آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

”الرؤية“ أكبرُ من النفط

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الالكترونية

كم غيرنا النفط؟ لننظر كيف أصبح اقتصادنا نفطياً من رأسه لأخمص قدميه، حتى أن الحديث عن جَلبِ شريكٍ للنفط يُقابل من بعضنا باستهجان عظيم، وذلك على الرغم من أن الألسنةُ خَشبت، والحناجر بُحتّ، والعقول سئمت تكرار مقولة ”تنويع مصادر الدخل“ على مدى نصف قرنٍ دون أن تكون لها أولوية التنفيذ. وما جلبتهُ الرؤية أمراً كانَ مفقوداً؛ موعداً لبلوغ خط ”التنوع الاقتصادي“.

راقَ لي كثيراً ما قاله وزير التجارة الأمريكي، ويلبر روس، المُجَرب والمحنك، الثلاثاء الماضي في نيويورك في الجلسة الافتتاحية للقمة السعودية - الأمريكية للتنفيذيين، التي عُقدت ضمن الفعاليات المتزامنة مع زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن رؤية السعودية 2030 وما سيجلبه التحول للاقتصاد السعودي يُحتمل أن يكون له أثر على المملكة يتجاوز أثر اكتشاف النفط قبل ثمانين عاماً. وأضاف: اعتقد أن لدى السعوديين فرصة كبيرة جداً جداً للنجاح، وبوجود التنفيذين في هذا الملتقى يجعل فرصة النجاح أكثر رجحاناً.

ويلبر روس شخصٌ ناجح مهنياً، فقد تمكن من تحقيق ثروة من إعادة هيكلة الشركات في مهنته كمصرفي استثماري، وليس من الشك أن السيد روس من المؤمنين بالرؤية، فقد تحدث عنها بإيجابية وحماس في أكثر من مناسبة، بما في ذلك ملتقى التنفيذيين السعوديين الأمريكيين، الذي عقد في الرياض العام الماضي، لكنه هذا العام وضع النقاط على الحروف، ليس لنا، ولكن لمجتمع التجارة والاستثمار في الولايات المتحدة، حيث بين في كلمته: ”أن الشراكة مع السعودية ليست أمراً طارئاً، فقد وقفنا مع المملكة منذ العام 1938، حينما بدأوا بتطوير مواردهم من الهيدروكربون. والآن، وبعد انقضاء ثمانين عاماً نحن نقف معهم وهم على مشارف تحول اجتماعي - اقتصادي. هذا التحرك، اعتقد، قد يكون أكثر عمقاً وأبعد أثراً لمجمل المشهد الجيوسياسي من النفط. السعوديون يسعون لاستخدام ثروتهم النفطية كرافعة، وفي نفس الوقت التوسع في التكرير والبتروكيماويات. وإن نجحوا، فسيجنون قيمةً أعلى من سلسلة التزويد بأن يبيعوا ليس فقط اللقيم ولكن المنتجات ذات القيمة الأعلى“.

ونبه روس الحضور، وهو فَطين، إلى أن السعودية لم تمس ثروتها من الموارد المعدنية، والتي تقدر بنحو 1,3 ترليون دولار، والتي تشمل اليورانيوم والذهب والنحاس.

وأوضح الوزير روس أن ما يشجعه أكثر من الخطط الكبيرة هو نظامٌ تفصيلي للمؤشرات لقياس الإنجاز، عندما قال: ”ذلك المستوى من الدقة الذي يسعون من خلاله إدارة التحول الهائل في وطنهم.“

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى