آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

هامة شامِخة العطاء في خِدمة المِنبَر الحُسَينيْ

جمال حسن المطوع

لِنَنطَلق بِسم الله ونغوص مُبحِرين في كينونة أحد الهامات من الرجال…. الرجال الذين سطروا بِأحرف من نور مشاعلٍ وضاءة وأعلامُ خفاقة تُرفرِف بِظِلها وتجود بعطائها لتزرع بذور العلم والمعرفة والأخلاق الفاضلة لِكُل من قصدها وأستنار بعلمها وأتبع نهجها على كل الصُعد، دينية كانت أم أجتماعية أم ثقافية، لتَضرب بأطنابها وتؤثر بخُطَبِها في عقول مُتابعيها وقلوب قاصديها، وعياً وإرشاداً وتربيةً وتوجيهاً، محاولة خلق مجتمعات فاضلة يسودها الوئام ويعمها الحُب والإحترام….. مُرتكزاً على دعائم الدين القويم وسنة الرسول الكريم وآله الميامين صلوات الله عليهم اجمعين.

هو من فِئة أؤلئك الرجال النوادِر والدُعاة النيرين، الذين هم من معدنٍ نفيس لا يبلى ولا يصدأ ولا يكل، وقد ملئ حماسةً ونشاطاً، لأنه كان ومازال يخلق اللبنات القوية والدعائم الأساسية في خدمة المِنبر الحُسيني الذي كان ومازال مُنطلقاً لِنشر مآثر وخصائص وفضائل أهل البيت النبوي الكريم. وايضاح ما تعرض له اهل بيت النبوة على يد أعدائهم من حرب وتنكيل وتعذيب بشكل تراجيدي ومأسأوي في قالب تتفطر منه القلوب وتدمع فيه العيون…. هذا من جانب، ومن جانبٍ أخر تركيز هذا الخطيب البارع على بث روح النهضة والشهادة في النفوس الحُرة والآبية التي ترفض الظلم وتنبذ التطرف وتحارب الطُغاة والبُغاة وتنشد العدالة الإنسانية التي هي أسمى غاية البشرية على مدى العصور والدهور، لأنها نزعةُ وصفة متجذرة في كل شعوب الأرض من أقصاها إلى أقصاها، وهو شِعارُ أصيلُ رفيع ومتأصل في النفوس منذ الخليقة.

هو مِن القامات التي قادة هذه المسيرة بروح الإيمان والمثابرة وصِدق النية ووضوح الهدف في تثبيت وترسيخ المُعقتد الرباني القائم على الحقائق العلمية والفلسفية. ولقد متعنا ببحوثه القيمة التي ترسخ بِمعنى الكلمة الدور الإعلامي والريادي والتوجيهي والتوعوي للحركة الحُسينية المُباركة وأهدافها السَامية والجَليلة في توعية المجتمع الشيعي المُعاصر، وقد وفق في ايجاد الرابط بين تجليات المذهب وتطلعاته على كل المستويات، وفي التقارب مع المذاهب الإسلامية الاخرى بِروح المحبة والتسامح وتضييق الهوة فيما بينها، وهو أسلوب فني راق ابدع فيه أستاذنا بنية صادقة تجسد روح التكاتُف والتقارُب بين أبناء المذاهب، كأقرانه الأخرين الذين ساروا على نفس المِنوال والهدف من دحض الشبهات وتفنيد الاراء المضادة وعزلها في مكان ضيق ومواجهة الحجة بالحجة المضادة القائمة على الادلة العقلية والنقلية. ذلك هو الخطيب الفذ والأستاذ الفاضل سماحة الشيخ عبدالحميد المرهون.

وليس بغريب فسماحة الشيخ عبدالحميد حفظه الله وأبقاه هو أحذ خُطباء منطقتِنا الأفاضل الذين كان لهم الأثر الواضح، والذين أثروا المنبر الحُسيني كما وكيفاً، وكانوا علامة واضحة في الدفاع المستميت لديمومة عطاء المِنبر الحُسيني وصيرورته في قوالب مختلفة ومتعددة المشارب والمناهج على إمتداد منطقتِنا الجُغرافية الممتدة من القطيف شرقا وحتى الأحساء غربا التي تزخر وتعج بالكثير من الخُطباء الفضلاء وعُلماء الدين الأجلاء الذين أسهموا مُساهمة فعالة في حِماية المذهب من المتربصين والمتصيدين، وكانوا حُصناً حصين في حماية الإسلام وبيضته من القُوى المُنَاهضة، فأثابهم الله وسدد خطاهم.

سماحة الشيخ عبدالحميد ستظُل دائِما وأبداً هامة شامخة في دُنيا الإسلام والمُسلمين وغذاءاً روحياً بِفِكْرِكَ وعطائِك للمُتعَطِشين والمُتشوقين إلى أبواب الرحمة الالهية والشفاعة النبوية والمودة العلوية. فلك خالص الاجر وكامل الثواب من رب الارباب بحق محمد واله الاطياب صلوات من الله عليهم وبركاته.