آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

الأديب الفرج يودع 14 مؤلفا في مكتبة روسيا الوطنية

جهات الإخبارية نوال الجارودي

أهدى الأديب سعود الفرج 14 مؤلفا من مؤلفاته لمكتبة موسكو الوطنية والتي زارها في العاصمة الروسية، وذلك ضمن جولته بين المكتبات الروسية يوم الأحد.

ووصف الأديب الفرج المكتبة الشهيرة لـ ”جهينة الإخبارية“ بأنها تقع غير بعيد عن حديقة الكرملين العريقة، يقع مبناها والذي يعد من أبهى وأجمل الأبنية القديمة في موسكو، وينتصب شاهدا على عصره، مؤرخا لتفاصيل أحداث عظام عصفت ببلاده وتعدتها لتترك بصماتها الجلية على مجمل التاريخ الإنساني بدءاً من الإمبراطورية القيصرية، مرورا بالدولة السوفييتية حتى اليوم.

وأضاف الفرج بأنه في عام 1862 وحسب مخطط أعده المهندس الروسي باجينوف، تم تدشين مكتبةٍ قُدر لها مع الأيام أن تصبح الأكبر بين مثيلاتها في أوروبا والثانية في العالم بعد مكتبة الكونجرس الأمريكي.

وأبان بأنها مؤلفة من ستة طوابق  اثنان منهما تحت الأرض  تحتضن بين جدرانها كثيرا من المؤلفات والموسوعات والكتب والمخطوطات والخرائط والمعاجم والأطالس والشرائط الصوتية والنوتات الموسيقية التي تعود لاكثر من مائة شعب من شعوب روسيا والاتحاد السوفييتي السابق، إلى جانب عشرات الآلاف الأخرى من المؤلفات تتوزعها كتب المعارف العامة واللغات والفنون والآداب والتاريخ والفلسفة والديانات والعلوم الاجتماعية والدقيقة والتقنية والمخطوطات النادرة ب 247 لغة أجنبية، لتشكل في المحصلة الأخيرة، كما يحلو للبعض تسميته: «ذاكرة روسيا» المؤلفة من 42 مليون أثر محفوظ.

وأكمل الأديب الفرج بأن المكتبة الوطنية الروسية هي مكتبة عامة إلا أنها تتوفر على الأجهزة والمعدات الضرورية لاستنساخ المراجع والمقالات لمن يحتاجها، وتبين السجلات القديمة أدباء شهيرون هم: تولستوي ودستوفيسكي وتشيخوف وكرالينينكو والفيزيائي منديلييفو وعالم الأحياء تميريازوف ومؤسس علم الفضاء تسيولكوفسكي.

ومضى الفرج في وصف للمكتبة بقوله: ”يطلعنا الأرشيف أيضا على أن فلاديمير لينين تقدم بطلب حصول على بطاقة اشتراك في المكتبة يوم 26/8/1893 وكان آنذاك يعمل على إنجاز كتابه «تطور الرأسمالية في روسيا»“.

واسترسل في وصفه: ”بعد انتصار ثورة اكتوبر بقيادة البلاشفة وانتقال العاصمة من سانت بطرسبورج الى موسكو عام 1918 تم اتخاذ قرار بوضع المكتبة تحت رعاية الدولة مباشرة والعمل على توسيعها ورفدها بكل ما تحتاجه من دعم ومنذ عام 1925 حتى عام 1992 كانت تعرف ب «مكتبة لينين العامة»“.

وأضاف: مع بداية الثلاثينيات باشرت الدولة السوفييتية ببناء مبنى إضافي جديد بمحاذاة البناء الرئيسي للمكتبة، ولكن نظرا لاندلاع نيران الحرب العالمية الثانية، توقفت أعمال البناء نهائيا، ونقل أكبر عدد ممكن من مخازن المكتبة إلى مناطق بعيدة تحسبا لغارات سلاح الجو الألماني أو لسقوط موسكو كاحتمال لم يكن مستبعدا آنذاك. الأديب سعود الفرج

وذكر أن المكتبة تحولت إبان سنوات الحرب إلى ما يشبه مختبر معلومات للمؤسسات الحكومية وهيئة الأركان والقيادات السياسية، إذ واظب طاقم العاملين في المكتبة على توفير كل ما يلزم من دراسات وأبحاث ومعلومات وخرائط.

