آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

صناعة الأجيال

محمد أحمد التاروتي *

تعتمد صناعة الأجيال على ركائز عديده، باعتبارها الأعمدة الاساسية التي تقوم عليها، مهمة تخريج الأجيال القادمة، لمواصلة مشوار النجاح، والتحرك باتجاه تسجيل المزيد من الانجازات، في مختلف المجالات، بيد ان نجاح الخطط الموضوعة لصناعة الأجيال، مرتبطة بالقدرة على تطبيق تلك الخطط بحذافيرها، وكذلك بوجود الارضيّة المناسبة، لانطلاق الأجيال بحرية دون عراقيل تذكر، خصوصا وان الكثير من التطلعات والامال تتحطم على صخرة الواقع البائس، في العديد من المجتمعات البشرية، الامر الذي يكرس حالة التخلف، والبقاء في مؤخرة الركب، في العديد من المجالات العلمية والثقافية.

المدرسة الاسرية تشكل حجر أساس في تشكيل الأجيال، باعتبارها الحلقة الاكثر قدرة على صياغة الطموح، وغرس القيم الفاضلة في النفوس، الامر الذي ينعكس بصورة واضحة، على حركة الأجيال في المجتمع، بمعنى اخر، فان الاسرة تعد المحرك الاساس في خلق الحالة الايجابية، وقهر العراقيل التي تعترض الطريق، مما يساعد على بناء عقول قادرة على للنهوض، وتحقيق الكثير من الانجازات، فالمدرسة الاسرية توفر المناخ اللازم لوضع اللبنات الاولى، في مشوار النجاح لدى الأجيال، على اختلافها، الامر الذي يفسر الحرص على تكريس القيم لدى الابناء منذ الصغر، وعدم التهاون مع ارتكاب الاخطاء الفادحة، نظرا لتداعياتها السلبية على المسيرة الحياتية، سواء على الصعيد الشخصي او الاجتماعي.

بالاضافة لذلك، فان المدرسة التعليمية تعد الحلقة الثانية، في مشوار إعداد الأجيال لحمل مشعل التقدم، والنهوض في المجتمع، فالتعليم ركيزة اساسية في تحطيم الجهل، وانارة الطريق، الامر الذي يفسر الفوارق الكبير بين المجتمعات المتعلمة، ونظيرتها الجاهلة، فالاولى تبهر العالم يوميا بالاكتشافات في مختلف المجالات، فيما الثانية تبقى عالة على المجتمعات البشرية، نظرا لعدم قدرتها على تقديم الانجازات على اختلافها، بمعنى اخر، فان وضع المناهج العلمية القادرة على تحريك العقول، تشكل احد العناصر الاساسية لنجاح المدرسة التعليمية، للقيام بدروها على الوجه المطلوب، خصوصا وان التعليم بات منتشرا في جميع العالم، بيد ان الفوارق كبيرة في المستوى التعليمي، بين الدول المتقدمة والنامية، بحيث يترجم على نوعية المخرجات، بين مؤسسات تعليمية واخرى.

بدورها تلعب المدرسة الحياتية عنصرا أساسيا، في مشوار صناعة الأجيال، فالمعارك الحياتية قادرة على اثراء التجربة، لدى الأجيال في مختلف المجالات، مما يؤهلها للتعامل بواقعية مع التحديات الراهنة، ومحاولة مواجهة المصاعب المستقبلية، خصوصا وان الحياة العملية تختلف تماما عن الدروس النظرية، فالكثير من النظريات تتلاشى مع الخطوات الاولى للتجربة الحياتية، مما يستدعي اعادة النظر، والتحرك باتجاه صياغة، الكثير من القناعات السابقة، وبالتالي فان المدرسة الحياتية تمثل المضمار العملي لصياغة شخصية الأجيال، لاسيما وان الاجيال بحاجة للاحتكاك مع الواقع، لاكتساب التجارب، والحصول على الدروس بشأن الطريقة المناسبة، للتعامل مع التوجهات المختلفة، وبالتالي التعرف عن قرب على الصديق والعدو، بمعنى اخر، فان المدرسة الحياتية، تمثل احدى الحلقات الاساسية لصناعة الاجيال، فالأجيال تتعلم من الاخطاء لتفادي الوقوع فيها مجددا، مما ينعكس على اجيال تمتلك المقومات الضرورية، لمحاربة المصاعب بارادة صعبة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
خادم خدام الحسين
[ كربلاء الصغرى ]: 7 / 10 / 2018م - 8:57 م
هنا مربط الفرس()نضرب مثال وكفى لا أستطيع ان احصي لك عدد المهندسين في شركة ارامكوا الذين درس أكثرهم في شركة ارامكوا وهم عندهم الابتدائيه والمتوسطة درس أكثرهم عدد سبعه كتب(Book#1(الى Book#7)وأجري له امتحان تحديد مستوى ونجح وذهب الى امريكا وتخرج مهندس يخدم شركة ارامكوا بكل إخلاص وتفاني وطبعاً المدرسين الذين قاموا بتدريسه في ارامكوا كان يعمل لهم امتحان صعب ينخل الصالح من الطالح وفوق كل ذالك مطلوب من المدرس انتاج ملموس ()مثلاً موظف ارامكوا درس كتاب واحد Book#1()تجده أفضل من طالب درس الثانوية you get me???
كاتب صحفي