آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

فطر سعيد

محمد أحمد التاروتي *

يطل عيد الفطر السعيد، على العالم العربي والاسلامي، وسط امال عريضة بانتهاء الكابوس، الجاثم على الوطن العربي منذ 2011، فقد احال الربيع العربي المواطن العربي، الى حقل تجارب لمختلف انواع الأسلحة، بالاضافة لانتشار البؤس والحرمان والتشريد، فضلا زيادة طابور الفقراء، في العديد من المجتمعات العربية، بحيث أصبحت الفوضى العلامة التجارية، للعديد من البلدان العربية، الامر الذي يتطلب تحركا جادا، لايقاف مسلسل الدم المستمر، منذ سبع سنوات.

اعادة البسمة الغائبة من شفاه الكبار قبل الصغار، بحاجة الى جهود جادة لايقاف الحروب الطاحنة، التي تحصد منذ سنوات آلاف الأبرياء، وتقتل الأحلام التي تراود الجميع، بحياة كريمة بعيدة عن أصوات الرصاص، وشظايا السيارات المفخخة، بحيث بات المواطن العربي، يخشى المرور في الطرقات، جراء التفجيرات العبثية، التي تمارسها بعض الاطراف الإرهابية، فالسنوات الماضية سجلت حوادث دموية، اكلت الأخضر واليابس، في العديد من البلدان، التي تعاني من اضطرابات أمنية.

بصيص الامل بانتهاء كابوس داعش، واختفاء سكاكين الذبح، بعد القضاء على التنظيم الارهابي، في العراق، والجزء الاكبر من سوريا، وتلاشي دولة خلافة ابو بكر البغدادي، ذلك الامل بدأ في التراجع قليلا، مع انتشار بعض الأنشطة الإرهابية، في بعض المناطق الاخرى، مما يؤشر لاستمرار معاناة المواطن العربي، في البقاء تحت رحمة ثقافة القتل، والتشريد.

القضاء على الفقر، يمثل احدى الأمنيات للشعوب العربية، خصوصا وان دائرة الفقر في اتساع دائم، فالحروب التي تكابدها بعض البلدان العربية، ساهمت في القضاء على الطبقة الوسطى، ودخول شرائح اجتماعية، ضمن دائرة الفقر، مما يزيد من الاعباء الكثيرة على الوطن العربي، وبالتالي، فان فرحة العيد تواجه بكآبة لدى المواطن العربي، جراء انعدام القدرة على ادخال البهجة في اسرته، نتيجة الفقر المدقع الذي يكابده في تأمين لقمة العيش.

عيد الفطر السعيد، يأتي بنكهة مختلفة جزئيا، على الشعب العراقي، فقد استطاع الحكومة العراقية، انتزاع جميع المناطق من سيطرة داعش، مما أعاد الحياة لسكان تلك المناطق، التي بقيت تحت رحمة القتل، والذبح، لمدة 4 سنوات، بيد ان الفرحة العراقية لم تكتمل حتى اللحظة، جراء استمرار معاناة المهجرين، وبقاء آلاف الاسر في المخيمات، مما يترك غصة في الحلق من الوضع المأسوي، الذي يعيشه المواطن العراقي، وبالتالي فان عودة السعادة لقلوب شريحة واسعة، من الشعب العراقي مرهونة بالعودة، الى المنازل بعد اعادة إعمارها مجددا.

منظر آلاف المصلين في مدينة القدس المحتلة، يعطي الامل بوجود شعب قادر على مواصلة، النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي، فاسرائيل تحاول مسح ذاكرة الشعب العربي، وفرض الامر الواقع، بيد ان تلك المحاولات تواجه بصمود أسطوري، من الشعب الفلسطيني، على مدى العقود السبعة الماضية، فصراع الإرادات المستمر منذ 70 عاما، مرشح للاستمرار حتى العقود القادمة، خصوصا مع وجود اصرار فلسطيني، على انتزاع الحقوق المسلوبة، وانهاء الاحتلال، اذ تشكل مسيرة العودة المستمرة احدى اشكال النضال القائم، ضد الاحتلال الاسرائيلي.

كاتب صحفي