آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

حبيب محمود: على الروائي الاهتمام بردود الفعل لمنتجه وألا ينخدع بالتخدير الاجتماعي

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - الدمام

أكد الروائي والصحافي حبيب محمود على ضرورة اهتمام الروائي او الفنان في أي مجال إبداعي لردود الفعل حول منتجه، والحرص على عدم التعرض للتخدير من المحيط الاجتماعي الذي يحيط به، حيث أن الاصدقاء والاقارب قد يتناولون المنتج الادبي او الابداعي من خلال حبهم او تعاطفهم مع الكاتب او الفنان، فيما الحقيقة قد تكون مختلفة من خلال المتلقي او الناقد المحايد.

وشدد في ذات الوقت على أن المبدع في أي مجال لا يجب أن يتكلم عن عمله إلا كإفادة فقط وليست كتقييم، جاء ذلك في أولى أمسيات ”الملتقى الثقافي“ بالمنطقة الشرقية في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، والتي قدم فيها الروائي حبيب محمود ورقة بعنوان ”الرواية في المكان“ في الأمسية التي أقيمت على مسرح الجمعية أمس الاثنين.

ولفت أن كتابة ”المكان“ تجر خلفها كتابة ”الزمان“ ايضا، مشيرا إلى أن المكان في روايتي ”زمبوه“ و”النخلاوي“ هما مسرح اسلافه الذين انحدر منهم، مستذكرا مشهد والدته وهي تصلي في عريض محضون ببستان أسمه ”العرجانية“ الذي اشبعه مشاهد ”الأكارين“ وهم يحتفلون ب ”الصرام“.

وقال محمود: أخترت ”العرجانية“ لأبني كل أحداث ”زمبوة“ على مشاهد رأيتها وتصورتها وتخيلتها، لأجلب صوت حمير البساتين، وبعض ما قبل صلاة المغرب، لذلك ورطتني الرواية القصيرة بواقعية زمانها ومكانها وبنيتها ومضمونها، لذلك من المستحيل أن اجلب ”الكنار“ في الصيف، او استشهد ب ”الخلال“ في صيف اغسطس، لذلك كان صراع الطبيعة الذي خاضه والد بطل الرواية مناخيا دقيقا في توقيته.

وأضاف: وعلى عكس ذلك كانت رواية ”النخلاوي“ التي اعتمدت على الصور البعيدة عن بطل الرواية والتي تفصله عنها 40 سنة من العمل في ارامكو وتغير كل شي في فضاء المكان وحيز الاحداث، حيث أن المكان في الرواية حالة خاصة يعيشها متقاعد إلى حد أنه عاد بحنينه إلى أن يعوف أجهزة التكييف وتفضيل رطوبة الصيف في ”عشة من الخوص“ في فناء الفيلا الحديثة التي يسكن بها.

وذكر أن الأماكن كثيرة في ”النخلاوي“ ولكن سيدها هو المكان الابعد، تلك القرية بنخيلها وحياة ريفها وإنسانها، وحكايات أمهاتها.

وشهدت الأمسية التي أدارها محمد الخباز عدد من المداخلات اكد خلالها حبيب محمود على أن الكاتب او الروائي وحتى الفنانين في مجالات اخرى لا بد أن يشعر بالتوحد مع منتجه، خصوصا عندما يتعلق ذلك بالسرد، فيما علق على مداخلة اخرى بأنه يجد نفسه مع العمل الجميل ذو البنية المتماسكة التي تتعامل مع الزمن بحرفية جيدة حتى لو تضمنت قفزات زمنية من جيل إلى أخر في حال تم ذلك بسلاسه وبدون أي فجوات.

واجاب على احد المداخلات بالتأكيد على أن المنتج الأدبي ليس عليه أن يقدم الحلول بقدر ما يطرح القضية والمشكلة لتوجيه انظار اصحاب القرار والمجتمع لها والذين بدورهم يستطيعون ايجاد الحلول الناجحة لها.

وفي ختام الأمسية كرم المشرف على البرنامج الثقافي بالمنطقة الشرقية د. طارق الخواجي الروائي والكاتب حبيب محمود إضافة لتكريمة لمدير الأمسية.