آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 9:59 م

الشيخ الصفار: الامتحان الحقيقي يكمن في التعامل مع المختلفين معنا

جهات الإخبارية

ويقول ان أول عوامل النجاح هو معرفة حقوق الآخرين والاعتراف بها.

ويحث على الاحتكام لمنطق العقل وقيم الدين لا إلى العواطف والانفعالات.

ويدعو جميع الأطراف في المجتمعات الإيمانية إلى التنازل لبعضها البعض.

ويشيد بالجالية الإسلامية في الدنمارك ويدعوها للتماسك والرقي العلمي.

قال الشيخ حسن الصفار ان الامتحان الذي يظهر المعدن الحقيقي للإنسان يكمن في تعامله مع المختلفين معه في الرأي والتوجه والذين تتضارب مصالحه مع مصالحهم.

جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة في جامع الإمام علي في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

وقال الشيخ الصفار ان هناك من ينجحون في امتحان العلاقة مع المختلفين معهم في الرأي والتوجه وهناك من يفشلون فتتعقد علاقتهم مع من حولهم ويعيشون القطيعة والنزاع والاحتراب الدائم.

ورأى بأن أول عوامل النجاح في العلاقة مع المختلفين هو معرفة حقوقهم والاعتراف بها. قائلا ان من الخطأ التعاطي مع الناس من طرف واحد وكأنهم هم فقط المطالَبون بأداء حقوقنا.

وتابع ان الاعتراف بالحقوق المتبادلة ينبغي ان يشمل الجميع بدءا من أقرب الناس من الوالدين والزوجة والأولاد وامتدادا إلى الجيران وزملاء العمل والدراسة والغرباء.

ومضى يقول أمام حشد من المصلين ان ثاني عوامل النجاح يكمن في التوفيق بين الحقوق الخاصة وحقوق الآخرين ”فلا يصح مطالبة الآخرين بأداء الحقوق التي عليهم في مقابل التنكر لحقوقهم“.

وأضاف ان المعيار الأساس الذي ينبغي الاحتكام إليه عند الخلاف مع الآخرين ”هو الرجوع لمنطق العقل وإلى قيم الدين وليس إلى العواطف والانفعالات“.

وقال الشيخ الصفار ان المجتمعات الواعية عادة ما تحتكم إلى منطق العقل والقانون عند اندلاع الخلافات في داخلها، بخلاف المجتمعات المتخلفة التي يستخدم فيها كل طرف القوة لإخضاع الآخرين لإرادته.

ومن زاوية أخلاقية رأى ان المهم أن يكيّف الإنسان نفسه مع تقصير الناس معه وتساهلهم في أداء بعض الحقوق الشخصية إليه.

وقال ان التعاليم الدينية تحض الإنسان على استيعاب تقصير الآخرين وإساءتهم إليه. معتبرا ذلك مدعاة لسعادة الإنسان ونجاحه في الحياة.

واستطرد بأن استيعاب أخطاء الآخرين والتجاوز عنها هو في حقيقته مورد كسب ونجاح للإنسان، حتى وإن بدا للبعض بأنه الطرف المتنازل أو الخاسر.

وشدد القول ان ”السيطرة على الانفعالات والتنازل للآخرين ليس ضعفا، وإنما هو دليل على قوة الإرادة“.

وأضاف بأن جميع الأطراف في المجتمعات الإيمانية مطالبة بتقديم التنازلات لبعضها البعض حتى وإن بدا في ظاهر الأمر أنها تجعل من نفسها في موقعية مذلة أمام المؤمنين.

ويحض على الإيمان والعمل

وفي سياق مختلف حثّ المجتمعات المؤمنة على اقران الإيمان بالعمل الصالح والظهور في مظهر حسن أمام المجتمعات البشرية الأخرى.

وقال ان أئمة أهل البيت لا يقبلون من أحد مجرد اظهار الإيمان والإعراب عن حبهم فذلك أمر غير كاف ما لم يقرن بالتقوى والعمل الصالح.

وأعرب عن سعادته حيال أوضاع الجالية الإسلامية في الدنمارك اجمالا ومن ذلك حالة التكاتف والجهود التي قادت إلى انشاء جامع الإمام علي في العاصمة كوبنهاغن.

وقال ان انشاء الجامع على هذا النحو الحديث وما يصاحبه من برامج دينية وانشطة ثقافية متقدمة وبلغات مختلفة يجعل منه محط فخر واعتزاز أمام الجميع.

وحض أبناء الجالية الإسلامية في الدنمارك على مضاعفة برامجهم العبادية وتنمية علاقتهم بالله سبحانه اضافة إلى السعي بمختلف السبل نحو بناء الكفاءة العلمية.

وحث أبناء الجالية على التماسك والتلاحم الداخلي من خلال الحرص على حضور صلاة الجمعة باعتبارها من أعظم الشعائر الدينية التي ينبغي الالتزام بها في مطلق الأحوال.

الجدير بالذكر أن مسجد الإمام علي في كوبنهاغن بالدنمارك أسس عام 2015م على مساحة 3000م2، ويحوي قاعة للتدريس وقاعة للمؤتمرات وأخرى للرياضة، ومكتبة، ويقام فيه برامج باللغات العربية والانجليزية والدنماركية والفارسية والاوردو.