آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

منظومة النقل.. واستنساخ تجربة الجبيل

سلمان بن محمد الجشي * صحيفة الاقتصادية

ضمن خطة تنفيذ برنامج التخصيص الذي أعلن عنه أخيرا تم تبني مبادرة تهدف إلى تحسين منظومة النقل في المملكة، وسيتم العمل على إعداد دراسة تفصيلية لوضع ملامح دقيقة لهذه المبادرة بما يساعد على تحسين منظومة النقل بشكل عام، وصولا لتحقيق وفورات حكومية في النفقات الرأسمالية والتشغيلية. منظومة النقل كبيرة الحجم وتشمل قطاعات مختلفة. وسأركز مقالي على الطرق والنقل في المنطقة الشرقية، ربما لقربي منها ومعايشتي اليومية لها منذ الطفولة، وقبلها سأشارككم ما رأيته من تطور لمنظومة النقل في تايلاند التي زرتها عديدا من المرات أيام الشباب ولاحقا برفقة العائلة لسنوات طويلة، بداية من الطرق الضيقة التي تستغرق ساعتين من المطار إلى العاصمة، ومن العاصمة إلى مدينة البتايا كمثال، واستغراقها أربع ساعات، وصولا إلى نصف ساعة من طريق المطار إلى العاصمة، وساعة من العاصمة إلى البتايا، بالجسور الطائرة، كما يطلقون عليها، وشبكات المترو والقطارات عبر استثمارات كبيرة مولت بطرق مختلفة تشمل الشراكة مع القطاع الخاص، ومن خلال الشراكة مع الشركات العالمية.

وحصيلة ذلك نمو اقتصادي كبير من خلال تسهيل عملية النقل. وأما منطقتنا الشرقية، فللأسف من الثمانينيات الميلادية لم نر دورا ملموسا لوزارة النقل في تطويرها. الشارع الرئيس الرابط بين الدمام والجبيل، والآخر الرابط بين الدمام وأبو حدرية، هو الآخر كما هو، ومع الصيانة المتردية أصبح خطره كبيرا. المفترض والمخطط، ربط الجبيل والدمام بسكة حديد للأسف لم تر النور. الحمد لله أن أصبحت عندنا رؤية تتحدث عن نمو اقتصادي وآليات قياس لتحققها، وأخيرا ومن خلال برنامج التخصيص تم تبني عمل دراسة تفصيلية، وذلك جهد نتمنى أن نرى فوائده. وأود أن أطرح تساؤلا، معظمنا يعلمه أو سمع عنه، عن سر نجاح منظومة النقل في منطقة الهيئة الملكية للجبيل. والإجابة هي، الخطة الاستراتيجية التي وضعت وتحدث كل خمس سنوات ولا ترتبط بأشخاص، كما شرح لنا أحد شباب العلاقات العامة في الهيئة، وأنا برفقة ضيوف أمريكان وكنديين الأسبوع الماضي. 

وكل ما أتمناه من مسؤولي النقل، بدلا من صرف الملايين على الدراسات، استنساخ تجربة الهيئة الملكية في الجبيل، من حيث التخطيط والتنفيذ والصيانة، ولاحقا التحديث لمنظومة النقل، وسنكون بخير وننافس أفضل الدول، ولتكن خريطة طريق تنتقل من المنطقة الشرقية إلى جميع مناطق المملكة. وطننا بخير ويمتلك كثيرا من الخبرات، لنستغلها، لنتطور وننافس.