آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

مختصون: الجلد بسياط الكلام قنبلة موقوتة تدمر شخصية الطفل

صورة تعبيرية
جهات الإخبارية إيمان الفردان - القطيف

يوجه بعض الآباء لأبنائهم إساءات لفظية متكررة دون وعي لما يترتب عليها من آثار سلبية على نفسياتهم، مما يتسبب بفقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص والصراع النفسي الدائم فيقع الطفل ضحية الميول العدوانية والعزلة تنفيسا عن كتلة الغضب الكامنة في أعماقه.

وتعد هذه الظاهرة اللا تربوية أحد أهم عوامل الإحباط والهزيمة الذاتية، حيث تشير الدراسات إلى أن التشدد في معاملة الطفل والإكثار من زجره وتوبيخه وتأنيبه بأسلوب قاس يثير مشاعر عدم الثقة بالنفس، كما تعتبرأيضا من القضايا المقلقة لانتشارها بشكل متزايد في المجتمع دون النظر للمخالفة التي ترتكب بحقهم.

بدورها، وقفت ”جهينة الأخبارية“ على آراء ذوي الاختصاص وأصحاب الشأن لمعرفة أبعاد المشكلة وما يترتب عليها مستقبلا.

فحكى الشاب محمد.ح : ”مازالت اتذكر كلام والدي وهو يصرخ بوجهي مهددا «إن لم... فساطردك من البيت.. لا اريدك معنا»، موجها لي انواع الشتائم واصفا لي بالفشل، فلم استطع اكمال دراستي كون والديّ لايعرفان القراءة ولا الكتابة ولا يستطيعان مساعدتي وكنت احتاج مساعدة في بعض المواد الدراسية ومرت السنوات ومازلت اتذكر الأمر وكأنه بالأمس واشعر بألم عندما اتذكر الكلمات القاسية التي قيلت لي وانا مجرد طفل“.

وقالت زينب مبيريك: ”أضطر للتفوه أحيانا بألفاظ وصفات قاسية وجارحة لابنتي البالغة من العمر 11 عاما بعد أن تنتابني حالة غضب نتيجة تصرفاتها الطائشة ثم لا ألبث إلا وأشعر بالندم“.

وفي هذا الخصوص، أكدت الأخصائية النفسية صفاء الحواج أن الاخطاء التي يرتكبها الوالدان أمام اطفالهم ترتد عليهم فيصنعون نماذج مشابهة لهم مستقبلا، فعندما يطالبون بشئ وهم بالمقابل لا يتبعونه فإن هؤلاء الأبناء يأخذون قرارات مستقلة تؤدي لهدم شخصيتهم فيصبح الابن منكفئا مترددا وخائفا وعدوانيا وشرسا تجاه الآخرين، حيث سيظهر الكبت الذي تلقاه في تربيته ضد أقرانه واخوته والملكية العامة.

ولفتت إلى أن الكثير من الناس يقللون من وطأة الإساءة النفسية كتوجيه عبارة "الأهم لم يضربك، مما يهمش معاناة الضحية معتقدين أن الإيذاء البدني هو الشيء الوحيد القادر على إحداث الضرر الحقيقي.

ووصفت الاساءة اللفظية بسهام حادة تنفذ بعنف إلى النفس وتصيبها بجروح نازفة قد لا تبرأ وإن برأت فإنها تخلف نفسا مجرمة لا تظهر إلا عند استفزازها، كتكرارالتلفظ بعبارة ”لا فائدة من وجودك“ و”فاشل“ و”غبي“.

وأبانت بأن الإساءات والأفعال المتكررة التي يمارسها الأبوان وما يسمعه الطفل في المدرسة تنقش في ذاكرة ومخزون الطفل الاجتماعي والمعرفي، ففي البداية يخزن الطفل هذه الألفاظ ومن ثم يبدأ بممارستها وعندما تتبلور مدركاته يبدأ باتخاذ مواقف دفاعية، مشيرة إن الطفل ينهل من خبرة وتاريخ أبويه الاجتماعي.

ولفتت بأن الطفل المعنف يلجأ عادة إلى التعبير عن رفضه لأسلوب المعاملة هذه من خلال استخدام العنف ضد زملائه والأشخاص المحيطين به أو ضد نفسه، في محاولة للهروب من إحساسه بالضعف.

وأشارت إلى إن الطفل الذي توجه له اساءة لفظية من قبل الوالدين تختلط لديه مشاعر المحبة بمشاعر البغض والكراهية فيشعر بعدم التوازن الذهني والعاطفي.

