آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

التشكيلي الأمير: لا تحمّلوا الفنان أكثر مما يحتمل في مسؤولية حفظ التراث

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: احمد الصرنوخ - الدمام

شارك الفنان التشكيلي سلمان الأمير مع 50 فنان من المنطقة الشرقية، بلوحة من الفن الواقعي الحديث، في المعرض الذي تم افتتاحه بالأمس، في مطار الملك فهد الدولي بتنظيم شركة المطارات ”داكو“ وبالشراكة المجتمعية مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بعنوان ”فن بريشة شرقية“.

وقال انه أضاف ”التجديد“ في تدرجات العمل اللونية، والتفاصيل التي ترافق عادة الرسم الواقعي من الصورة في بعدها الثنائي، وذلك بإضافته ”للعمق كما يشاهده في الواقع بلا تصنّع“، مشيرا إلى إن مهنته في الهندسة المعمارية قد تكون ساعدته في ذلك.

وأشار الى إعتماده ”التقنيات الحديثة“ في إضافة ”السيولة“ للون مع تعديل منطقته، ليتّخذ الشكل الذي يرغبه بدون تدخل منه.

وقال أن مايهمه في المدرسة الفنية في العمل الحالي ”البساطة“ في تسجيل الحدث واحتوائه على العديد من الافكار والمشاعر، وليس بالضرورة ان يكون العمل نبض لفكرة محددة.

ولفت إلى إهتمامه بالرسالة الواضحة في عمله، متفاديا الأسلوب الخطابي في قراءة المشاهد للوحة وقراءتها له، ووضعه للمعاني والافكار بماتثيره من مشاعر حدثت لديه من دهشة او امتعاض او تقزز او غيره.

وأشار الى نوعية العمل الذي شارك به في المعرض باضافة الطبقة على الطبقة، وتكثيف اللون في جهات، واللمعة في أخرى، لافتا الى اهمية السرعة في هذا النوع من العمل، والذي تطلّب أربعة جلسات بحوالي 12 ساعة.

ومن جهة أخرى أعرب الأمير عن عدم رضاه عن المسيرة الفنية، والمنتج الفني العربي، ووصفه بالتوقّف منذفترة الستينات والسبعينات، بعد تأثّره بالحركة الفنية في أوروبا بما عُرف ”بالفنون الجميلة“، وكان معتمدا قبلها على الزخرفة الاسلامية، لافتا إلى ان الحركة الفنية لم تتوقف، ولكن حركة الزمن والتطور تجمّدت هناك، وظلت تكرر نفسها.

وردّ سبب الجمود إلى عدّة أمور، ومنها: تقييد الفنان بمسؤولية حفظ التراث، إهتمامه برغبة المشاهد الذي يهوى التقاليد والتراث، ورغبته في ان يقال عنه أنه فنان محلي ويقدّم رسالة، عدم وجود كليات فنية تقوم بدورها في ذلك، وتدريسها للفن في الجانب التربوي وليس الفني إذا وُجد.

ولفت إلى ان تقييد الفنان نفسه برغبة المشاهد، واستعارته لتلك المفردات ليصيغها بطريقة حديثة تنال استحسان المشاهد في طلب مايتم استهلاكه في الماضي، وليس ما يستحسنه هو ساعد على ذلك التكرار، منوها الى انه لو تم إطلاق العنان للفنان ليرسم شيئا أمامه، لرسم من بيئته، ولنال العمل استحسان المشاهد الذي سيشعر انه ينتمي له ومن بيئته.

ودعا الى تغيير المفاهيم المتعلّقة بقيم الجمال ومواضيعه والتي من الممكن ان يستقي منها الفنان أفكاره، وإلى عدم وضع الأسوار للفنان التي لايستطيع أن يتعدّاها في تحميله أكثر ممايحتمل في مسؤولية حفظ التراث، وإطلاق الحرية له ليرسم مايرغبه من اهتمام الجيل، ويتناسب مع الوقت وتطوّره، ويفيد منه فناني المستقبل.

وقال ان جمعية الثقافة والفنون في المملكة باتت الرئة والمتنفّس للفنانين التشكيليين، لافتا إلى اهمية دورها في فتح آفاق جديدة للتعاطي مع الأمور الفنية، وخلق مفاهيم جديدة تفتح الأسوار التي تم بناؤها في الماضي، والعمل على فتح نوافذ وفتحات للفنانين ليتنفسوا ويخرجوا بأفكار تختلف عن المكرّر.