آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 8:31 ص

الطموح.. المستقبل

محمد أحمد التاروتي *

يمثل الطموح احد الأدوات الاساسية، لتحفيز الانسان لركوب الصعاب، وتحمل الآلام، في سبيل الوصول للهدف المنشود، لاسيما وان التراخي والاستسلام، يقضي على ذلك الطموح، وبالتالي عدم القدرة على تحقيق المزيد من النجاحات على الصعيد الفردي، الامر الذي يفسر الاصرار الكبير لدى غالبية البشر، بغرض الانتصار على الاحباطات، وتجنب الفشل عبر البحث عن المخارج لتجاوز العراقيل، التي تعترض طريق النجاح.

الطموح يختلف من شخص لآخر، تبعا لطريقة التفكير، والمستوى الثقافي، فضلا عن النظرة للحياة، فصاحب الهمة العالية يضع سقفا مرتفعا للغاية، من اجل الوصول اليه وتحقيقه بشتى الطرق، مما يدفعه للعمل الجاد والتحرك الدائم، في سبيل تحقيق تلك الاهداف المرسومة، فهو لا يتوانى في اقتطاع الجزء الاكبر من حياته، في سبيل تلك الطموحات الكبيرة، بخلاف صاحب الهمة المتواضعة، لا يفكر سوى في العيش، والقناعة بالقليل، الامر الذي يحرمه من الصعود للقمم العالية، وبالتالي البقاء في المؤخرة على الدوام.

تحديد الهدف منذ البداية، يمثل احدى النقاطالاساسية للانطلاق، فالمرء الذي يفتقر للرؤية الواضحة، غير قادر على السير بطريقة مستقيمة، فهو يتخبط في كافة الاتجاهات، الامر الذي يجعل عملية الوصول، الى نقطة النهاية عسيرة وطويلة، بخلاف الذي يمتلك بوليصة قادرة، على قراءة الطريق بدقة عالية، فانه يمشي على هدى، ويسير باتجاه النقطة المحددة سلفا، الامر الذي يترجم على شكل نجاحات متواصلة، وتقليل الخسائر، مما يعني تسجيل الانتصار في نهاية المطاف، خصوصا وان المرء يحفر مستقبله بيده، ويرسم طريقه وفقا لطريقة التفكير.

التحرك وفق الطموح،، مرتبط بطريقة مباشرة بالمستقبل، وتحطيم القيود المعنوية، والمادية، بمعنى اخر، فان الانسان الراغب في الامساك بأسباب النجاح مطالب بوضع برنامج قادر على وضعه، في مكانة مغايرة تماما عن بقية الناس، بحيث يضع الاعتبار ضريبة النجاح طوال المسيرة الحياتية، لاسيما وان الوصول الى النجاح، بحاجة الى المزيد، من التضحية بالوقت، فضلا تحمل الكثير من المصاعب الاخرى.

المستقبل وليد التخطيط السليم، فالمرء الذي يعمل على الترجمة الحرفية، للنقطة المرسومة سلفا، بامكانه وضع القراءة الأولية للمستقبل، خصوصا وان بناء المستقبل ليس مفاجئا، بقدر ما يكون عملا متدرجا، بمعنى اخر، فان الانسان يصنع مستقبله خطوة تلو خطوة، فكلما تقدم بشكل صحيح، في انجاز الخطوات المرسومة، كلما اقترب بطريقة مباشرة، باتجاه وضع اليد في المستقبل المشرق، وبالتالي، فان الحديث عن النجاحات المفاجئة ليس صحيحا على الاطلاق، لاسيما وان ظاهرة القفز باتجاه الهدف، لا يولد سوى السقوط، وتكبد الخسائر على الصعيد الفردي.

لوحة الطموح المرسومة بدقة عالية، تعطي انطباعا ايجابيا في المراحل اللاحقة، بخلاف اللوحة المرسومة بطريقة عشوائية، فالاولى تمكن صاحبها من رؤية التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، مما يمنع ارتكاب الاخطاء الفادحة، تجنب الكثير من العثرات التي تعترض الطريق، بينما الثانية تحجب الرؤية عن قراءة الخطط العريضة، فضلا عن الصغيرة، مما ينعكس بصورة مباشرة على فشل ذريع، في الوصول الى الهدف المطلوب.

كاتب صحفي