آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 2:09 م

اللهم أرنا الطلعة الرشيدة

اشتياق يلوع ذلك القلب الواله والمنتظر لتلك اللحظة المرادة وهي اكتحال العين برؤية صاحب العصر والزمان وإبصار إشراقة محياه، وهذه العاطفة الجياشة لم تأت من فراغ بل تولدت نتيجة فكرة ارتبطت بظهوره المبارك وهي تغير أحوال العالم نحو الحسن والصلاح، فالإنسان الذي كان يرجى منه أن يكون خليفة الله عز وجل في أرضه يقيم حدوده ويلتزم أوامره، قد لاذ بالشهوات والأهواء فاقتحم كثير من الناس على مدى الأزمان المتعاقبة طريق الرذيلة والمنكرات، فهامت نفس السوء المتولعة بحطام الدنيا الزائل بالانحطأط إلى الفساد والموبقات دون رادع يوقفها عن غيها، فكل أولئك الرسل والأئمة لم تردع سيرتهم وتعاليمهم المحذرة من معصية الله تعالى ومخالفة أمره، فاجتاحت عواصف المغريات نفوسا ضعيفة لا تقوى على مواجهتها، كيف وهي لا تملك سلاح الإيمان والورع والاستقامة؟!

ولسان حال المؤمن المنتظر: آما آن يا رب أن تأذن لصاحب الأمر أن يخرج ويظهر ليؤدي رسالته الإصلاحية الكبرى، فيعمل على مجابهة مظاهر الطغيان والظلم والفساد حتى يمحيها، فتسود روح الخوف من الله تعالى بني البشر ويؤوبون إلى خالقهم متذللين، والأمل يحذو المؤمن وهو مترقب لتلك الساعة التي يسمع فيها النداء السماوي بظهور الفرج.

وهذه العاطفة الممتزجة بفكر واع مستقيم ثابت على كما أخبر به النبي ﷺ وأهل بيته من ظهور المهدي المنتظر، لابد له من دعامة سلوكية تتصف بسمات أنصار الإمام الإيمانية، فهل يمكننا أن نتصور انخراط أحدنا في حركة إصلاحية وقد مليء إلى أخمص قدميه بالمعاصي والموبقات باسترسال، فإن فاقد الشيء لا يعطيه وهو - بنفسه - حينئذ يحتاج إلى إصلاح وتغير أحواله نحو الإقلاع عن مقارفة الذنوب.

ولذا فإن أولى خطوات هذا الطلب برؤية الإمام المهدي هو إصلاح النفس ومراقبة الجوارح والتوبة إلى الله تعالى، فأصحاب الإمام الذين عبرت عنهم الروايات برهبان الليل هم أهل التقوى والخلق الرفيع وصفاء القلب المتسامح من الضغائن.

والأمر الآخر المهم هو معنى رؤية الإمام المنتظر ومضمونها الحقيقي، فإن كل عمل صالح وكلمة حق وحكمة تنطق بها فتأكد أنها بعين الإمام وعنايته، فاطلبه في الاهتمام بعبادتك المراعى فيها الشرائط الخاصة - الفقهية -، والمضامين التربوية والأخلاقية السالكة بالإنسان نحو الكمال واليقظة الروحية.

اطلب رؤية الإمام المنتظر في تعاملك الحسن وعلاقاتك الطيبة مع الآخرين، بما يرغبهم في التدين والالتزام بأحكام الشريعة، فحينها ستكون موضع سرور للإمام وهو يقرأ ذلك في صحيفة أعمالك.

اطلب رؤية صاحب العصر والزمان عندما تنعتق من ربقة نفسك الشحيحة والتخلص من الأنانية، فتتحلى بالعطاء وتنطلق في ميدان تقديم المساعدة وقضاء الحوائج للآخرين، فتأكد أن مسحك لدمعة اليتيم وتطييب خاطر المسكين وتفريج هم المهموم وبث روح الأمل والتفاؤل فيه، هي موضع رضا من الإمام فاهتم بكل عمل يرضي ربك.