آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 5:35 م

ساعة النشاط.. هل تستمر؟

عبدالله الحجي *

إعلان سعادة وزير التعليم عن أسماء العشرة الفائزين بجائزة التميز في ساعة النشاط غير الصفي لهذا العام على مستوى المملكة استوقفني لأعيد شريط الذكريات عند الإعلان عنها في بداية العام ومطالبة المدارس بتطبيقها، وما أثاره ذلك من موجة مواجهة سلبية ورفض عنيف لهذه الساعة من قبل المدارس وأولياء الأمور.

لقد التقيت بمعلمين وأولياء أمور كثر والأغلبية العظمى كانت نظرتهم جدا سلبية عند الحديث عن ساعة النشاط ولكني كنت أستمع إليهم وفي النهاية أقول لهم ولكن لابد وأن يكون لهذه الساعة من ايجابيات تعود بالنفع على أبنائنا إذا ماتم استثمارها جيدا.

فيبدأ المعلم بتعداد سلبياتها وأنها زيادة عبء على المعلم بدون مقابل وبدون تخفيض لعدد الحصص وأنه لايوجد آلية واضحة لتطبيقها وتأخير في الخروج. ومن جانب ولي الأمر يعصتر قلبه على ابنه أو ابنته بسبب التأخير في الخروج وحاجتهم إلى الوقت للراحة والمذاكرة ومما يزيد الطين بلة انتشار بعض المقاطع التي كانت تعكس صورة سلبية لهذه الساعة أما بالنوم داخل الفصل أو اللعب والتفحيط بسيارات الألعاب في ساحة المدرسة!

مع بداية الدراسة قمنا مع اللجنة الأهلية بزيارة ثانوية عمير بن وهب بالأحساء للتهنئة بالعام الجديد وجلسنا مع قائدها الأستاذ خالد الحجي لمناقشة بعض الأمور ومن ضمنها ساعة النشاط بسبب البلبلة التي أثارتها. وفي الختام استدعى رائد النشاط الأستاذ سمير العبودي وأخذنا في جولة لبعض الأنشطة والتي كان منها دعوة أحد المصورين المحترفين لتدريب الطلاب على التصوير الاحترافي وقد لمسنا التفاعل الكبير معه من قبل الأبناء والرغبة في التعلم. لقد نالت الفكرة استحساننا وأكّدَت أنه بالفعل يمكن استغلال هذه الساعة بشكل جيد والاستثمار في تنمية وتطوير مهارات وهوايات وقدرات أبنائنا في عدة مجالات بدلا من المواجهة العنيفة وردة الفعل العكسية. وذلك ماحدث بالفعل من قبل هذه المدرسة من خلال التواصل المستمر والتوثيق للعديد من الأنشطة مما جعل المدرسة تصل إلى ماوصلت إليه من فوز الأستاذ عبدالمنعم العبدالله بالمركز الثاني على مستوى المملكة بجائزة التميز في ساعة النشاط غير الصفي لهذا العام، وفوزه أيضا مع الأستاذ سمير العبودي في جائزة الشيخ عبدالوهاب الموسى للتميز التعليمي لهذا العام وغيره من الجوائز وذلك بدعم وتشجيع قائد المدرسة. وشكرنا وتقديرنا لجميع المدارس التي قدمت أنشطة وفعاليات متميزة متمنين لها الفوز والنجاح في السنوات القادمة.

مقاومة ورفض التغيير أمر طبيعي من قبل البعض خصوصا إن لم يدركوا فوائد ومصالح شخصية لحظية أو مستقبلية وهذا ماحدث مع ساعة النشاط إلا من قبل البعض وعلى رأسهم العشرة الفائزين الذين يستحقون كل الشكر والتقدير ونتشرف بتقديم تهنئة لكل منهم لإخلاصهم وتفانيهم ووجود المحفز الذاتي لخدمة أبنائهم والمجتمع وعدم النظر للمقابل المادي والمحفز الخارجي.

ولضمان استمرار ساعة النشاط واستغلالها الاستغلال الأمثل وتحقيق الأهداف المرجوة منها فلا مانع من تشكيل فريق لتقييم البرنامج خلال الفترة السابقة والنظر في السلبيات المذكورة، وإصدار توصيات للتطوير والترغيب والتحفيز في بيئة تعليمية جاذبة، بخلق جو من الشغف بين المعلم ومهنته بعيدا عن التنفير ليبدع ويتميز ويكون بمثابة الأب لأبنائه وتكون المعلمة بمثابة الأم لبناتها ويقدمون أفضل مالديهم للرقي بأبنائهم لأعلى المراتب والمستويات. يقول ستيف جوبز الرئيس السابق لآبل: «الطريقة الوحيدة لتكون راضياً بحق هي أن تعمل ما تعتقد بأنه عمل عظيم، والطريقة الوحيدة لإنجاز عمل عظيم هي أن تحب ماتعمل».