آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:08 ص

الحافلات الذكيّة خياراً

ليالي الفرج *

على مساحة واسعة، وفي أغلب بلدان العالم، ينتقل ملايين الطلابوالطالبات يومياً، من منازلهم إلى مدارسهم، ومن مدارسهم إلى منازلهم، في الحافلات المدرسية؛ ممّا يضع مؤشرات السلامة والأمان في أوج الأهمية في كل بلد.

وإذا كان اللون الأصفر هو اللون الذي صار عالمياً لوناً للحافلات المدرسية، لاعتبارات سرعة الملاحظة والرؤية الفيزيائية التي ترتبط بهذا اللون، غير أنّ حركة التطوير لوسائل النقل المدرسي هي محلّ رصد ونشاط ودراسة في جملة من البلدان المتميزة في هذا الشأن.

في بعض مناطق دولة الإمارات الشقيقة، وفي إمارة دبي كمثال، تتوفر نماذج من الحافلات المدرسية المزودة بنظام كاميرات مرئية، كوسيلة دقيقة للمراقبة والملاحظة، وهي مرتبطة بمركز التحكم لمؤسسة المواصلات، وتقوم برصد جميع تفاصيل رحلة الطلابوحركتهم في الحافلة، إضافةً إلى توفر جهاز تتبّع مستفيداً من تطبيقات تتبع حركة الحافلة عبر نظام تحديد المواقع الجغرافي، وتزامنياً يقوم بعدة وظائف من أهمها: إرسال رسائل نصّية لأولياء الأمور، تبيّن أوقات صعود أبنائهم الحافلة وأوقات نزولهم منها. وكذلك معرفة أوقات وصولهم مدارسهم أو منازلهم بأمان وسلامة.

يضاف إلى ذلك أنّ سرعة هذه الحافلات تتباطأ ذاتيا في الطرق ذات الكثافة المرورية وتلتزم بمحددات السرعة المرورية، وفق تقنيات إلكترونية وميكانيكية متطورة.

ولزيادة مستوى الاحتراز والتأكد، تم وضع زر إطفاء محرك الحافلة في نهاية الحافلة، بعدم مقاعد الركوب؛ ما يلزم السائق بالمرور من أول الحافلة إلى آخرها، ليتمكن من إيقاف محركة الحافلة؛ ومن خلال مروره يتأكد بصرياً من خلو الحافلة من الركاب.

وما هو أكثر في هذا النوع من الحافلات المصممة خصيصاً للنقل المدرسي، هو جهاز الاستشعار الذي يصدر تنبيهاً بعد توقف الحافلة، في حال وجود أي حركة لجسم داخل الحافلة؛ إذ لا يمكن إيقاف المحركة أو إغلاق الأبواب ما دام هناك مؤشر إلى وجود أحد داخل الحافلة.

هذه الحافلات المتميزة، صممت وفق ضوابط ومعايير جودة السلامة العالمية، وهي - في الوقت ذاته - صديقة للبيئة، كما يتوفر فيها خاصية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، بيسر وسلامة.

وفي بلد ملياريّ، كالهند، هناك عدة دراسات وأبحاث تطبيقية حول الحافلات الذكية، كما تتوفر لديهم بعض النماذج التطبيقية لهذه الحافلات، وإن كانت في بعض الدول الأوربية أًكثر تقدماً وتحديثاً.

إنّ العلاقة الطردية بين ارتفاع مستوى حوادث الوفيات بين الطلاب أو المعلمات وبين رعونة الأداء في النقل المدرسي، بكلّ تفاصيله، باتت من الواضحات، وتوضيح الواضحات من أعضل المعضلات، كما هو نصّ المقولة.

أنّ تفقدَ طفلاً في أكمل براءته، وهو في طريقه إلى مدرسته، ويكون السبب إما قصوراً أو تقصيراً في واقع النقل المدرسي؛ فينسى سائق الحافلة الخاصة الطالب الذي كان يخطو أولى سنوات عمره الدراسي، داخل الحافلة المدرسية، وتكون المأساة الكبيرة بوفاة الطفل البريء، بعد أن ظلّ حبيساً لساعات داخل الحافلة ذاتها، في يومٍ صيفٍ قائظ ومستوى رطوبة متشبّع جدّاً،، فإن السؤال الكبيرهو: إلى متى سنكون أحد الاحتمالات التراجيدية، التي تتعرض فيها حياة الطلاب لمثل هذه الحوادث المأساوية؟

وإلى معالي وزير التعليم: ندرك حرصكم على الانتقال بنظمنا التعليمية إلى مصاف النظم التعليمية الحديثة، ونرجو أن تتحقق الأهداف المنشودة بكل جودة، ولكن الجميع ينتظر أن تنحل قضية النقل المدرسيّ، بما يحقق الأمان والسلامة للطالب وللمعلمة؛ إذ إنّ الحديث عن ذلك صار من المتواترات، فمتى تكون الآمال متحققة؟

مجلس الشورى الموقر: مملكتنا - حفظها الله - تعيش رؤية التحديث والمواكبة، والنظام التعليمي بكلّ تفاصيله يُتوقع له أن يتصاعد منحنى التحديث فيه، ضمن برنامج التحول الوطني، والرسالة العاجلة: ما رأيكم في واقع النقل المدرسي لدينا، كعنوان رئيس في قائمة العناصر الرئيسة في نظامنا التعليمي؟..

المدينة الذكية، والمدرسة الذكية، والحافلة الذكية، هي نزر يسير من مخرجات الحياة التقنية الحديثة، وأجمل من الحديث عنها هو أن نعيش واقعها كتجربة وتطبيق ومواكبة.

الرحمة لروحك الطاهرة، غصن النرجس النّامي وبراءة الطفولة، عبد العزيز مصطفى المسلم..

الصبر والسلوان مع أحرّ العزاء، لوالديك، وعائلتك، وللجميع..

كاتبة رأي في صحيفة الشرق السعودية
شاعرة ومهتمة بترجمة بعض النصوص الأدبية العالمية إلى العربية ، ولها عدَّة بحوث في المجال التربوي.