آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 12:58 م

رئيس «فلك القطيف»: مراكز الأبحاث العلمية في الوطن تخلق بيئة لنشأة جيل واثق

جهات الإخبارية ​مريم آل عبدالعال - تصوير: أحمد الصرنوخ - القطيف

استعرض الدكتور أنور آل محمد آفاق البحث العلمي في جمعية الفلك بالقطيف عبر محاضرة هدفت لنشر الوعي الفلكي وأهميته في رفد العمق الاستيراتيجي للوطن ودعم ثقة الجيل الجديد بنفسه.

وأكد إمكانيات الإضافة على الأبحاث العلمية ما إن يتوفر بالدرجة الأولى المهتم، داعياً المهتمين الجادين الانضمام إلى اللجان العلمية المتاحة في الوطن، مشيراً إلى أن الجمعية تعتبر مظلة تواصل ومساعدة في وسائل البحث والرصد من خلالها والمهتمين خارج الوطن وداخله وإتاحة نشرها.

وبين أن البحث العلمي يعتبر أحد المصادر التي يعتمد عليها الباحثون وطلبة العلم، ورافد أساسي وضروري لاستمرار تطور المعرف الإنسانية، موضحاً أنها مهمة في دعم ضعف أحد الجوانب العلمية القادمة أو الآنية.

داعم للروافد الاستيراتيجية في الوطن

وتطرق آل محمد وهو دكتور الفيزياء الكونية ورئيس اللجان العلمية في «الجمعية» أن هناك دائماً عمق استيراتيجي في جميع الروافد في الدولة سواء الجانب الأمني أو الغذائي وكذلك العلمي وهو الذي تعتمد عليه، ومن ضمنه الأبحاث الفلكية.

وأكد أن التنمية والتغيير والحركة الصناعية بدون مراكز أبحاث تضعف عند حدوث أي خلل، وتصبح دافعاً للتواصل الخارجي من أجل الحلول، في المقابل إن توافر المراكز البحثية يشكل عمق استيراتيجي.

خلق بيئة علمية لنشأة الجيل الجديد

وأضاف أنها باعث أساسي لدراسة العلوم، موضحاً وقعها على نشأة الجيل الجديد وهو عارف بالحركة البحثية والإنتاج العلمي في المراكز المحلية التي تساهم فيها المنطقة إذ سيولد لديه قدر من القناعة والثقة بالنفس حول إمكانياته الإضافة والبحث والدخول في هذا المجال والتأثير فيه.

لخلق بيئة علمية لابد من النظر للعلوم من جميع جوانبها، وأن تكون متكاملة لا بالتركيز على جانب علمي دون الآخر.

وانتقد ضعف المقياس العلمي لدى طلاب المدارس وهو يلاحظ في الورش التي تقيمها جمعية الفلك بالقطيف للمدارس في إجاباتهم العشوائية على التساؤلات التي تطرح فيها، موضحاً ان الطالب لا يعرف التمييز ما إن كانت إجابته صائبة علمياً معبراً عن أسفه في استمرارها حتى الكبر، وتدبو مؤشراتها في جوانب كثيرة.

تفنيد الظواهر المشككة بالمرصود والمثبت

ومثل بظاهرة انتشرت مؤخرا حول الالتباس في كروية الأرض، على الرغم من أن المعرفة بكرويتها مرصود ومثبتة منذ 20 ألف عام في بداية التاريخ العلمي المسجل.

واستنكر انجراف بعض طلبة العلم والجامعيين وراء هذه الموجة وهو مؤشر على وجود ضعف في التمييز العلمي وتقديره، وأن التشكيك في الجوانب العلمية المرصودة والمثبته هو مؤشر على غياب القدرة على معرفة الشيء الصحيح وانحراف البوصلة مما جعلها محل الالتباس وذلك غير صحيح.

وأرجع علاج مؤشرات ضعف المقياس العلمي عبر التفكير النقدي البسيط وهو الطريق الأسلم والأقصر للوصول للحقيقة والمعرفة ودراسة العلوم.

ولفت إلى أن العلوم الفلكية المعقدة لابد عند دراستها البدء بالجانب البسيط، وأن فائدة الأبحاث العلمية ترتبط بالبداية البسيطة والحقيقية الجادة لاكتساب العلوم إلى جانب أهميتها للشعوب وكونها أمر أساسي وليس تكميلي.

دعوات مدعومة من قبل الجمعية

وشدد على أن الأبحاث العلمية الفلكية هي مجال للإضافة والتحقيق، وقد تحتاج إلى اكتساب مهارات معينة عبر دراستها، ولا تحتاج إلى رصد وتواجد في مكان معين، وما وفرته الثورة العلمية من مصادر سهل تفحص المراجع.

وتضم جمعية الفلك بالقطيف لجان علمية متخصصة بعدة أقسام فلكية لدعم الباحثين، كما توفر وسائل التواصل والمتابعة داخل وخارج الوطن تسهل العملية البحثية، ووسائل البحث والرصد.

وأردف أن «الجمعية» تسعى مؤخراً على تحليل وتحقيق مخطوطتين أحدها «شرح تشريح الأفلاك والتعليق عليها تعود لعام 310 هـ » للشيخ البهائي وهي بصدد اقتناءها من أجل إجراء بحث علمي عليها، ويعتبر كتابه من أمهات الكتب الفلكية، وتعود المخطوط الأخرى للشيخ خواجة نصير الدين الطوسي حول الفجر الكاذب.

كما أشار إلى إمكانية استغلال التقنية المعلوماتية المتاحة عبر البرامج الفلكية والرياضية وهي لا تنحصر على كون الباحث متخصص في مجال الفيزياء والفلك، لافتاً إلى إمكانية تصوير الأفلام الوثائقية وترجمة الأفلام العلمية وتحريرها وجميعها تشكل إضافة علمية.