آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

الطلاق أو الخُلع والتطفل

سلمان العنكي

الزوجان شريكان، وكل شراكة محفوفة بالمخاطر وان تباينت نسبها. سواءً الزوجية، أو التجارية، أو شراكة نبع. أو أُخر، ولا ضمانات ببقائها غير معرضة للخلافات الا ما رحم ربي.

في الحالة الزوجية تبدأ المشكلة تصل الى نفق مظلم يعجز الزوجان عن حلها، يُتخلص منها بطلاق أو خُلع، بعدها، يأتي دور أفراد دخلاء من المجتمع بتتبع أسبابها وأسرارها: منهم من يحرص وبشدة ليعرف أسباب الطلاق أو الخُلع وبمختلف الطرق للحصول على معلومة يعتبرها سبق أنجاز وهو غير معني بها عند حصوله عليها.

قد تكون صادقة، كاذبة، أو خليط منهما يعود المتربص الفضولي المتطفل بما جمعه وأكثره بهتاناً وزوراً، ويتحدث به في المجالس وبين رفقته. وإن كانت صحتها بائنة هو يدخل أسباباً من عنده.

البعض لا يكتفي بما سمعه بل يتصل بأطرافها، تأتي المرأة للمرأة وتسألها بإلحاح عن سبب خُلعها أو طلاقها موحية أنها متعاطفة معها لِمَا أُصِيبت به، وتستدرجها بالحديث. ومهما تجيبها لا تصدق لها قولاً.

تطلب المزيد، وكأنها محقق جهة رسمية في جريمة كبرى. يُراد كشف ملابساتها.... أتق الله يا امرأة هذه مطلقة أو طالبة خُلع من زوجها يكفيها ما فيها وما عانته وتعانيه.

عانت الامرين وسُلب شبابها وضاع دون عوض... ويمكن طليقها يمتلك الفراسة في الكلام فيوحي به إلى الاخرين أنها السبب فيما جرى وأنه عانى منها وانها سيئة خلق وأنها وأنها... مع محنتها. أساء لسمعتها، وقد يكون العكس صحيح. واحياناً لها منه أولاد إن أخذتهم جاعوا وإن أخذهم ضاعوا وقلبها ليلاً نهاراً يعتصر ألما عليهم... جراحها تنزف دماً وانتِ تشعليهم ناراً.

أمر لا يعنيك في شيء لا فائدة لك من تتبعه، أترضي لبنتك أو أختك تكون مطلقة أو يتناقل أسرارَها الآخرون؟ كذلك حال الرجل يكفي أنه في حالة الطلاق خسر زوجةً وأموالاً غير معوضة. وإذا كان عنده منها أولاداً أصبحوا أيتاماً من أب أوأم والبيت أختل توازنه بما حصل وكل الطرق مغلقة في وجهه، وربما أحواله المادية متردية.

إن بحث عن شريكة من الصعوبة حصولها... وإن حصلت كيف تعاملها مع أولاده إن كانوا عنده؟ وأنتم تعزفون على الاوتار وتتمايلون فرحاً على جراح دامية، أوَ تأمنون أن لا يصيبكم ما أصابهم؟ لماذا تحاولون كشف أسرار الآخرين والتجسس عليهم وبثها للغير؟ وأكثرها أكاذيب وزيادات لم ينزل بها من سلطان «مجلس نساء أو رجال الكل يحمل سبباً عن طلاق فلانة أو خُلع فلان مختلف عن الآخر. مَن الصادق؟ لا أحد... الحقيقة مغيبة أو غائبة»... إنه عيب ومحرم وفيه الغيبة والبهتان والنميمة وهي كبائر... حطب جهنم أنتم من احتطبه... أترضون للآخرين يبوحون بأسراركم أو يفتشون عنها؟ يجب أن لا تُترك لكم فُرصَ التدخل وأن تُردوا على أعقابكم خاسئين ولو بالقوة.

اذا كان المتضايق من أمركم رجل عليه أن يثبت رجولته وبقوة. ليمنعكم. وإن كانت امرأة وترى في نفسها ضعف لردِكم، تستعين بمن يردكم صاغرين،،، انتم شياطين الانس، ظاهركم حسن، باطنكم عفن. إذا ثبت أن أحداً أساء لسمعته «سمعتها». فمن حقه شرعاً وقانوناً رفع دعوى عليه ومع الإثبات يعزر وإن ما قال قذفاً يقام عليه الحد الشرعي.. على من يتعامل بهده الطريقة أن يتنبه ويترك المكلومين وحالهم وشأنهم مع أسرارهم، حتى لا يتعرض للعقوبة..... نسأل الله عدم البلوى والستر على عباده.