آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

وطن لا يتوقف عن التطور والازدهار

سكينة المشيخص *


يمثل اليوم الوطني كثيرًا من المعاني والدلالات التي تتجذر في وجدان كل سعودي، وتمنحه شعورا فائقا بقيمة هذا الوطن الذي كان استخلاصًا عميقا لعزيمة رجال أبطال بقيادة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» الذي كتب في جبين الزمن إحدى أجمل ملاحم البناء والتوحيد الذي أصبح إحدى العلامات الفارقة في مسيرة الأمم والشعوب.

يوم الوطن قراءة وجدانية مهمة للولاء والانتماء وتجديد العهد للقيادة الرشيدة والوطن بأن تستمر مسيرة العطاء، فهو أكثر من مجرد فرحة وإنما مظهر لسعادة النفس بما هو أهم وهو الأمن والسلام تحت تلك الراية الخضراء التي تعبّر عن حيوية المواطن واستعداده للعمل من أجل البناء والإخلاص فيه.

وطن أنجز الكثير خلال تسعة عقود ولا يزال ينجز ويحقق للمواطن رفاهيته وتنميته، ولعلنا جميعا جزء من منظومة بشرية تعنى بمكوننا المجتمعي والوطني الذي يسهم في تلك الإنجازات ويحافظ عليها ويحميها ويعمل على تطويرها خلف القيادة الحكيمة، فنحن في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» ومعه سنده وعضده ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» نستشرف رؤية تملأ أفقنا التنموي بمزيد من المشاريع التي تنتقل ببلادنا الغالية إلى مستويات أكثر ازدهارا من خلال طروحات ومحاور رؤية السعودية 2030 التي تستهدف المستقبل بلبنات جديدة لتنويع مصادر الدخل وتطوير قدرات وإمكانات الموارد البشرية.

في حصيلتنا وطن يشرق بمنجزات ضخمة في جميع المجالات والقطاعات الاقتصادية التي تتكامل لتصنع تنمية شاملة ومستدامة ومتوازنة في جميع المناطق، وفي الرصيد أكثر من 68 ألف كيلو متر أطوال طرق نفذتها وزارة النقل، وأكثر من 5000 جسر بين المدن والمناطق إضافة إلى الطرق الدائرية والعقبات، إضافة إلى طريق المشاعر المقدسة الذي يعتبر أطول طرق للمشاة عالميا، فيما يستهدف قطار الحرمين نقل حوالي 60 مليون راكب سنويا بعد استكمال المشروع.

كذلك نقف في هذا اليوم التاريخي أمام منجزات بلادنا بكل الفخر، لنرى مشروع نيوم الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يُعد أضخم مشروع سعودي يمتد بين ثلاث دول ويتم تمويله بنحو 500 مليار دولار، وأيضا مشروع القدية الذي يهدف إلى إنشاء أكبر مدينة ترفيهية وثقافية ورياضية على مستوى المملكة والعالم أجمع، ومشروع «الأفنيوز - الرياض» أكبر مجمع تجاري في العالم بمساحة تأجيرية تبلغ نحو 400 ألف متر.

وللحقيقة كثيرة هي المشاريع والمنجزات التي تم إنشاؤها ويجري تنفيذها من أجل هذا الوطن الغالي، دون أن نغفل مشاريع توسعة الحرمين الشريفين حيث تجري حاليا أعمال مشروع توسعة ثالث خاص بالمسجد النبوي وساحاته، وغيرها من مشاريع البنية التحتية وتطوير مقومات الوطن بإرادة وطنية وطموحات لا تحدها الحدود إذ يجري أيضا تطوير الموارد البشرية الوطنية وتأهيلها لاستحقاقات المرحلة المقبلة التي تتطلب إعدادا أكثر ملاءمة لكل أفكارنا الوطنية في بناء وازدهار الوطن والوصول به إلى الآفاق التي نحلم بها ونعمل بعقول مفتوحة وسواعد قوية من أجل ذلك، وكل ما يتم من أعمال ضخمة يؤكد مضي مسيرتنا في مستوى متطور يجعلنا في كل عام نحتفل بيومنا الوطني لنعلن للعالم ميلاد يتجدد لدولة لا تتوقف عن النمو والتطور، ولا تقبل بأن تقف مسيرتها عند محطة واحدة وإنما تتجه بكل طاقتها إلى أعلى سلم المجد والنهضة حيث يجب أن تكون بلادنا الغالية.