آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

شخصيات اجتماعية: نرفض الاستهزاء بالمتعبدين واستنقاصهم في شهر رمضان

جهات الإخبارية إيمان الفردان - القطيف

مع قدوم شهر رمضان يلاحظ بروز ظاهرة الاستهزاء بالمتعبدين والتفوه بعبارات مؤذية محبطة كقول: «صرت مطوع نسيت نفسك نسيت كذا وكذا..» أو «شوف فلان شايف نفسه مطوع.. فلان يقرأ القرآن رياء.. فلان مسوي نفسه خاشع».

وعادة ما نجد الكثير يوجه قلبه للدعاء والصلوات ولختم القرآن لأكثر من مرة في شهر رمضان بشكل خاص رغم بعده عن ربه في الأشهر الماضية.

وتكمن المشكلة بحسب أفراد عانوا من هذه السلوكيات في أن تأثير التحبيط من إقبال الناس على العبادة ليس فقط على النفس وإنما يمتد على المحيطين أيضا وخاصة الأشخاص الساعين إلى التوبة والرجوع إلى الله.

ودعا عبدالهادي علي لعدم التقليل من شأن ما يقوم به الآخرين من أعمال عبادية بإرسال إشارات معنوية تحبطهم بروح النقد الهدامة.

وأشار إلى أن هؤلاء الذين يتولون تحبيط الناس قادرون على تدمير الآخرين بالكامل لذلك ينبغي الابتعاد قدر الإمكان عنهم لتحقيق النجاح والتوفيق بدون معوقات.

وقال أن التخلص من الأشخاص السلبيين والمحبطين يكون بمستوى العلاقة فالأقارب من الصعب مقاطعتهم وإنما ينبغي تجاهلهم أما الأصدقاء والزملاء فمن الممكن توجيه الكلام لهم مباشرة على سبيل العتب لتجنب سلبيتهم.

ومن جانبها، عدت فاطمة آل حمود ظهور مثل هذه الشخصيات التي وصفتها بالمتعالية على الغير بالكلام أوالاستهزاء بالظاهرة السلبية.

واعتبرت قيامهم بهذه التصرفات يعكس نفسياتهم وأن كل هدفهم هو إلحاق الضرر النفسي لمن حولهم بخلق أجواء من السلبية الممقوتة ناهيك عن جلبها العداوة بين الناس بسبب الاستهتار بمشاعرهم والتدخل في شؤونهم.

وقالت «إن أسلوب هذه الشخصيات لا يتلاءم مع الأجواء الإيمانية للشهر الفضيل فمن يرغب بفعل الخير فلنفسه»، مشيرة إلى أن هذه الأفعال قد تكون من باب الغيرة من إقبال غيرهم على الله.

وبدورها، حذرت الكاتبة شمسة الصفواني من الاستهزاء والطعن في عبادة المتعبدين والدخول في ضمائرهم، مبينة بأن ذلك يعد من مداخل الشيطان على الانسان ودعت لأن يترك الخلق لباريهم ونياتهم.

ولفتت إلى أنها لاترى شيوعا لهذه الظاهرة وأن ما يتعرض له من يبتلى بالتحبيط والاستهزاء مؤلم أحيانا خاصة إذا صدر من الأقربين إلا أن ذلك يعد ثمنًا زهيدًا لما يتلقاه قلبه من الرحمات وقد يكون اختبار استحقاق لهذه الفيوض.

وأضافت القول أنه سيأتيه وقت لا يؤثر فيه مدح المادحين ولا تثبيط السلبيين ويصبح له دفع ذاتي لا يتأثر بالمحيط.

واستدركت مؤكدة بقولها «إن مصداقية العمل هي المقياس للاستمرار والدافعية الحقيقة وهذا لا يتأتى إلا بطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى».

ووجهت الصفواني لمنتقدي ومحبطي المتعبدين بمضمون الآية الكريمة «أأنتم تقسمون رحمة ربكم» مؤكدة على أن تلك الفيوض الرحمانية لمن أراد الله له خيراً وأن عجزهم عن فهمها يأتي لأنهم لم يفتحوا أبواب قلوبهم لتلقيها بعد.

ومن جهتها، أكدت الأخصائية النفسية صفاء الحواج في حديثها مع «جهينة الأخبارية» إلى أن وجود الشخصيات المحبطة في حياتنا يعد ظاهرة اجتماعية خصوصا فيما يتعلق بالتوجه لله في شهر رمضان فهم شخصيات تشغل نفسها دائما بالآخرين وأن الأولى لهم الانشغال بأنفسهم.

وعزت قيام المحبطين بالاستنقاص والاستهزاء بغيرهم إما لأنهم من المتدينين سطحيا فيأخذهم التعالي على الأوابين أو من الذين لا يستطيعون عمل ذلك فيحبطون الآخرين ويحاولون تسفيه عملهم أو لأنهم بعيدون تماما عن الله ويرون ذلك مما لا ضرورة له.

وقرنت وجود وانتشار هذه الظاهرة بشكل أوسع بظهور مواقع التواصل الاجتماعي فقبلها لم يكن يهتم الناس بهذه الأمور إلا بشكل محدود وقليل فوجودها ساهم في تداول بعض النصوص المليئة بالاستهزاءوالتحبيط.

ولفتت الحواج إلى أن الناس عادة ما تتبع العقل الجمعي فبمجرد أن يقول أحدهم شيئا فإنه ينتشر ويعمم.

وقالت «إن الكلمة الجارحة المبطنة ترسل إشارات سلبية يستقبلها المخ فتحبط الروح المعنوية وتؤثر على الجسد فتسبب تغيرات فسيولوجية تحطم طاقة الانسان فتبدأ أجهزة الجسم في التباطؤ والخذلان والتوقف عن عمل مهم ينوي القيام به».

ونوهت إلى أن التوجه للعبادة بشكل خاص في شهر رمضان يعتبر حرية شخصية حتى إن كان الانسان مذنبا أو مقصرا طول العام إلا أن من حقه العبادة في شهر رمضان الذي جعله الله فرصة ذهبية، مضيفة القول «فالجميع في ضيافة الله وهل يعقل أن يترك الانسان ضيافة رب العالمين».

وبينت بأن هذه الظاهرة ليست الوحيدة لتدخل هذه الشخصيات في شؤون الآخرين وإنما هي ملفتة مع دخول الشهر الفضيل كل عام ومثلها أيضا ظاهرة الالتزام في شهر محرم في الاستماع للمجالس وكذلك السخرية بالمعلمين في الاجازات.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 20 / 5 / 2018م - 6:42 م
الحين الواحد سهل يتابع أحوال الناس والفنانين بالوسائل المتاحة

ومع كمية الأخطاء الا نشوفها من البعض طول السنة إلا ان في شهر رمضان لما تشوفهم ملتزمين بالعبادات هذا يدخل بقلبك الفرح وتتمنى لهم الهداية والخير بدل التدمير وتطفيشهم من دينهم

إذا كان هذا الشهر بيجمعنا فعلاً تحت مظلة التعبد والتقرب لله فنستغله بالدعوة الحسنة

والله يهدينا وياكم ويرحمنا ويغفر لنا
2
أبو أحمد
[ سنابس ]: 21 / 5 / 2018م - 4:54 ص
ناس ما ترحم ولا تخلي رحمة الله تنزل
حتى في علاقة العبد وربه يرزوا وجوههم
بالنص ويتدخلوا في نوايا الناس
الله يجيرنا من هالعينات .