آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 6:58 ص

«الودمة» أكلة غريبة انفردت بها الأحساء وتشهد أصالة عادات أهلها

جهات الإخبارية إيمان الفردان - تصوير: كوثر النشمي - الأحساء

الودمة أكلة شعبية غريبة انفردت بها الأحساء، ولاتجد لها مثيل في أي بلد بالعالم ولم تندثر كبقية الأطباق القديمة ووصفت مكوناتها بالعجيبة ذات نكهة خاصة شديدة الحموضة والغنية بفيتامين ”د“.

الودمة عنوان الكرم عند الأحسائيين

وتحكي «الودمة» قصة طيبات ترويها أرض الأحساء وشاهدة على أصالة عادات أهلها وتروي ذكريات عبقة من عمق تاريخها والتي يحرص بعض سكانها على استمرارها والتمسك بها.

ويعتبرها رجال الأحساء عنوان للكرم حيث يجتمع على تناولها الصغير والكبير وتعدها الأجيال الحالية أكلة غريبة حتى يكاد البعض منهم لا يعرفها.

وتعتمد مكوناتها على العوم ”السمك الصغير المجفف“ والترنج وهو من أنواع الليمون كبير الحجم وتقدم مع الفجل ”الرويد، البصل الأخضر، الخس“ حيث يطحن السمك أو يدق في ”النجر“ ثم يمزج مع عصير الترنج وقطع الترنج ويترك لفترة ثم يؤكل بالغرف بأوراق الفجل.

 ورق عنب ”الطيبين“

وذكرت كوثر النشمي أن فكرة مكوناتها نشأت منذ القديم بحكم أن أهالي الأحساء أكثرهم مزارعين حيث استفادوا من خيرات الطبيعة ذات الفائدة والتي تتناسب مع المجهود المبذول في الزراعة وغالبا ما تؤكل في وقت الضحى أو بين الوجبات وتسمى حاليا ”ورق عنب الطيبين“ بسبب حموضته.

وفيما يتعلق بطريقة إعدادها قالت " نأخذ كمية وافرة من سمك العوم المطحون ونضعه في زبدية ثم يضاف له كمية وافرة من عصير الترنج أو الليمون بكمية تفوق كمية العوم المطحون والبعض يضيف له حبات الرمان الطازجة وتمزج بقليل من الملح الخشن والبهارات.

وعن كيفية أكلها أوضحت بأنها تؤكل برفقة تمر الخلاص حيث يؤكل بداية الوجبة ومن ثم يغمس الفجل في طبق الودمة ويؤكل مباشرة ولايستخدم في أكلها الملاعق وإنما تؤكل باليد.

وبينت إن اجتماع كل من السمك والخضرة والفاكهة يكون وجبة متكاملة صحيا وتساعد على تنظيف الجسم من السموم ومن ناحية مادية فهي غير مكلفة كما أنها مفضلة عند الناس ويجتمع عليها الأهل والأقارب ويحلو الكلام واجتماع العائلة معها ويحبها الأطفال والرجال والنساء.

الودمة وقلة تناولها

ومن جانبها، أشارت صديقة العباد بأنه قديما كان يصعب الاحتفاظ بالأسماك والحصول عليها لذلك

استخدموا لحفظها التجفيف بأشعة الشمس والملح حيث يجفف العوم ويطحن بعد فصل رأسه والذي هو المكون الأساسي للوجبة وأن منطقة المبرز يسمون سمك الودمة ”العوم“ أما منطقة الهفوف يسمونه ”حساس أو المشاق“.

ولفتت إلى أن كثرة تناول الودمة قل تدريجيا وبدأت تتلاشى بعد اليسر المالي وإمكانية أكل السمك غير المجفف وذلك يعود لنشأة صناعة الثلج التي ابتدأها الشيخ ياسين الغدير على إثر دخول الكهرباء سنة 1377 هـ في الأحساء.

ونوهت بأن تمتع الأحساء بثروة زراعية وحيوانية ووفرة الخضروات والفواكه ساعد في كثرة الأكلات الشعبية وأتاح للمطبخ الأحسائي التنوع في المائدة فليس بالضرورة ما يقدم أصله مطبوخا كأكلة ”الودمة“.

مقوي جنسي طبيعي

وبدورها، أكدت أخصائية التغذية حميدة الطالب بأن اجتماع فوائد أكلة الودمة يعد مقوي جنسي طبيعي فهي غنية بالحديد والبروتين والمعادن الغذائية والأوميجا ”3“ والدهون المفيدة الخافضة للكولسترول.

وأفادت بأن الليمون والترنج يساعدان على امتصاص الحديد بنسبة كبيرة وأما الرمان فإنه من مضادات الأكسدة والتي تحارب الأمراض السرطانية.

وذكر مختصو التغدية إن ”الودمة“ أكلة مفيدة ومصدر قوي للبروتين فالإقبال على تناول سمك الودمة يعد حماية للمعدة وللتدفئة خصوصا في فصل الشتاء".