آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

بناء وانعدام الثقة

المهندس أمير الصالح *

في عالم التجارة الثقة هي العملة الاهم وليست الدعاية او قوة التسويق او عروض الخصومات التجارية. بشكل عام في الحياة اليومية، بانعدام الثقة تنعدم روح الاطمئنان لدى احد الاطراف وتنحسر التعاملات وتهرب الاموال وتكثر المجاملات وتروج لغة احاديث الوجوه المقنعة وتنكفئ الكفاءات العقلية والمهنية ويكون الصمت المريب في كثير من الاحيان هو المسيطر على المشاهد والشعور بالقلق المفرط وتكاثر حالات الريبة وسوء الظن والتصنيفات المقيتة.

الثقة، كما نعلم، لها اصول في بناءها وتتجذر مع دوام واستمرار المعاملة وحسن التعاون بين الاطراف المعنية. فالاكاديميون وارباب علوم العلاقات البشرية، يبنون الثقة على العناصر التالية:

  • صدق الحديث والمصداقية be reliable وهذا يمر خلال قنوات: كحسن الاصغاء والتفاعل والوفاء والمعاونة الايجابية لتغلب على الصعوبات والتعريف من خلال الاخرين.
  • الامانة بكل تشعباتها be honest
  • الاريحية والاحتفاظ بخصائص تعكس روح ذات النفس be open
  • التكامل في السلوك والاقوال وعدم التناقض integrity.
  • الثقة تنمو في بيئة سليمة وقنوات اتصال مفتوحة ومحفزة وتوقعات ناضجة. الثقة سواء داخل المجتمع الواحد او خارجه تحتاج الى تحليل واعادة تقييم وصيانة ومصداقية مستمرة لضمان استمرارها وتجنب الوقوع في المشاكل او الازمات.

هناك صياغة رياضية لمعادلة الثقة Trust تكتب بالشكل التالي:

Trust = «C+R+I» /S

المعادلة الانفة تنسب لـ الاستاذ Charles Green واوردها في كتابه المسمى The trusted Advisor FieldBook.

معادلة الثقة «Trustworthiness» تتضمن ثلاثة متغيرات في البسط ومتغير واحد في المقام.

Credibility وتختصر بحرف C ومعناها المصداقية ا

، Reliability وتختصر بحرف R و، Intimacy تختصر بالحرف I.

وكلمة Self Orientation وتختصر بالحرف S وتعني فيما تعني التوجه الذاتي او التركيز او القناعات الذاتية.

المضحك المبكي اننا وكل شخص مدرك قد رأينا وصادفنا وجالسنا خلال مسيرتنا المهنية او الحياتية او الاسرية او المجتمعية او التجارية او العبادية بعض من الناس من منتحلي الفضيلة ومدعي الموثوقية الا انهم قلما يوفون بما قطعوا عهدا به او حدثوا الناس به. الادهى والامر هو ان هناك من الناس سواء في اداراة الشركات او منتحلي مناصب وجهاء المجتمعات او اصحاب القاب علمية رنانة من اثبتت التجارب بانهم اقل من ان يوثق بهم بملئ ملعقة من الملح! فكيف للبعض ان يثق بهم بكشف خبايا امور شخصية او اناطهم بادارة اموال اناس او الاستناد عليهم بعهود عدالة او السعي خلفهم من اجل احقاق حقوق الاخربن تحت رئاستهم او التامل منهم اتاحة تكافئ الفرص.

ولعل من جديد الامراض المرافقة لاستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي هو منح الثقة لاناس لانعرفهم الا من خلال العالم الافتراضي. فلك ان تتخيل حجم المشاكل المتراكمة والمتراكبة نتيجة تسريبات لصور او كلام او مقاطع فيديو او تشخيصات او تحليلات وكل ذلك باسم الثقة في التداول.

ولذا انصح نفسي والجميع ان لم يكن على قدر الثقة في الاحتفاظ بالمعلومة او الرسائل المرسلة او الاحاديث في الغرف المغلقة عليه المبادرة ب اعلام الناس المعنيين بذلك بالقول ”يعتذر من اي مشاركة وبانه لا يريد ان ينخرط في اي حديث خاص او مغلق، منعا لوزر التبعات او احتمالية التسريب من غيره واتهامه“؛ وايضا الاعتذار من اي مجموعة او قروب واقعي او افتراضي لا ترى نفسك متفاعلا معه او في جوه او لا تشعر بالراحة من بعض اعضاءه الغير مستحقين لثقتك. فهذه الخطوات والتنصل والاعتذارالمسبق جديرة بان تمنح الفاعل بها ثقة مستحقة ومصداقية اكبر؛ وتستمر الحياة بصورة افضل بالنسبة له ولمن هم محيطون به وتقل او تنعدم نسبة التراشق اللفظي وتنحصر دائرة التنابز وتحيد النقاشات المشخصنة وتضمحل المنقصات في حياته/هم.

مع شديد الاسف، كثرة مظاهر حب البروز الاعلامي او الاداري بصور وانماط صارخة، أغرقت البعض في اطلاق وعود كاذبة او تعهدات خاوية حتى انكشفت مع الايام حقيقة الامور فانعدمت الثقة او انحسرت كليا. كما انه هناك من ضحيلي الخبرة من ينخرط في منزلقات التغريدات والكتابات والهتافات الخادعة ظنا بان مطلقها اهلا لـ الثقة. ومع مضي الايام ووقوع الفاس بالرأس، يعي ذاك الضحية انه وقع في فخ او تغرير لمن هو ليس اهلا للثقة. فليراجع كل انسان محب لمجتمعه ولاهله مواطن الفخاخ ويمحص الامور والأخبار المنقولة والعهود المكذوبة قبل ان يضع ماله او كلمته او جهده او عمره او نسبه او قراره او يده مع اي شخص اخراو مجتمع اخر او قروب او ديوانية او مستثمر او شركة او رئيس في عمله أو جماعة باسم الثقة.