وفيما يتعلق بانعكاسات الإساءات اللفظية والكلامية على الأطفال، بينت أنها تؤثر على نفسية الطفل فعندما يرى سلوك الوالدين دارجا على النواهي والأوامر والزجر والشتم والتوبيخ والتحقير فالطفل في المراحل الأولى سيقلد الأبوين.

وتابعت: ”فعندما يطرق احدهم الباب ويكلف الوالدان الطفل بالكذب فهذه الاساءة الصغيرة يدركها الطفل فهو يذهب وينفذ الأمر ولكنه في قرارة نفسه يتعلم فكرة صغيرة تنمو لتوصله الى الكذب لتتحول الى سلوك في الشخصية مستقبلا“.

وأكملت بأن المفارقة تكمن في ان الوالدين عندما يكذب الابن أو يحتال فإنهما يستغربان من ابنهم كيف يعمل هذا السلوك والذي حدث بناء على التربية غير الصحيحة، فالطفل ينهل من خبرة وتاريخ أبويه الاجتماعي.

ومن جهتها، أكدت الاخصائية الاجتماعية وفاء التاروتي أن تدني المستوى المعيشي للوالدين وزيادة عدد أفراد الأسرة يعد عامل لتفاقم استخدام الألفاظ المسيئة، منوهة أن الشارع أيضا له دور في انتشار هذه الظاهرة.

ودعت لعقد ندوات توعية وتثقيف للوالدين بآثار الإساءة اللفظية على الاطفال وكذلك في المدارس والمؤسسات التعليمية لقلة وعي الكثير من الآباء والأمهات بمدى الضرر الذي ينتج عن كلماتهم ولا يفهمون مدى تأثيرها، مؤكدة على أهمية التخلق بأخلاق الاسلام والتي جسدها الرسول ﷺ في التربية.

وأوصت بمتابعة سلوكيات الطلاب في المدارس والمسارعة لمعالجة الظاهرة اللفظية الغير مناسبة التي تظهر بين الطلاب، مشددة على أنه ينبغي التركيز على السلوك الذي يحتاج لتصحيح وليس على الطفل والعمل على النظر للجانب الايجابي والثناء عليه.

كما أكدت على أن الاستعمال المكثف للاساءة اللفظية تعد أحد أهم أشكال العنف السائد في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها فبعض الآباء يمارس الفوقية والسلطة، فيظنون بأن لهم الحق في التصرف غير المنضبط مع أطفالهم لتمتعهم بالولاية والرعاية لهم.

ونوهت أن انتشار ظاهرة التسلط في المجتمع مرتبطة أيضا بقاموس الاساءات اللفظية، فالمعلم أحيانا يمارس الاساءة اللفظية مع طلابه والمدير في معاملته لمرؤسيه يمارس السلوك الإقصائي.

وأوضحت أن امتداد هذه الظاهرة في عمق السلوك الاجتماعي يحولها الى فلكلور اجتماعي، يمارس على الملأ العام وفي اروقة المدارس والجامعات.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 7 / 8 / 2018م - 3:44 م
(وتابعت: ”فعندما يطرق احدهم الباب ويكلف الوالدان الطفل بالكذب فهذه الاساءة الصغيرة يدركها الطفل فهو يذهب وينفذ الأمر ولكنه في قرارة نفسه يتعلم فكرة صغيرة تنمو لتوصله الى الكذب لتتحول الى سلوك في الشخصية مستقبلا“.)


الوالد قال لي وأنا صغير روح قول للرجال اني نايم
فرحت قلت للرجال: أبوي يقول لك انه نايم

وطبعاً أكلت تهزيئة من بعدها يعني ياتكذب أو تتهزأ

-----------------------

بالنسبة للأوضاع المعيشية وعدد الأولاد ممكن تكون سبب ولكن لما أفكر بالموضوع أشوف ان حتى زمن جدي كانت الأوضاع أفضل مليون مرة من الحين مع ذلك كانوا كل شابين حريقة ومعصبين لأن حنا كنا شياطين ونسوي فوضى....فكان يجينا بالعكاز (يهجدنا)

وكل هذا بسبب انهم مايبغونا نلعب بالشارع فنلعب بالصالة ونكسر الدنيا بالكورة
ولو لعبنا بالشارع كنت كل يوم تقريباً اتشلخ من أمي عشان لعبت في الشارع وتبهلدت في الرمل (تقعد تنقي الرمل من شعري)

كان أحسن شي اذا ضربتتي بالصحفة لأنها ماتعور واجد




الموضوع يحتاج لتفصيل أكثر فالعوامل كثيرة ومانقدر نحط اللوم على جهة دون أخرى