلة وعدم التوقف إلا أن للأستاذة الحجري رأي آخر فلقد قالت بأنها لا تعتمد على وجود صديق فالقراءة هي الصديق الحقيقي. وقد تكون بذلك اختلفت عن رأي الأخ جواد علي حين قال بأن لا شك بأن الصديق القارئ يشجع على القراءة خصوصا عندما يقرأ نفس الكتاب الذي يقرأه فتعقد بينهما حلقة تواصل لفهم محتوى الكتاب أكثر حين مناقشته وتجاذب الآراء حوله.

وقد عبرت الأخت مها بالإيجاب بأن الصديق له أثره الكبير لا سما في الدخول بين مجموعة أصدقاء قراء أو مجموعات الوتس أب التي فتحت مؤخرا لهذا الغرض كما في مجموعة «تجدي القراءة 15 دقيقة في اليوم» أو حتى في المنتديات كالمنتدى الذي تديره «كوب من كتاب» حيث علقت قائلة، «نعم المجموعات والأصدقاء لها أثر كبير جداً ومن خلال تجربتي الخاصة في مجموعات القراءة، فقراءة كتاب ومناقشته يجعلنا نرى وجهات نظر مختلفة للكتاب وأفكار الكاتب وكأن ما نناقشه كتاب جديد، مجموعات القراءة يساعدنا في تنظيم الوقت، فتحديد وقت المناقشة يجعلنا نحدد وقت أكبر للقراءة في يومنا، كما ان مجموعات القراءة يتيح الفرصة لعلاقات فكرية راقية.

وعن أثر اسم المؤلف الكاتب في دافعية القراءة أتت الآراء متباينة فالأستاذ الدهان يقول بانه نعم له تأثير وإن كان أسيء استخدامه إعلاميا، بينما الأخ عبد المحسن العبد الله يقول بأن «تأثير اسم الكتاب أكثر من الكاتب إلا أن قد يكون عنوان الكتاب بالغ في الجذب ولكن الكاتب لا يعين على تصفحه إما لقلة خبرة أو لأنه مبتدئ أو لأي سبب آخر، وهذا كما عبر عنه سماحة الشيخ الأحمد بقوله «لا شك ان الافكار السقيمة والسليمة يوزنها العاقل فيأخذ من السليم ويترك السقيم ولكن الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها والكتب حدائق مملؤة بكنوز ومفاتحها القراءة وتصفح محتواها»، وعبرت البن صالح بأن اسم الكاتب أحيانا يكون له الدافعية في شراء وقراءة الكتاب خصوصا لو كان هذا الكاتب قد فاز بجائزة عالمية، او أثار قضية جديدة. وكذلك ماجاء على لسان آل سيف من تأييد لأثر اسم الكاتب الدافعية الكبرى لمعرفة ماذا يخبئ الكتاب الذي ألفه.

كان الحديث حول القراءة ممتع لا سيما بفتح حوارات كثيرة فتحت لي أنا شخصيا آفاق كبيرة في عالم القراءة فحين سألتهم عن كيف يقرأون خصوصا إن كانت بعض الكتب تتراوح 10 فقط وبين الكتب التي قد تمتد صفحاتها الى 400 صفحة أو أكثر.

جاءت إجاباتهم مختلفة ومتنوعة تحكي عن ثقافة جميلة يعشها بعض أفراد المجتمع فالأخ عبد المحسن العبد الله يقول بأنه لا فرق بين كتاب صغير أو كبير فكلاهما يأخذ منه وقت لأن هدفه الاستفادة مما جاء بين أسطرها وهذا وافق رأي الأستاذة الحجري حين قالت «لا اهتم بعدد الصفحات فالكم لا أهمية له بينما النوع واختيار المعلومة والمعرفة التي تترك أثر في النفس البشرية هو الأهم، وربما كتاب واحد يترك اثراً كبيرًا ويفتح حوارات مع النفس تستمر طويلاً هذا يغنى عن الف كتاب وملايين الصفحات التي تترك اثراً باهتاً يختفى بمجرد اغلاق الكتاب»

وتوافق كلا من الأستاذ نذير وسماحة الشيخ الأحمد بأن قلة عدد الصفحات تدعو بلا شك الى الإقبال على القراءة بنهم أكبر بالرغم أن من شغفه حب القراءة لا فرق لديه بين ان كان الكتاب يحوي عشر أو 1000 صفحة. وقد علق الأخ جواد علي بأنه لا يوجد كتاب يحوي 10 صفحات فمثل هذه النوعية توصف بالمقالات الكتابية لا بالكتب بينما ما يكون عدد صفحاته 50 فما فوق فهذه تسمى كتباً.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز