آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

اعادة... ارسال

بدرية حمدان

قضايا كثيرة تزعجنا وغير راضون عنها اذ اصبحنا نهتم بأمور الآخرين ومشاكلهم، نهتم بكل شاردة وواردة عنهم ونتتبع أخطائهم نتدخل في تفاصيل حياتهم نجعل منها سوالف وأحاديث نتداولها فيما بيننا للتسلية في مجالسنا.

«وكأننا ما عندنا شغلة غير تتبع الاخرين والبحث عن عثراتهم».

نهتم بتفاصيل الاشياء المزعجة كثيرا وكأنها حدث نتسابق في نشره فكلا بطريقته الخاصة من الاضافة او الزيادة اوالنقصان بأعلى المستويات وعبر مواقع التواصل لتصل هذه الاخبار إلى أكبر قدر من الناس وبسرعة تفوق سرعة البرق.

فأصبحت الغيبة والنميمة الالكترونية منتشرة بشكل واسع وبكل الحواس النظر والسمع واللمس واللسان.

ونوثق الغيبة والنميمة بكل فخر واعتراف وبالتوقيع بالاسم.

فعندما ارسل خبر او اعيد رساله اكون بذلك نشرتها باسمي فالرسالة المرسلة تحمل اسم المرسل.

غير ذلك فنحن صحفيون ماهرون في عملية نقل الأخبار والاشاعات التي تبث الخوف وتنشر المغالطات

وتغير الحقائق. وكذلك نقل المشاحنات والامراض القلبية التي تتمثل في الغيرة والحسد وتحدث الفجوات

وايضا مصورون مبدعون في التقاط الأحداث غاية في الدقة فنحن نلتقط ادق التفاصيل بأدق واحدث الكاميرات الاحترافية.

هذا هو حالنا في نقل الاخبار المزعجة، بالفعل مزعجة لأنها تزعج الجانب الانساني في واقعنا وتقدر صفو حياة الكثير منا وتكون سببا مباشرا اوغير مباشر في الكثير من المشاكل.

أما تعاملنا مع اخبار الاخرين السارة وانجازتهم تمر علينا مرور الكرام لا نحرك ساعد، تتوقف ابداعاتنا الصحفية، فالأمر لا يعنينا ولا يمد لنا بصلة فلا يتم لها اعادة ارسال ولا حتى نسخ.

تساؤلات كثيرة نطرحها هنا:

- السؤال الاول: اين نحن من الوازع الديني،؟ فالدين نهانا عن تتبع عورات الناس والخوض في اعراضهم

فسلامة النفوس تكمن في ترك عيوب الناس. وتتبع هفواتهم.

يقول الإمام علي في حكمة تربوية رائعة تعتبر مبدأ سلامة وصلاح لنفس البشرية تقي من الوقوع في مطبات وعثرات الهوى «حسب المرء من سلامته قلة حفظه لعيوب غيره»، فهو يأكد على الابتعاد عن كل ما يؤثر على النفس ويسبب لها الامراض فسلامة الجسم مرتبطة بسلامة النفس والروح، وكثير من الأمراض التي يُصاب بها الناس ناتجة عن الاضطرابات ا النفسية والتخبط في سلوكياتهم. مما ينتج عنه سلوكيات وتصرفات خاطئة تتسبب في كثير من المشاكل الاجتماعية

- السؤال الثاني: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخية ميتا؟

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ. سورة الحجرات اية 12

لا يسلم منهم الحي ولاالميت

شاهد يدلنا على الحال الذي وصلنا اليه عندما يتوفى احد في ظروف ربما تكون غامضة في بعض الاحيان لأسباب صحية وإجراءات روتينية أيا كانت هذه الاسباب، وتتأخر مراسيم الدفن.

تنسج القصص والاقاويل حدث ولا حرج ويصبح حديث الساعة وكأن ما فيه شيء يتحدثون فيه إلا في سيرة هل المسكين.

- السؤال الثالث: مالهدف من اعادة الارسال وتتبع الاخبار المزعجة؟ هل هي غاية في نفس يعقوب؟ ام هي مع الخيل يشقره.

شاهد يدلنا على اننا لا نفقه كثيرا، وهي اعادة ارسال الرسائل التي فحواها ارسل الى عشرة اشخاص وسوف تسمع اخبار سارة ومفرحة والعكس. اول كانت مثل هذه الرسائل ورقية توزع على البيوت ومكتوب في الرسالة انسخ الرسالة ووزعها على مئة شخص وسوف تحصل على ما تريد. ومع التطور التكنولوجي تطورت عملية النسخ واعادة التوزيع.

في النهاية اتمنى ان نستغل الحاسة الصحفية عندنا في اعادة نشر انجازاتنا ونجاحاتنا وإنجازات الآخرين وابدعاتهم لتكن حافز لتنافس والابداع ونكون اكثر ثقافة في عملية اعادة الارسال.