آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

طلب اللجوء..

بدرية حمدان

نمر بحالات كثيرة تضيق بنا الدنيا ونبحث عن ملجأ

نلجأ إلية في حالة الضيق وخاصة عندما تنقطع بنا السبل فنشعر بحالة من اليأس الذي في كثير من الأحيان يشل التفكير فنصاب بالاحباط والخوف والقلق ولكن لحظة من لحظات الصفاء النفسي كفيلة بإعادة الأمل وترتيب الأفكار من جديد

فالابتلاءات التي نمر بها كثيرة سواء المقدرة أو ما اقترفته

ايدينا هي عوامل تحفيزية لتجديد وتنشيط عملية اللجوء

التي نحتاجها بين فترة واخرى وحتى لا تحدث عندنا عملية ركود ونصاب بالملل فطبيعة النفس تمل بسرعة من تكرار الشيء. وتميل إلى الإثارة، إذ لا يمكن لنفس أن تكون في حالة صفاء دائم ولا يكن أن تكون في حالة كدر دائم

فلا يمكن أن تعرف حلاوة العسل حتى تتذوق المر العلقم

والعكس صحيح.

فدنيانا غرور مخادعة لا تصفو لأحد متقلبة يختلف ظاهرها عن باطنها

الأمام علي يصف الدنيا في نهج البلاغة

”وأحذركم الدنيا فإنها منزل قُلعةٍ1 وليست بدار نجعة2 قد تزينت بغرورها، وغرَّت بزينتها. دارها هانت على ربها، فخلط حلالها بحرامها، وخيرها بشرِّها وحياتها بموتها، وحلوها بمرها، لم يُصفها اللّه تعالى لأوليائه، ولم يضنّ‏َ بها على أعدائه. خيرها زهيد وشرها عتيد وجمعها ينفد، وملكها يُسلبُ، وعامرها يخرب“ 3.

فالمؤمن أكثر ابتلاء في هذه الدنيا، فالله سبحانه وتعالى يحب يسمع صوت عبده المؤمن فيؤخر حاجته

فهو سبحانه يضعنا في المواضع التي يحب أن يرانا ويسمعنا فيها.

وايضا في المقابل جعل لنا أبواب نطرقها في حالة الشدة

ومواطن نطلب اللجوء إليها لا تحتاج إلى هوية وطنية ولا إلى اثباتات وجواز سفر

ولا إلى تذاكر

بل تحتاج إلى عمق نفسي وهويه ايمانية حتى يتم طلب اللجوء. الطلب هنا مشروط بالخضوع والإذعان الكامل واليقين بصدق الاعتقاد وترك التعلق بالدنيا والاقبال بصفاء نفس حتى تسمو الروح وتحلق

في افاق الطمأنينة وتتخلص من القيود وتسبح في مواطن

الرحمة الرحمانية وتحظى بالهبات الملكوتية.

وتكون في محل عناية الله. وبالوقوف بين يديه سبحانه وتعالى تحدث حالة الانكسار التي تكون كفيلة بإعادة التوازن الروحي والنفسي وجمع الشتات

فبمجرد ان تدمع العين يلين القلب وتخضع الجوارح

الجامحة مستسلمة لعملية اللجوء

وهنا ندخل في موطن من مواطن الرحمة، سلام قولا من رب رحيم، فتدخل الروح والنفس والقلب في حرم الإله

كحمامة بيضاء لاذت بحمى الحرم لتجد الأمان

ولتكون عملية طلب اللجوء ميسرة ومقبولة لابد من طرق أبواب الشفاعة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لنا

﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ «36» التوبة

فهذه الأبواب مفاتيحها في متناول الجميع وهي محمد وال محمد، بالصلاة على محمد وال محمد تفتح أبواب السماء

فهم رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة، بهم ينفس الهم وبهم يفرج الكرب وبهم تقبل التوبة فهم أبواب رحمة الله ومحط علمه وموطن اللجوء إليه. من بهم علينا ديان الدين

وفي خضم المتغيرات أصبحت حياتنا كسفينة في بحر لجي

معرضة للغرق في أي لحظة نحتاج إلى من يقودها لتصل إلى شاطئ الأمان

فمنا من يعيش حالة الغرق ويحتاج إلى سفينة انقاذ، فسفن النجاة المرسلة من الله أربعة عشر سفينة من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك وغرق، وأسر ع هذه السفن السفينة الخامسة فهي سفينة انقاذ عظيمة الشأن سريعة الوصول

فلنخرج من تلك القلاع المظلمة والمخيفة ونطلب اللجوء

من رب كريم.