آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

المجتمع والسموم البشرية

أحمد منصور الخرمدي *

دعونا جميعاً نطرح هذا الموضوع الإجتماعي والإنساني والأمني بهدوء وشفافية لعلنا نكون بعون الله قادرين أن نشخص المشكلة ونجد الحل المناسب لها. لنأخد أنفسنا بالتروي رويداً رويداً، بالرغم من شدة ما نحن عليه من حرقة قلب وضجر لما آلت إليه الحال والتي نشاهدها يومياً إلى المزيد من التراجع والخلل الذي يجعلنا في حيرة من أمرنا كأفراد وكجهات أمنية وإجتماعية كذلك.

على سبيل المثال من الظواهر الشائعة التي تقشعر لها الأبدان، عندما يستوقفك في الطريق وأنت تقود سيارتك، أشخاص وهم بسياراتهم اثنتان أو أكثر يتبادلون أطراف الحديث ضاربين بعرض الحائط شعور الآخرين وقد تصبر قليلاً من الوقت إلا أنهم لا يكترثون وبمجرد أن تكلمهم بكلمة واحدة ياجماعة أو بإشارة واحدة توحي إلى متى، عندها تكون الطامة الكبرى فقد ينزل لك واحد أو أكثر بالتهديد والوعيد وماذا عندك ومن تكون إلى آخره من الفظاظة وقلة الأدب من الشتائم والألفاظ البذيئة التي لا يعلم إلا الله نهايتها التي قد تكون لا قدر الله قاسية يحصل فيها ما يحصل من سباب وشتائم وقد تتعدى ذلك إلى الإيذاء الجسدي.

ومثال آخر وأنت في إحدى المحلات التجارية وهذه من المشاكل التي تحدث بكثرة، بمجرد خلاف بسيط يقوم الآخر بالتعدي على أحدهم وضربه ضربات موجعة في جسده وقد تصل عينه أو أحد أعضائه فتحتاج إلى تدخل جراحي والموضوع مجرد سوء تفاهم بسيط تصير هذهِ نتيجته، وآخر طفل لا يتجاوز الثمان سنوات بمجرد كان يشجع فريق كرة قدم وفرح بفوزه مما أثار غضب شاب أكبر منه سناً وجسماً فانهال عليه ضرباً مبرحاً كاد أن يفارق ذلك الصبي الصغير الحياة وتناول الإعلام حينها الحادثة.

ومن الحالات الأكثر خطورة ما يقوم به بعض الشباب من تفحيط بسياراتهم وعمل حركات مروعة بدراجاتهم النارية في الشوارع وعند المناطق السكنية وأماكن النزهة التي تعرض حياتهم وحياة الآخرين إلى خطر وحوادث بعضها تكون ذات إصابات بليغة وأخرى مميته ذهب ضحيتها أناس أبرياء والشواهد على ذلك كثيرة.

ظواهر أصبحت للأسف الشديد منتشرة في مجتمعاتنا يقوم بها أشخاص من ضعفاء النفوس الذين أغوى الشيطان بعضهم فأصبحوا لا يدركون خطورة ما يقومون به من الجرائم الأمنية المروعة من تعديات وسرعة وقيادة متهورة وسرقات واغتصاب وإدمان وترويج خمور ومخدرات وسفك دماء بريئة.

هذه فقط عينات محدوده من سلوكيات بشرية شاذة، أصبح المجتمع يشتكي منها ويطالب بمعالجتها أولاً عن طريق التوعية الإجتماعية ودور الأسرة في التربية الصالحة والتوجيه السليم لأبنائها وفلذات أكبادها ثم بتعاون الأهالي مع رجال الأمن. ولا يفوتنا الدور المطلوب من رجال الدين من العلماء والخطباء حفظهم الله، في توجيه العامه من الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبيان ما هو حاصل من تجاوزات واختراقات لأحكام الدين وتعاليمه السمحة وما عليه من تهاون للأخلاق والأعراف ومشاركة أعيان البلد واللجان الخيرية والإصلاحية ودور التعليم من مدارس ومعاهد وكليات وبما يملكونه من صلاحيات التوعية والارشاد الطلابي والأخصائيين التربويين ولا ننسى دور الإعلام بجميع وسائله وهو مهم للغاية وكذلك قنوات التواصل الاجتماعي البناءة. ومن المأمول أن يكون للسينما السعودية الحديثة دور كبير وفاعل في القضاء على هذه الظاهرة من جذورها حيث سوف تحاكي وتكاشف جمهورها عن أضرار تلك السلبيات والمحن الخانقة للمجتمع وجها لوجه، وأمانة وصلني مشكوراً من أحد الإخوة الأخصائيين مايلي: «ارى الموضوع على شاكلتين واحدة طيبة متفهمة تفسح المجال والطريق والتفاهم برحابة صدر وابتسامة وهذه الفئة لامشكلة معها وواحدة خشنة متعجرفة يصعب معها التفاهم والإقناع بالتي هي أحسن ففي هذه الحالة الإبتعاد عن الوقوع في مشكلة مع هذه الفئة المتخلفة عقلياً ولو مؤقتاً أو تحمّل بعض المصاعب المحتملة بتوثيق الحادثة بتصويرها وإثباتها ورفعها للجهات المختصة للقيام بواجبها.

ومن المؤكد أنه يوجد أيضاً فئة مختلطة تجد فيها المتفهم الطيّب والخشن المتعجرف فهذه الفئة علينا مخاطبة العقلاء فيها والتفاهم معهم» ومن هنا يأتي الدور بتوجيه الرسائل الواضحة للجميع بأن هناك قوانين وأنظمة أمنية صارمة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الناس وترويع الآمنين.

هذا ما وسعنا طرحه ونأمل من الجميع إبداء الآراء والمقترحات عبر التعليق البناء وبنقاط مختصرة مع مراعاة عدم التكرار كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من تجاوب وأرسل بما جادت به قريحته من الاخوة والأخوات الكرام مما أعطى إثراءً جميلاً ونافعاً لهذا الموضوع الحساس ويمكن الرجوع للرابط لمقالنا السابق بعنوان «الجريمة وارتباطها بالنفس البشرية» نسأل الله القدير أن يوفق الجميع وأن يهدي أبناءنا وبناتنا لما فيه الخير والصلاح لهم ولمجتمعهم ولوطنهم.