آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

انطلاق البرنامج الرمضاني ”بينات من الهدي“ بجزيرة تاروت

جهات الإخبارية

انطلقت مساء الأحد النسخة الثالثة من البرنامج الرمضاني ”بينات من الهدي“، والذي ينظمه النشاط الثقافي ببلدة الربيعة بجزيرة تاروت، وذلك بحوارية تحت عنوان ”الاطمئنان والقلق لدي الإنسان في القرآن الكريم“ قدمها الشيخ محمد آل عمير.

وتطرق الشيخ آل عمير خلالها لمفهوم الصحة النفسية والمشاكل النفسية، ودور القرءان الكريم في الصحة النفسية، ثم اختتم اللقاء بالإجابة علي تساؤلات الحضور.

وذكر ان الاطمئنان والقلق هما رمزا الحالة الداخلية للإنسان ومحتواها الروحي علي مستوي الفكر والمشاعر.

وأضاف أن الصحة النفسية هي ”التوازن الداخلي“ الذي يقصد منه تلك القدرة المختزلة داخل الإنسان، والتي تمكنه من التحكم بمشاعره وأفكاره وأهدافه.

الشيخ محمد آل عمير - بينات من الهديولفت الى إن الصحة النفسية هي عبارة عن القدرة على إدارة الذات حين الإصابة بمشكلة، مشيرا الى ان الجميع معرض لحدوث مشكلة ما في حياته.

وبين أن المشاكل النفسية قد يكون منشأها الأسرة أو التربية أو المدرسة أو فقدان الطموح أو تهديد الأمن الشخصي أو الجماعي أو ما شابه ذلك، مما يفتك باستقرار النفس ويجعل الإنسان حبيسًا لتلك الحالة كئيبًا قلقًا مضطربًا.

وأوضح أن دور القرآن الكريم في الصحة النفسية يكمن في معالجة المحتوى الداخلي للإنسان، وذلك عن طريق تحفيز النفس والمشاعر والقلب، لتكون على استعداد للتطور والاستجابة للمشكلات، وليس بشكل أكاديمي أو بالطريقة التخصصية في الصحة النفسية.

وأشار الى ان الهداية الربانية التي يحملها القرآن تعمل على النفس البشرية في القلب والعقل والسلوك، وهو ما يُعرف بالشفاء القرآني، وهو قدرته على تحويل القلق إلى اطمئنان.

وبيّن أن عالم القيم في القرآن يؤثر في القيمة الإيجابية التي هي أحد أركان الصحة النفسية.

وأستعرض عناصر دورة الحياة النفسية التي تبدأ بالقدرة على التكيف، والإنتاج بكفاءة، وتوزان القدرة مع الطموح، وتجاوز الذات، والحياة المتوازنة، والصحة البدنية، والصحة الروحية.

وذكر أن علماء الصحة النفسية يرون أن الكيان الداخلي للإنسان مرتبط بجسده أولًا، وبعقله ثانيًا، ثم بالظروف الخارجية ثالثًا، فالأهداف والطريق الذي يمشي عليه هي العناصر التي تؤثر على الصحة النفسية.

وقال: ”القرآن الكريم ليس عيادة نفسية، لذلك لا نحتاج أن نفترض أن القرآن الكريم لديه منهج مختلف عن مناهج الصحة النفسية الخارجية، لكن القرآن عيادة نفسية بمعنى آخر، لأنه صاحب محفزات ومنبهات للإدراكات الغامضة لدى الإنسان، وهو يأخذه بناحية الاستقرار والهدوء“.

وأضاف: ”إن أكثر المعالجين النفسيين يعتمدون على قابلية المريض للعلاج“.

وذكر أن الوصول إلى حالة التوازن، يحتاج إقناع الذات بأن منشأ الخوف غير موجود، وإن كان حقيقيًّا، وأن قدرة غيبية يمكنها أن تجعلنا في منأى من ذلك.

وأوضح الشيخ العمير أن الخائف المضطر الذي يقرأ الآية ”حسبنا الله ونعم الوكيل“ من عميق وجدانه سوف يتأثر، فالمطلوب في المعادلات القرآنية أن يقرأ الإنسان الذكر بوصفه إنسانًا يعيش هذه الحالة.

وقال: ”نسبة رفع الخوف والخروج من فخ الخوف بنسبة حضور الله في القلب أثناء إلقاء النص، لذلك يوصي العلماء بتكرار الآية وهذا سر من أسرار الذكر“.

وأشار إلى أن الإمام الصادق أشار إلى أربع مناطق يمر بها الإنسان عند حدوث مشكلة، وهي الخوف والغم والمكر والحصول على الثواب، وهي التي يلجأ فيها الإنسان إلى ذكر الله وإلى النص القرآني.

وتابع ان ”القرآن يعطي الجميع؛ لأنه يخاطب الذات البشرية باعتبارها مشاعر مثل ما ذكرنا في المناطق الأربع سالفة الذكر، وتارة يخاطبها باعتبارها فكر، مثل نموذج وصايا لقمان لابنه بما يولد أفكارًا إيجابية، وربما يعيش القرآن مع الإنسان في عملية تحفيز لكي يطابق سلوكه عمله“.

وقال أن القرآن نور وشفاء في الإطار العام، نظراً لأن حقائقه شفاء يجعل النفس تستقر طيلة تلاوته، والارتباط الغيبي شرط أساسي في حل المشاكل الجسدية التي ليس لها حل.

واضاف ”تلاوة القرآن وحفظه والنظر إليه مفيدة من أكثر من جهة، والأهم من ذلك أنه يمثل مادة للاتصال بالله عز وجل“.