آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الشيخ المشاجرة: المرأة في كربلاء كانت أكثر حضورا.. داعمة للمواقف الكبرى

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القطيف

أكد الشيخ إسماعيل المشاجرة على اهتمام الإسلام بالمرأة وإعلاء جانبها في الخطاب الإسلامي، وإعطائها فسحة التموضع في حركتها الداعمة للمواقف والمشاريع المفصلية الكبرى.

وعدد مواقف خديجة «رض» وإسهامها في البعثة النبوية ونشر الدعوة، ونهضة فاطمة مع زوجها وأبيها، ووقوف زينب إلى جانب أخيها في كربلاء.

وذكر في في محاضرته بعنوان ”حديث عاشوراء“ في حسينية السنان بالقطيف، يوم العاشر من محرم، أن المتصيدين للإسلام عادة مايتشبثون بالخطاب الفقهي في إثارة بعض الإشكالات، ومنها أن الخطاب الاسلامي خطاب ذكوري أنصف الرجل وأجحف بحق المرأة.

وأشار إلى أنه حين النظر للخطاب الإسلامي فلا يجوز النظر له مجتزئا عن المنظومة الكاملة في الخطاب، والقائمة على ثلاثة بناءات: عقائدية، وأخلاقية، وقانونية.

وذكر أن المنظومة العقائدية تتكون من مجموعة من المعتقدات يطالب بها كل من يدين بدين معين، وتخاطب العقل والقلب، بينما تخاطب المنظومة الأخلاقية السلوك، والمنظومة القانونية تختص بالأحكام التقنية الفقهية.

وقال أنه فيما يخص الجانب العقائدي فلم يخص الله الرجل بعقيدة تختلف عن المرأة، بل هما متساويان في ذلك.

وأوضح أن الروايات في الجانب الأخلاقي والتوجيهي، مليئة بالتوصيات التي تعلي من شأن المرأة على الرجل، كجعل الأفضلية للأم، والدعوة للرفق بالزوجة والإهتمام بالإبنة والعناية بها والمبادرة لها وتقريبها على الولد.

وأشار في الجانب الفقهي أن للشارع اعتبارات ترتبط بالحقوق والواجبات المنوطة بكل منهما، والتي يلتزم بها طرف أكثر من الآخر.

وبين أن هذا المعنى لايختص بالقانون الإسلامي فقط، بل في كل المجتمعات التي تراعي قوانينها التموضعات الجغرافية والتاريخية والإجتماعية الخاصة بها.

ولفت إلى أنه لا يصح محاكمة الخطابات والتقنيات القانونية لمجتمع ومقايستها بالمجتمعات الأخرى.

وأشار الى أن هناك أرضيتين يتكون منهما الخطاب الإسلامي القانوني: الثابتة والمتغيرة، وأن الثابتة هي ”حلال محمد حلال حتى يوم القيامة“، أما المتغيرة فتقوم على ”إعادة قراءة النص الفقهي بما يتناسب مع معطيات العصر“.

ونوه إلى تنامي تلك النظرة لدى الفقهاء مؤخرا، مما يؤذن بان النظرة التقنية قابلة أن تأخذ أشكال جديدة بلحاظ الواقع المعاصر.

وأشار إلى أن الخطاب الحسيني لم يختص بالذكور فقط، فكانت أم سلمة ر من أوائل من بادر الإمام الحسين ع بمفاتحتها بأمر الرحيل والشهادة، مما يعني أن المرأة في الإسلام ”قادرة على تحمّل الأسرار الإسلامية الكبرى، وصنع المشاريع والمساهمة فيها“.

ولفت إلى أن ”الخطاب الحسيني المفتوح أعطى للمرأة فسحة التموضع في المشروع، لتكون صانعة فيه، وأن الأدوار التي قامت بها عجز عنها بعض الرجال“.

وأشار إلى موقف طوعة ”الجريء والشجاع“ قبل كربلاء من استضافتها لسفير الحسين ، في ظل تخاذل الجميع، مع علمها بتبعات ذلك العمل، وموقف مارية العبدي من استصراخها للكوفيين وعتبها عليهم بعد خذلانهم رسول الحسين ، وإمدادهم بالأموال لينضموا لقافلة الحسين ، ومافعلته زوجة زهير من عتبها عليه حين تباطئه في إجابة نداء الحسين .

وذكر مواقف بعض النساء في كربلاء، كموقف أم وهب وزوجته في حثه على الإنضمام لقافلة الشهداء وهو حديث عهد بالزواج، وحث أم عمير بن جنادة الأنصاري إبنها وهو ذو 11 عام لنصرة الإمام بعد مقتل زوجها، واقتلاعها عمود الخيمة بعد ذلك لتشارك في القتال رغم كبر سنها.

وتطرّق لموقف الحوراء زينب ، حيث وصفه البعض انه أكثر بطولة من موقف الإمام الحسين ”لحضورها الذي أحدث علامة فارقة في كربلاء، ودورها في تتمة مشروع كربلاء، وأنه لولاها لذهبت جهود الإمام الحسين سدى“.