آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

المعلمون ما بين مقصلة الإجحاف وإنهاك الأداء الوظيفي

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - القطيف

لم تمض أيام على حملة «وفه التبجيلا» المبادرة التي أطلقتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة التعليم بالمملكة احتفاء بتميز المعلمين والمعلمات في المجالات كافة، حتى ألحقها وزير التعليم أحمد العيسى بتصريحه الذي انطلق كشرارة أشعلت تويتر تحت وسم #المعلمون_لايستحقون_الاجازة ليختمها بتصريح استنكاري تداولته وسائل الإعلام «هناك قرارات تعليمية عادية تحظى بتفاعل كبير وصدى إعلامي قوي».

وذكر وزير التعليم في تصريحه الأخير أن التعاطي الإعلامي والمجتمعي لبعض قراراته تخالف ما كان يتوقعه، مبينا أن بعض القرارات التي يرى أنها مهمة، ويتوقع أن تنال أصداء إعلامية قوية، لا تحظى بتفاعل، في حين أن قرارات أخرى يراها عادية، تحظى بتفاعل كبير وصدى إعلامي قوي.

في الوقت نفسه وصف منتقدون أن التصريحات ماهي إلا مزامنة تغطي قضية انتشار مرض الجرب في كل من مدارس مكة المكرمة والمدينة المنورة.

لم تنته الموجة التي ابتدأت منذ سنوات تنتقد مهنة المعلم ويحسد امتيازاتها كل موظف حكومي، فما أن يتم التصريح عن قرار رسمي حتى تكالبت على المعلم ردات فعل المجتمع بين معارض ومدافع، عبر وضعه عرضة لتداول النكت والمقارنات.

ونشر الباحث ومستشار التنمية البشرية محمد الخالدي بحسب دراسة نفسية أجراها قسم علم النفس في إحدى جامعات السعودية السنوات الماضية على ما يفوق 300 من مختلف المجالات المهنية، خلصت إلى أن أكثر موظفو الدولة عرضة للإنهاك النفسي هم موظفو التمريض والتعليم عن غيرهم.

يتكبد المعلم تدريس ما نصابه أكثر أو أقل من 25 حصة اسبوعياً بخمس حصص يومياً يعتمد نصابه بحسب عدد الطلاب في المدرسة، ويتراوح الطلاب ما بين 20 إلى 50 طالب في الفصل الواحد إلى ما يفوق 90 طالب للصف الواحد يطالب فيها جانبي التعليم والتربية، تتراوح الحصة الواحدة بين ساعة إلى 45 دقيقة، في ساعات عمل تبدأ السادسة والنصف حتى الساعة الثانية إلا ربع وتضاف لها حصة النشاط المفروضة في النظام الجديد.

وتذكر معصومة أحمد - معلمة - أن جهد المعلم لا يقتصر على تقديم الدروس للطلاب بل هنالك أيضاً خطة تشغيلية يؤديها نخبة من المعلمات المتميزات تقدمها للطالبات والمعلمات وعلى أساسها يتم تقييم المدرسة في جانب المخرجات وتحقيق الأهداف، علاوة على أن المعلمة المتميزة لا بد أن تكون عضوة في أعضاء الجودة وتقدم فيه حصيلة أعمالها وجهودها التعليمية.

وتضيف أن هنالك مهام يؤديها المعلم تدعم أداءه الوظيفي وهي الإرشاد التعليمي، والأمن والسلامة، والمناوبات المسؤولة عن تنظيم دخول وخروج الطلاب.

ويكلف المعلم باستيراتيجيات يومية في التعليم التعاوني، وهي أنشطة جماعية يتطلبها شرح الدرس ويتم تقييم المعلم عبرها، حيث تفرض عليه مواكبة التقنية الجديدة للتعليم الالكتروني وآخر أساليب العرض والتقديم، حيث تختار إدارة التوجيه والتدريب نخبة المعلمين من أجل تلقي الدورات التدريبية لا يلزم بها الجميع.

إلى جانب تقييم النمو المهني، إذ يمتحن المعلم في مادته وتخصصه لتقييم تمكنه من التعليم وتقديم المنهج التعليمي، وبحسب أداءه الوظيفي يكون راتبه.

وبوضع المعلم المقصر تحت المجهر، فالمعلمات لا تشبه المعلمون في الانضباط، حيث أن المعلمون لأنهم يقودون السيارة خلافاً عن المرأة المعلمة في السعودية، فتغلب عليهم ظاهرة تأدية الحصص المناطة بهم والخروج قبل موعد انتهاء ساعات العمل والعودة وقت الخروج من أجل التوقيع.

عطلة المعلمين 67 يوماً، وبحسب نظام الخدمة المدنية «تعتبر العطلة الصيفية للعاملين في التدريس والمشرفين بمثابة الإجازةالعادية على أن لا يقل مايتمتع به منها عن 36 يوم» كحد أدنى وللحد الأعلى «يتمتع المدرسون والمشرفون بكامل العطلة الصيفية وتعتبر لهم بمثابة الإجازة العادية لأن طبيعة أعمالهم لا تتطلب وجودهم أثناء العطلة».

واستنكر الإعلامي محمد الدويش عبر صفحته في تويتر وسم عدم استحقاق المعلمين للإجازة لافتاً أن العطلة الصيفية إجازة للعاملين في حقل التدريس والمشرفين بنص المادة الثالثة من لائحة الإجازات وماورد في محضر تحديدالمقصود بالعاملين في حقل التدريس: «يتمتع المدرسون والمشرفون بكامل العطلة الصيفية لأن عملهم لايتطلب وجودهم أثناءها».

وعقب محمد آل عائذ أن قصور الاستفادة من المعلم خلال العطلة الصيفية سواء في الدورات التدريبية أو التأهيلية لا يمنحه حق الحصول على إجازة غير مستحقه مشيراً إلى ما نص عليه نظام الاجازات بالدولة.

وأضاف لتعقيبه أن المعلم في السعودية نتاجه ضعيف ومخرجه سيء بعيداً عن التعميم، داعياً إلى استبدال إجازة طويلة براتب لا يستحقه بأن يحصل على دورات تدريبية وتأهيلية في مجاله حتى لا يعيد تكرار نفسه طوال 30 - 40 عام خدمة.

ويتعرض المعلم للانتقاد بحدة لاعتماده ضمن إجازات التعليم العام في حالات الطوارئ الطقسية وإجازة الربيع في منتصف الفصل الدراسي الملغاة مؤخراً والمقتصرة على التعليم العام والعالي، علاوة أنها لا تتطلب تواجدهم لتغيب الطلاب فيها.

وعن جهد المعلم خارج ساعات العمل ذكر عبدالوهاب الرحيمي أن ساعات عمل المعلم أكثر من ساعات عمل جميع موظفي الدولة مبيناً أن البعض يعتقد أن المعلم فقط يعمل وقت الدوام إلا أنه يرجع البيت ويأخذ معه عمله ما بين تحضير وإعداد اختبارات وطباعتها وتصحيح ورصد الدرجات.

ولفت إلى أن المعلم هو الموظف الوحيد من موظفي الدولة الذي يدفع من جيبه لعمله أقلام لوحة التعليم وأدوات الدعم وخلافه.