آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

أصبحا أثرا بعد عين

تأهيل قصر وقلعة دارين يعزز سياحة القطيف

جهات الإخبارية جعفر الصفار - القطيف

رغم الأهمية التاريخية لقصر محمد عبدالوهاب الفيحاني والمعروف بقلعة دارين، إلا أنه لم يتم الحفاظ عليه كأحد المعالم السياحية المهمة بالمنطقة الشرقية.

وتعالت أصوات المهتمين والمختصين التي تطالب بضرورة إعادة تأهيل القصر والقلعة الأثرية التي بنيت عام 1204 هـ ، وكانت تحفة معمارية في حينها. 

وشهدت هذه القلعة، الكثير من الأحداث والوقائع والمعاهدات التي دونتها كتب التاريخ في بدايات القرن الماضي.

قصر وقلعة دارينوطالب مشرف مركز الزوار بدارين فتحي البنعلي بضرورة إعادة تأهيل قصر محمد عبدالوهاب الفيحاني؛ ليكون عنصر جذب سياحي يمكن الاستفادة منه لعمل فعاليات اجتماعية أو ثقافية ويمكن أن تكون اقتصادية عبر استثماره. 

وأشار إلى أنه تمت الموافقة على إدراج القصر والقلعة ضمن اهتمامات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية، ونحن نتطلع إلى البدء في المرحلة الثانية من البحث والتنقيب وإعادة ترميم القلعة التي لم يبق منها اليوم سوى بعض الحجارة المتناثرة حول بعض أقواسها الجميلة التي عشقت البقاء. 

ولفت إلى أن القصر بقي كاملا حتى أواخر السبعينيات وبدأت تتساقط الجدران واحدة تلوى الأخرى.

وأشار إلى أنه أخذ قيمة تاريخية كبيرة خلال قيام الدولتين السعوديتين الأولى والثانية وكذلك في عهد الدولة العثمانية، وتبلغ مساحة القصر الإجمالية مع ملحقاته نحو 8,000 متر مربع. 

وحمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية الوضع الذي آل إليه.

وقال البنعلي: إن دارين مليئة بالآثار التي ينبغي التنقيب عنها، مشيرا إلى أن الركام المستخرج من بعض المناطق التي يراد البناء فيها يدل على غناها التاريخي.

ورأى الباحث علي الدرورة أن القصر له قيمة تاريخية كبيرة، وهو أحد أهم المعالم الأثرية في المنطقة الشرقية، لكن انتهى به الحال إلى ركام كامل لا ترى فيه إلا الأحجار الكبيرة التي كان يتشكل منها. 

ولفت إلى أن مأساة القصر ستنتهي فور الشروع الفعلي في إعادة تأهيل وبناء القصر التاريخي من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية.

وأضاف: إن القصر بني عام 1204 هـ  في العصر التركي وأهدي إلى محمد بن عبدالوهاب الفيحاني السبيعي عام 1302 هـ.

ولفت الى انه نفس العام الذي أقام فيه الفيحاني في بلدة دارين، ومنذ ذلك الحين نفذ الفيحاني ترميم القصر المطل على الميناء التاريخي لدارين التي لم تكن مسكونة، بل كانت جزيرة تاروت التي لا تبعد عن القصر إلا نحو 3 كيلو مترات مأهولة. 

وبين أن بلدة دارين التابعة لجزيرة تاروت في محافظة القطيف تعتبر غنية بالآثار القديمة، خاصة أنها تقع على بعد كيلو مترات قليلة من قلعة تاروت التاريخية التي تعود لنحو 500 عام قبل الميلاد. 

وكان مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان أكد أن ترميم قصر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني وتهيئته كمركز سياحي وتاريخي وثقافي في المنطقة مستمر.

وقال عمل الفريق العلمي المكلف من مكتب الآثار بالمنطقة الشرقية على إزالة ورفع كميات كبيرة من الردم والأنقاض الموجودة داخل القصر حتى برزت أساساته التي أوضحت امتدادات وحداته المعمارية من غرف وباحات وخدمات وغيرها. 

ولفت إلى إنجاز أعمال الرفع الشامل لأساسات القلعة والانتهاء من إعداد المخططات الهندسية للقصر بالاعتماد على الأساسات التي ظهرت للقصر ومن خلال تحليل أكثر من 40 صورة تراثية للقصر.