وأضاف بأنه ما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى اتخذت الحكومة السوفييتية قرارا بتقليد المكتبة وطواقم الموظفين أرفع الأوسمة الوطنية تقديرا لهم على ما أبدوه من تضحية وشجاعة وتفان. هذا، ولم يمض على تدشين المبنى الجديد عام 1960 بضع سنوات حتى بدئ بإقامة مبنى أخر تابع للمكتبة في ضواحي موسكو خصص لحفظ الجرائد والمجلات ولكتابة الرسائل العلمية بهدف الحصول على الألقاب الأكاديمية المختلفة.

ولفت إلى إنه وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 وبداية المرحلة الجديدة، باشرت الجهات الرسمية تعيد إلى الشوارع والجادات والحدائق أسماءها القديمة، وفي هذا السياق تحول اسم مكتبة لينين العامة رسميا إلى «المكتبة الوطنية الروسية»

وأضاف: أن هذه المكتبة هي بمثابة «الدماغ» وقاعدة أساسية للمصادر العلمية والتاريخية بالنسبة لجميع الجامعات والمعاهد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية وللدارسين والباحثين الشباب، بالإضافة إلى كونها المرجع الأساسي للكوادر العاملة في الوزارات المختلفة وقطاعات الصناعة والتجارة ومجالات الثقافة والآداب والفنون.

وبين إن المكتبة تتألف من عدة أقسام: وهي قسم المطبوعات الثمينة والنادرة «ما يقرب من 300 ألف أثر محفوظ»، قسم المطبوعات والرسومات «ما يزيد عن 1,5 مليون أثر»، قسم الأطالس والخرائط «اكثر من 250 ألف أثر بعدة لغات أجنبية»، قسم الكتب والمطبوعات «16,5 مليون نسخة»، قسم المجلات «13 مليون نسخة»، قسم الجرائد «650 ألف ملف سنوي».

وضمت أيضا سلاسل متنوعة: 1,2 مليون نسخة، قسم النوتات الموسيقية والتسجيلات الصوتية ب350 ألف نسخة، منها ما يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، و3,5 مليون نسخة من وثائق ومستندات، وقسم الكتب السرية والوثائق غير المنشورة 1,2 مليون وحدة، قسم الميكروفيلم والأشرطة والاسطوانات 3,5 ملايين، منها 7,722 ألف وحدة أجنبية.

وعدد من بين أقسامها الأخرى قسم المطبوعات الحربية والعسكرية الذي يحوي 580 ألف اثر محفوظ، منها 191 ألف أثر أجنبي، وقسم الآداب الشرقية 650 ألف وحدة موزعة على 160 لغة من لغات شعوب آسيا وأفريقيا ويعتبر الاثمن والأكبر في روسيا ورابطة الدول المستقلة، وهو متنوع المواضيع والعصور التاريخية ويضم عددا لا بأس به من المؤلفات والكتب الثمينة والنادرة، وتقدر محتويات المكتبة على 130ملون عمل بين جدرانها.

يذكر أن الأديب الفرج سبق وأن زار مكتبة روسيا الوطنية في مدينة سان بطرسبرغ قبل عدة أيام، وأهدى لها بعض كتبه ورافقته ”جهينة الإخبارية“ بتغطية هذه الزيارة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو محمد
[ القطيف ]: 14 / 8 / 2018م - 3:33 م
بالتوفيق الدائم إنشاءالله وترجع لنا بالسلامة والإنتاج الرائع الذي لاينبض.